اهتمام سلف الأمة باستغلال الوقت في مرضاة الله

ها هم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يعلموننا كيف يكون الحرص على الوقت:
ها هو عبد الله بن مسعود يقول: ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.
ولله در القائل: “إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى… ولم أستفد علما فما ذاك من عمري”.
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه “ومتى أنام؟ إن نمت بالليل أضعت حق ربي، إن نمت بالنهار أضعت حق الرعية”.
وهذا سعيد بن المسيب لم تفته تكبيرة الإحرام في المسجد أربعين سنة كما في كتب السير، ويقول سعيد رحمه الله “ما أدن المؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد”.
وهذا عامر بن عبد الله لما سمع المؤذن ينادي حي على الصلاة..حي على الفلاح..وهو مريض قال لأبنائه خذوني إلى المسجد فقالوا له أنت مريض وقد عذرك الله، فقال أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيب، والله لتأخذوني إلى المسجد، فحملوه إلى المسجد فلما كان في أثناء الصلاة قبض الله روحه.
وهذا محمد بن المنكدر يقول لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل ومصاحبة الأخيار والصلاة في الجماعة.
وكان الحسن البصري يقول: “ما من يوم ينشق فجره إلا وهو ينادي بلسان الحال يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فاغتنمي فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.
قال ابن القيم رحمه الله: كل نَفَس أو كل عرَق سيخرج في الدنيا في غير طاعة الله أو فائدة في الحياة، سيخرج يوم القيامة حسرة وندامة.
ويقول البصري: “أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ونانيكم”.
وهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه يسلم وعمره ثلاثون عاما ويموت وعمره سبعة وثلاثون عاما، مدة إسلامه سبع سنوات ولكن يوم موته يحظى بحفاوة وتقدير أهل السماء والأرض، لأنه منذ أسلم عرف قيمة الوقت فشغله بطاعة الله.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ” (متفق عليه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *