أكدت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة أن قوات الاحتلال الصهيوني دمرت خلال حربها على قطاع غزة التي استمرت 23 يومًا، 41 مسجداً تدميراً كاملاً.
وقالت الوزارة في بيانٍ لها: إن “إسرائيل قصفت 16 مسجدًا في مدينة غزة، واثنين في المحافظة الوسطى، واثنين آخرين في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما قصفت قوات الاحتلال 19 مسجدًا شمال قطاع غزة واثنين في رفح جنوب القطاع”.
وأشارت وزارة الأوقاف والشئون الدينية إلى أن بعض هذه المساجد مبني على مساحات واسعة ويشتمل على عدة طوابق، لافتةً إلى أنه تم قصف بعض المساجد أثناء وجود المصلين داخلها أو على أبوابها.
وأكدت الوزارة أن “تدمير المساجد سياسة منهجية للاحتلال الصهيوني، مشيرةً إلى أن تدمير المساجد ودور العبادة مخالف للشرائع السمائية والمبادئ الإنسانية والقانون الدولي، ويكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال تجاه قضية الصراع، فهو يقوم بحرب دينية على الإسلام والمسلمين”.
نفي مزاعم تخزين سلاح بالمساجد
ونفت الوزارة مزاعم الاحتلال بشأن استغلال المساجد في تخزين سلاح المقاومة، مؤكدةً أن هذه “دعوى كاذبة”، وتساءلت: “فأين السلاح الذي يزعمون؟ إنهم يقصفون كل شيء، المساجد والمنازل والمراكز الصحية والمدارس والمؤسسات الحكومية، بدعوى السلاح.. وهل يا ترى ضاقت الأرض بفصائل المقاومة حتى لم تجد مكاناً سوى المساجد لتخزين السلاح؟ وهل تصلح المساجد لتخزين السلاح ويدخلها عامة الناس من المصلين”.
وطالبت وزارة الأوقاف بتشكيل لجنة تحقيق دولية في العدوان الصهيوني على دور العبادة واعتبارها من جرائم الحرب ومحاكمة المسئولين عنها.
كما ناشدت منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحقوقية إثارة هذا العدوان وطرحه على المؤسسات الدولية. ودعت كذلك وزراء الأوقاف في الدول الإسلامية للقيام بواجبهم في إعادة بناء المساجد والجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي لإطلاق حملة جمع التبرعات لإعادة إعمار المساجد المهدمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف.
الاحتلال يقصف خمس مقابر
من جانب آخر، أفادت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة بأن قوات الاحتلال قصفت خمس مقابر، ثلاثة منها في غزة وواحدة في خان يونس، وأخرى في الشمال، حيث تطايرت جثث الأموات من جراء القصف.
وحول قصف مساجد غزة، أكدت الوزارة أن تدمير المساجد يمثل استهدافاً لدورها في التربية الإيمانية والأخلاقية والجهادية لأجيال المسلمين، وخاصة أبناء الشعب الفلسطيني المسلم، مشيرةً إلى أن هذه المساجد خرَّجت آلاف الحفظة لكتاب الله في أقل من عام.
فالدول التي تلتزم مع الغرب والصهاينة باتفاقيات السلام تلزم بإغلاق الكتاتيب والدور التي تعنى بتحفيظ كتاب الله تعالى وتعليم مبادئ الإسلام باعتبارها أماكن لتفريخ الإرهابيين –حسب زعمهم-، والتي ترفض الانخراط في المشروع الصهيوني-الغربي مصيرها الحصار ثم القصف والإبادة الجماعية.
ولنا في الأخير أن نتساءل عن الموقف الذي سيتخذه الاتحاد الأوروبي والولايات الأمريكية لو أقدمت جهة ما على قصف 41 كنيسة في إحدى الدول الغربية، هل كانت ستكتفي بالمطالبة بوقف إطلاق النار؟ أم كانت ستحرك سلاح دول الحلف الأطلسي وتجيش الدول التي تدور في فلكها لتدمر المعتدي؟ وهذا عين ما وقع بعد أحداث 11 شتنبر 2001 لكل من أفغانستان والعراق، مما يؤكد أن دعاوى العدل والشرعية الدولية هو ضرب من الإيديولوجيا لتخدير وتدجين الدول الإسلامية المستضعفة.