طريقة الذبح الإسلامية والاكتشافات العلمية الحديثة

لا يزال أعداء الإسلام يرددون انتقادهم لطريقة الذبح الإسلامية ويصفون هذا الفعل بالوحشي والهمجي، ويستدلون على ذلك بالتقلصات والاختلاجات التي يقوم بها الحيوان بعد الذبح. والطريقة الشرعية هي الأرحم بالحيوان والأنفع للإنسان، وهو ما تؤكده الأبحاث العلمية الحديثة.
قال الله تعالى في سورة الأنعام: “فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ”، وقال جل شأنه: “وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل”. (متفق عليه) ومعنى أنهر: أسال وصب بكثرة.
قال العلامة النووي: “في هذا الحديث تصريح بأنه يشترط في الذكاة ما يقطع ويجري الدم، ولا يكفي رضها ودمغها بما لا يجري الدم”. والإنهار المشترط يكون بقطع الودجين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته” رواه مسلم، فالذبح بالآلة الحادة يريح الذبيحة بتعجيل زهوق نفسها.
وقد توصل فريق من كبار الباحثين وأساتذة الجامعات في سوريا إلى اكتشاف علمي يبين أن هناك فرقا كبيرا من حيث العقامة الجرثومية بين اللحم المكبر عليه واللحم غير المكبر عليه. وقام فريق طبي يتألف من 30 أستاذا باختصاصات مختلفة في مجال الطب المخبري والجراثيم والفيروسات والعلوم الغذائية وصحة اللحوم والباتولوجيا التشريحية وصحة الحيوان والأمراض الهضمية وجهاز الهضم بأبحاث مخبرية جرثومية وتشريحية على مدى ثلاث سنوات لدراسة الفرق بين الذبائح التي ذكر اسم الله عليها ومقارنتها مع الذبائح التي تذبح بنفس الطريقة ولكن بدون ذكر اسم الله عليها، وأكدت الأبحاث أهمية وضرورة ذكر اسم الله {بسم الله، الله أكبر}على ذبائح الأنعام والطيور لحظة الذبح.
قال مسؤول الإعلام عن هذا البحث الدكتور خالد حلاوة : “إن التجارب المخبرية أثبتت أن نسيج اللحم المذبوح بدون تسمية وتكبير من خلال الإختبارات النسيجية والزراعات الجرثومية مليء بمستعمرات الجراثيم ومحتقن بالدماء، بينما كان اللحم المسمى والمكبر عليه خاليا تماما من الجراثيم وعقيما ولا يحتوي نسيجه على الدماء”.
ووصف حلاوة في حديثه لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن هذا الإكتشاف يمثل ثورة علمية حقيقية في مجال صحة الإنسان وسلامته المرتبطة بصحة ما يتناوله من لحوم الأنعام، والتي ثبت بشكل قاطع أنها تزكو وتطهر من الجراثيم بالتسمية والتكبير على الذبائح عند ذبحها.
وحول طريقة البحث العلمي التي اتبعها الفريق المخبري والطبي قال الدكتور نبيل الشريف عميد كلية الصيدلة السابق في جامعة دمشق: “قمنا بإجراء دراسة جرثومية على عينات عديدة من لحوم العجول والخراف والطيور المذبوحة مع ذكر اسم الله وبدون ذلك، وتم نقع العينات لمدة ساعة في محلول الديتول -10%-، ثم قمنا بزراعتها في محلول مستنبت من الثيوغليكولات وبعد 24 ساعة من الحضن في محمم جاف بحرارة 37 درجة مئوية نقلت أجزاء مناسبة إلى مستنبتات صلبة من الغراء المغذي والغراء بالدم ووسط – إي إم بي- وتركت في محمم لمدة 48 ساعة.
وأضاف: “بعد ذلك بدا لون اللحم المكبر عليه زهريا فاتحا، بينما كان لون اللحم غير المكبر عليه أحمر قاتم يميل إلى الزرقة، أما جرثوميا لوحظ في العينات المكبر عليها أن كل أنواع اللحم المكبر عليه لم يلاحظ عليها أي نمو جرثومي إطلاقا، وبدا وسط الثيوغليكولات عقيما ورائقا، أما العينات غير المكبر عليها فبدا وسط الإستنبات -الثيوغليكولات- معكرا جدا، مما يدل على نمو جرثومي كبير”.
وتابع أنه بعد 48 ساعة من النقل على الأوساط التشخيصية تبين نمو غزير من المكورات العنقودية ومن مكورات أخرى عديدة، وأيضا نمو كبير للجراثيم السلبية مثل العصيات الكولونية والمشبهة بالكولونية، في حين بدا على الغراء المغذي نموا جرثوميا غزيرا أيضا.
وبالنسبة للنسيج قال الشريف: “أنه لوحظ وجود عدد أكبر من الكريات البيض الإلتهابية في النسيج العضلي، وعدد أكبر من الكريات الحمر في الأوعية الدموية وذلك في العينات غير المكبر عليها، بينما خلت نسيج لحوم الذبائح المكبر عليها تقريبا من هذه الكريات الدموية”.
وحول أضرار بقاء الدم والجراثيم في لحوم الذبائح التي لم يذكر اسم الله عليها وتأثيرها على صحة الإنسان قال أستاذ صحة اللحوم في كلية الطب البيطري الدكتور فؤاد نعمة: “إن هيجان واختلاج أعضاء وعضلات الحيوان الذي يولده ذكر الله عند الذبح يكفل باعتصار أكبر كمية من الدماء من جسد الذبيحة. وتابع أنه في حال عدم التكبير تبقى نسبة كبيرة من هذا الدم في جسدها مما يسمح لكثير من الجراثيم الممرضة الإنتهازية الموجودة في جسم الحيوان بشكل مسبق بالنمو والتكاثر بشكل غير طبيعي، فإذا تناول المستهلك هذه اللحوم فإنها تَعبُر الغشاء المخاطي للمعدة وتدخل إلى جميع أعضاء الجسم وإن هذه (الزيفانات) سموم الجراثيم قد تسبب نخرا في العضلة القلبية والتهابا في شغاف القلب، وتحدث إنتانات دموية شديدة قد تصل نسبة الوفيات فيها ” إلى 20%، وتؤدي كذلك إلى انسمامات غدائية عديدة.
أما الإختصاصي بالصحة العامة والجراثيم ومدير مشروع حماية الحيوان في سوريا الدكتور دارم طباعي فذكر: “أنه في بعض البلدان يقتل الحيوان بطرق خاطئة كالخنق بالغاز أو الصعق بالكهرباء أو بإطلاق الرصاص وهذه الطريقة تبقي الدم في جسد الحيوان الذي يشكل مرتعا خصبا تنمو فيه الجراثيم المختلفة”.
وحول رأيه بأن تخدير الحيوان أو صعقه بالكهرباء قبل ذبحه يخلصه من اختلاجات وآلام الذبح باعتبار أن هذه الطرق هي نوع من أنواع الرفق بالحيوان قال أستاذ أمراض الحيوان والدواجن في جامعة دمشق وأحد أعضاء طاقم البحث الطبي الدكتور إبراهيم المهرة: “أن بعض المستشرقين يدَّعون أن الطرق الإسلامية في الذبح طريقة لا إنسانية، ويستدلون على ذلك بالتقلصات والاختلاجات التي يقوم بها الحيوان بعد ذبحه والحقيقة عكس ذلك تماما، فعملية الذبح إذا أجريت بطريقة صحيحة مع التكبير تقطع الدم والهواء فورا عن الدماغ فيصاب الحيوان بإغماء كامل، ويفقد الحس تماما أما الإختلاجات التي تحدث فهي عبارة عن أفعال إنعكاسية تخلص الذبيحة تماما مما بها من الدم”.
ومن جانبه قال محمد منزلجي: “إن طريقة الذبح الإسلامية هي الأحسن لأن ضغط الدم فيها ينخفض بالتدريج إلى أن تتم التصفية الكاملة للدماء، والطرق الأخرى تؤدي إلى شلل أعضاء الحركة في الحيوان مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم حتى يبلغ 28، مما يجعل الحيوان يعاني من الألم الصاعق والعذاب من 5 إلى 10 دقائق حتى يتوقف القلب وبعد سلخ الجلد تظهر الأوردة منتفخة لاحتقانها بالدم، مما يجعل اللحم عرضة للتفسخ، لذلك يسارعون إلى وضعه في الثلاجات لمدة 24 ساعة في درجة حرارة قدرها 4 درجة مئوية، بينما اللحوم التي تذبح مع ذكر اسم الله فإنها مباشرة تعرض في محل الدواجن طول النهار وتبقى سليمة تماما لخلوها من الدماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *