شبهة والجواب عنها

“لماذا يمنع المسلمون المنصرين من الدعوة إلى التنصير في بلدانهم، علما أن الغرب يفتح أبوبه للدعاة المسلمين كي يبلغوا دعوتهم في الغرب بكل أمان واطمئنان؟”.
يروج النصارى ويتبعهم العلمانيون على ذلك شبهة مفادها: “لماذا يمنع المسلمون المنصرين من الدعوة إلى التنصير في بلدانهم، علما أن الغرب يفتح أبوبه للدعاة المسلمين كي يبلغوا دعوتهم في الغرب بكل أمان واطمئنان؟”.
وهي شبهة انطلت مع الأسف الشديد على بعض المسلمين الطيبين، لأن ظاهرها يوحي بأن الغرب منفتح على الآخر وأن المسلمين متزمتون وغير عادلين في أحكامهم وأقوالهم.
وهي شبهة لطالما كررتها على مسامعنا منابر إعلامية علمانية كمجلة نيشان والأحداث المغربية.. وكررها المتحول عقائديا (المرتد) رشيد المغربي الصحفي بقناة الحياة التنصيرية.
فالعلماء والوعاظ والمرشدون الذين يتوجهون إلى أمريكا أو أوروبا للدعوة في المساجد إلى الإسلام والتوحيد، إنما يدخلون إلى هذه البلدان من منطلق القانون الغربي العلماني، الذي لا يعير أي اهتمام للدين، إذ الدول الغربية علمانية لا دينية، فالإسلام أو النصرانية أو اليهودية وغيرها من الأديان الوثنية كالبوذية كلها تتساوى في حقوق الدعوة داخل الأراضي الغربية اللادينية، بشروط وضوابط محددة قانونيا، بينما نجد دولة الفاتيكان الدينية مثلا تمنع منعا باتا أي دعوة أخرى أن تمارس نشاطاتها داخل أراضيها، وذلك قصد الحفاظ على وحدتها العقدية والدينية.
أما المغرب فهو على خلاف الدول الغربية تماما، لأنه ليس بلدا علمانيا/لا دينيا، بل هو بلد مسلم، والإسلام هو الدين الرسمي حسب ما جاء في الدستور المغربي.
ثم إن أردنا أن نخص بالحديث العلماء والوعاظ والمرشدين المغاربة الذين يتوجهون إلى الغرب بغرض الدعوة إلى الله، فإن دعوتهم هذه تنحصر في إطار المساجد التي يتم تحديدها مسبقا من طرف وزارة الأوقاف، لا يعدوها إلى سواها، وفي المقابل فالنصارى المقيمون في المغرب قد خصصت لهم الدولة كنائس معروفة يمارسون فيها عبادتهم بكل أمان واطمئنان.
إنه من حقنا كمسلمين أن نحمي عقيدتنا وديننا من كل دخيل، خاصة إذا علمنا أن المنصرين عامة والإنجيليين خاصة الذين يَفِدون على بلدنا تحت مسميات عدة، يستغلون ضعف الوعي الديني وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحاجة المغاربة الماسة إلى التَّمدرس والتطبيب والعمل.. لتحويلهم عن دينهم وزعزعة عقيدتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *