قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له في منتدى دافوس الدولي المنعقد في سويسرا إنه “يتوجب على الرئيس أوباما إعادة تعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وتأسيس سياسة أميركية في المنطقة جديدة وفق التعريف الجديد”.
وألمح أردوغان إلى موقع تركيا الفريد وأنها رعت محادثات غير مباشرة بين “إسرائيل”(1) وسوريا كما أنها تدخلت للوساطة مع الفلسطينيين إبان الحرب على غزة، وقال في كلمات بدت موجهة إلى صانع القرار الأميركي “مقارنة بالدول الغربية فإننا نتحدث بشكل أفضل لغة الشرق الأوسط”.
وفي إشارة إلى العدوان الصهيوني على غزة، قال رئيس الوزراء التركي إنه قبل 27 دجنبر الماضي كانت بلاده قد انخرطت بعمق في الوساطة بين دمشق وتل أبيب، وإن أنقرة كانت تنتظر ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلي “إيهود أولمرت” حين بدأت القنابل “الإسرائيلية” تسقط على الأراضي الفلسطينية، وقال أردوغان إن تصرف “إسرائيل” كان “قلة احترام لنا، كما أنه يلقي بظلال الشك على عملية السلام”.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد انسحب من منصة إحدى ندوات منتدى “دافوس” الاقتصادي في سويسرا احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة لرئيس العدو الصهيوني “شمعون بيريز” بشأن الهجوم الصهيوني على غزة، وترك أردوغان مقعده غاضبا وغادر المنصة بعدما احتج على منعه من الكلام.
وخاطب أردوغان قبل مغادرته “بيريز” ردا على بعض ما جاء في مداخلته بشأن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، قائلا: “سيد بيريز أنت أكبر مني سنا، وقد استخدمت لغة قوية أشعر أنك ربما تشعر بالذنب قليلا لذلك ربما كنت عنيفا، أنا أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ وأتذكر قول رئيسي وزراء من بلدكم إنهما يشعران بالرضا عن نفسيهما عندما يهاجمان الفلسطينيين بالدبابات”. وأضاف “أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله لأن عددا كبيرا من الناس قد قتلوا، وأعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج”.
ولم يترك مدير الجلسة أردوغان يتم رده على “بيريز”، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلا “شكرا لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب”.
كما قال أردوغان في مؤتمر صحفي مقتضب عقب انسحابه إن بيريز أورد في مداخلته أشياء غير صحيحة عن العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة.
وأضاف أنه لم يستهدف بتصرفه هذا لا “إسرائيل” ولا رئيسها ولا الشعب اليهودي، مؤكدا أنه يعرف أن “معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية”.
وقال أردوغان إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة.
وأوضح أن الرئيس “الإسرائيلي” كان يوجه كلامه إليه في عدة مرات ويلتفت إليه ويتحدث بأسلوب “مناف للروح العامة التي سادت اللقاء”، مشيرا إلى أن مدير الجلسة منعه من الرد على بيريز وكان يرفع صوته من حين لآخر.
الجدير بالذكر أن القناة الثانية التركية أعلنت بأن رئيس العدو الصهيوني “بيريز” قد اعتذر لأردوغان عبر اتصال هاتفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- إنَّ تسميةَ شعب يهود بـ “إسرائيل” خطاٌ تأريخي؛ لأن إسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام، فكان تسميتُهم بإسرائيل يعدُّ تزكيةً لهم؛ لذا كان على المسلمين أن يذكروهم باليهود كما ذكرهم الله تعالى في كتابة المبين.