اعتقاد الشيعة في حل دماء أموال أهل السنة ونجاستهم
حرمة الدماء وقتل الأنفس من أهم القضايا التي عالجتها الشريعة الإسلامية بحكمة وشمول، وبينت حرمة الدم خصوصًا إذا كان هذا الدم سيُراق عن طريق الغدر حتى ولو كان هذا الدم دم كافر بالله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: “من أمن كافرًا على دمه ثم غدر به فأنا من القاتل بريء، ولو كان مسلما” أخرجه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط وغيرهم، وهو في صحيح الجامع 6103.
ولكن برغم هذا فإن الشيعة يستحلون دماء وأموال أهل السنة، ويفتي علماؤهم بذلك، روى شيخهم محمد بن علي بن بابويه القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه “علل الشرئع” (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب -أي السني-؟ قال: “حلال الدم، ولكن اتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه”.
وقد ذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463) ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال: “جواز قتلهم -أي النواصب- واستباحة أموالهم”.
وأما إباحة أموال أهل السنة فيروي محدثوا الشيعة وشيوخهم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: “خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس”، أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام(4/122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران)، ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167)، ووصفه بأنه مستفيض، وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير الخميني في تحرير الوسيلة (1/352) بقوله: “والأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اُغْتُنِم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه”.
ونقل هذه الرواية أيضًا محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب)، ط. دار الهادي، بيروت (ص615) يستدل بها على جواز أخذ مال أهل السنة لأنهم نواصب في نظره.
وأما عن نجاسة أهل السنة في اعتقاد الشيعة فيقول مرجعهم المرزا حسن الحائري الإحقاقي في كتابه أحكام الشيعة (1/137 مكتبة جعفر الصادق، الكويت): “النجاسات: وهي اثنا عشر، وعَدَّ الكفار منها، ثم عد النواصب من أقسام الكفار”.
ويقول شيخهم نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية (2/306 ط الأعلمي – بيروت): “وأما الناصب وأحواله، فهو يتم ببيان أمرين: الأول: في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه أشر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم”.
بناء على هذه الروايات -التي كونت اعتقاد الشيعة في كفر أهل السنة واستباحة دمائهم وأموالهم، والحكم بنجاستهم- لن نستغرب حين نقلب صفحات التاريخ فتقع أعيننا على خيانات الرافضة الكبرى لأهل السنة، فالشيعي الذي يقرأ في عقائده وأحكامه أنه مأمور بقتل السني ولكن يستحسن أن يغرقه في الماء أو يقلب عليه حائطًا حتى لا يدع دليلاً يشهد به عليه كما يقول فقهاؤهم، إذا وجد فرصة يتحالف فيها ولو مع الشيطان لقتل النواصب (أهل السنة) فإنه سيراها فرصة ذهبية ولن يتوانى، فلا بأس أن يتحالف مع شياطين التتار أو شياطين الصليبيين أو شياطين الصهاينة والأمريكان.
اعتقاد الشيعة في حرمة الجهاد قبل ظهور المهدي
هذا الاعتقاد الخطير هو الذي يزيد موقف الرافضة وضوحًا عندما تحل الكوارث بالأمة الإسلامية وتراهم يقفون موقف المتفرج، ثم المتحالف مع الأعداء ليأمن الشيعة من ناحية، ولينكلوا بالسنة من ناحية أخرى.
ولم يسجل التاريخ للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السنة عن طريق الخيانات التي يفعلونها في القديم والحديث.
وتزخر كتب الشيعة بالعديد من المرويات التي تبني هذا الاعتقاد عندهم، ومن ذلك: روى ثقتهم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (8/295) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “كل راية ترفع قبل قيام القائم -أي الإمام الثاني عشر- فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل”، وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/37).
وروى محدثهم الطبرسي في مستدرك الوسائل (2/248 ط دار الكتب الإسلامية بطهران) عن أبي جعفر عليه السلام قال: “مَثَلُ من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعب به الصبيان”.
وفي الصحيفة السجادية الكاملة (ص:16 ط.د الحوراء، بيروت) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا”.
بل إنهم يذمون أهل السنة لأنهم يجاهدون، روى الملا محسن الملقب بالكاشاني في الوافي (9/15) والحر في وسائل الشيعة (11/21) ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام (21/40): عن عبد الله بن سنان قال: “قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل؛ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم”.
ولا ينبغي أن يغتر الإنسان بما يرفعه شيعة هذا الزمان من شعارات ضد اليهود وأمريكا وغيرهم، كما لا ينبغي أن يغتر بما جرى في جنوب لبنان فلم يكن جهادا بل ردا لعدوان اضطروا إليه، وإلا فلماذا لم يشاركوا في أحداث غزة واحتلال العراق وأفغانستان؟ بل على العكس من ذلك كانوا العون والسند الكبيرين للمحتل الغازي، كما هو شأنهم على مرِّ التاريخ الذي يحتفظ بـ”وقائع كثيرة تدل على أن الجهل بمعرفة العدو من الصديق -حسب ميزان الشريعة لا حسب فهم المحللين السياسيين أو الإسلاميين المندفعين- هو أكبر سلاح مع الأعداء ضدنا، والله تعالى يقول: “بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ” {يونس:39}، وقديمًا قيل: “من جهل شيئًا عاداه”، ولو نظرنا كيف قامت الدولة العبيدية الباطنية الحاقدة على السنة وأهلها في القيروان والمغرب؛ لوجدناها قامت على إثْر بغضاء بين الشعوب وحكامهم بسبب ظلم حكامهم، ثم جاء العبيديون فنصرهم الناس للتخلّص من ظلم حكامهم، فلما تمكّنوا أهلكوا الحرث والنسل، وحاول من كان قد نصرهم أن يخرج عليهم ويعيد الأمر على ما كان عليه، ولكن وَلاتَ حين مناص، واستمروا أكثر من 280 سنة، وهكذا العامة إذا جهلوا دينهم فلا يعرفون عدوًا من صديق، ولا ينظرون إلى عواقب ثوراتهم، وهذا يجعل الشعوب الثائرة بجهل ترجو السلامة بين أنياب الأسُود عند فرارها من مقارض الفيران، وصدق من قال:
المستجير بعمروٍ عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار”
(سبيلُ العِزَّة بنصائح الشُّعوب والحُكّام والعُلماء بسبب ما حدث في غزّة، أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني).