الفوائد الصحية والعلاجية لأبوال الإبل وألبانها الدكتورعبد الحميد لفريخ

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله المدينة فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا..” إلى آخر الحديث، رواه البخاري برقم 5361 ومسلم برقم 1671.

وفي رواية النسائي عنه قال: “قدم أعراب من عرينة إلى النبي ف أسلموا فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم، فبعث بهم رسول الله إلى لقاح له، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها و أبوالها حتى صحوا..” إلى آخر الحديث، صحيح سنن النسائي برقم 295 .
خلاصة القصة أن جماعة من الرجال أسلموا ونزلوا ضيوفا على رسول الله بالمدينة فاجتووا المدينة أي أصابهم المرض، قال المفسرون الجوي داء من الوباء وهو يصيب الجوف كما في إحدى روايات الحديث، “فعظمت بطونهم” أي كبر حجمها، وعظم البطون هذا إما أن يكون من مرض التهاب القولون حيث ينتفخ من تجمع الغازات به، أو من حدوث تجمع مائي تحت الغشاء البريتوني في تجويف البطن وهو ما يعرف بالاستسقاء. ومن ظاهر الأحاديث أنه كان بهم هزال شديد واصفرار في اللون وهذا كله قد يكون ناتجا عن مرض كبدي، وربما كان معهم أمراض أخرى فوصف لهم رسول الله الدواء بأن يشربوا من ألبان وأبوال الإبل ففعلوا فصحوا وبرئوا.
“كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله أحمداني عن تجربة علمية باستخدام بول الإبل لعلاج أمراض الاستسقاء أثبتت نجاحها.
وأضاف الأستاذ أحمداني في ندوة نظمتها جامعة الجزيرة أن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميا جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطا بلبنها حتى يكون مستساغا وبعد 15 يوما من بداية التجربة كانت النتيجة مدهشة للغاية حيث انخفضت بطون جميع أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي وشفوا تماما من الاستسقاء.
وذكر أحمداني أنَّ تشخيصا لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة قد جرى بالموجات الصوتية وتم اكتشاف أن كبد 15 مريضا من 25 تحتوي “شمعا” وبعضهم كان مصابا بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، واستطرد قائلا إن جميع المرضى استجابوا للعلاج باستخدام بول الإبل، وبعض أفراد العينة استمروا برغبتهم في شرب جرعات من بول الإبل يوميا لمدة شهرين آخرين وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعا من تليف الكبد.
وأوضح الأستاذ أحمداني أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال أو في البوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معا.
وتحدث الأستاذ أحمداني في محاضرته عن تجربة علاجية رائدة أخرى لمعرفة أثر لبن الإبل على معدل السكر في الدم استغرقت سنة كاملة، وأثمرت الدراسة فيما بعد عن انخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة” (الخرطوم كونا).
ويقول الدكتور أحمد سليمان خبير الإنتاج الحيواني بصندوق دول الكومنولث: يحتوي بروتين حليب الإبل على ثلاثة أنواع من الجلوبيولين هي: “ألفا جلوبيولين وبيتا جلوبيولين وجاماجلوبيولين” وهذه الأنواع الثلاثة موجودة غالبا في جميع ألبان الحيوانات الأخرى إلا أنها تختلف فيما بينها في التركيب النسبي ويتميز حليب الإبل بارتفاع النوع “جاما جلوبيولين” وهو الذي يعزى دوره في تقوية جهاز المناعة لشاربي حليب الإبل وعلاج كثير من الأمراض المرتبطة بخلل أو ضعف المناعة.
وجاء في الـ”بي بي سي” وجريدة “يديعوت أحرنوت” أن البروفيسور “ريئوفين يغيل” الذي يعمل بجامعة بن غوريون في بئر السبع وبمشاركة طاقم من الأطباء، قاموا بدراسات وأبحاث على حليب الإبل أظهرت أن التركيبة الكيماوية لحليب الإبل تشبه حليب الأم أكثر مما تشبه حليب البقرة.
قال “يغيل”: “أن حليب الإبل يحتوي على كمية قليلة من اللاكتوز سكر الحليب والدهن المشبع، إضافة إلى احتوائه على كمية كبيرة من فيتامين “سي” والكالسيوم والحديد، مما يجعله ملائما للأطفال الذين لا يرضعون، ويضيف الأطباء اليهود أن حليب الناقة غني ببروتينات جهاز المناعة، لكنه لا يحتوي على البروتينين الاثنين المعروفين بحساسيتهما، وهو ملائم لمن لا يتمكن جهازه الهضمي من هضم سكر الحليب.
ويتحدث البروفيسور “يغيل” هو وطاقمه عن المزايا العلاجية لحليب الناقة فيقول: “يحتوي هذا الحليب على مواد قاتلة للجراثيم ويلاءم من يعانون من الجروح وأمراض التهاب الأمعاء، كما يوصى به لمن يعانون من مرض الربو (الضيقة) ولمن يتلقون علاجا كيماويا لتخفيف حدة العوارض الجانبية مثل التقيؤ. كما يوصى به لمرضى السكري (سكري البالغين)، وللمرضى الذين يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة مثل أمراض المناعة الذاتية حين يبدأ الجسم بمهاجمة نفسه”.
وأوصى “يغيل” من يعانون من هذه الأمراض أن “يحاولوا شرب كأسين من هذا الحليب يوميا، ويزيدوا الكمية وفق الحاجة”.
و”في بحث للدكتورة أحلام العوضي بالتعاون مع الدكتورة ناهد هيكل في كلية التربية للبنات الأقسام العلمية بجدة، حيث استخدمتا بول الإبل للقضاء على فطر A.nigerالذي يصيب الإنسان والنبات والحيوان.
كما أشرفت الدكتورة العوضي على بحث لطالبة الماجستير منال القطان التي نجحت في تأكيد فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل وأثبتت الدراسة بأن المستحضر يعد مضادا حيويا فعالا ضد البكتيريا والفطريات.
ومن مزايا المستحضر تقول الدكتورة العوضي أنه يعالج الأمراض الجلدية كالإكزيما والحساسية والجروح والحروق وحب الشباب وإصابات الأظافر والسرطان والتهاب الكبد الوبائي وحالات الاستسقاء بلا أضرار جانبية”. (جريدة الوطن – أمجاد محمود رضا).
و”في أحدث دراسة نشرتها مجلة العلوم الأمريكية في عددها الصادر في غشت 2005 وُجد أن عائلة الجِمال وخصوصا الجمال العربية ذات السنام الواحد تتميز عن غيرها من بقية الثدييات في أنها تملك في دمائها أنسجتها أجساما مضادة صغيرة تتركب من سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية وشكلها على صورة حرفv، وسماها العلماء الأجسام المضادة الناقصة أو النانوية Nano Antibodies أو Nanobodies ولا توجد هذه الأجسام المضادة إلا في الإبل العربية، زيادة على وجود الأجسام المضادة الأخرى الموجودة في الإنسان وبقية الحيوانات الثديية والتي هي على شكل حرف y، وأن حجم هذه الأجسام المضادة هو عشر حجم المضادات العادية وأكثر رشاقة من الناحية الكيماوية وقادرة على أن تلتحم بأهدافها وتدمرها بنفس قدرة الأضداد العادية، وتمر بسهولة عبر الأغشية الخلوية وتصل لكل خلايا الجسم. وتمتاز هذه الأجسام النانوية بأنها أكثر ثباتا في مقاومة درجة الحرارة وتحتفظ بفاعليتها أثناء مرورها بالمعدة والأمعاء بعكس الأجسام المضادة العادية والتي تتلف بالتغيرات الحرارية وبإنزيمات الجهاز الهضمي، مما يعزز من آفاق ظهور حبات دواء تحتوي أجساما نانوية لعلاج مرض الأمعاء الالتهابي وسرطان القولون والروماتويد وربما مرض الزهايمر أيضا.
وقد تركزت الأبحاث العلمية على هذه الأجسام المضادة منذ حوالي 2001 في علاج الأورام على حيوانات التجارب وعلى الإنسان وأثبتت فاعليتها في القضاء على الأورام السرطانية حيث تلتصق بكفاءة عالية بجدار الخلية السرطانية وتدمرها”. (عن مجلة الإعجاز العلمي –العدد 24 جمادى الأولى 1427 للدكتور عبد الجواد الصاوي).
وهذا يؤكد أن الألبان والأبوال أدوية نافعة، غير أن التطبب بأي دواء رهين بتوجيهات الطبيب من حيث المقادير والمواصفات والعينة ونوعية المرض ..إلـخ.
فحذار من العشوائية والتطفل؛ وفي الحديث الصحيح: “من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن” (صحيح الجامع).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *