العالم الغربي بمؤسساته السياسية والدينية يقر بالنظام الاقتصادي الإسلامي

مرَّ العَاَلَم ومازال بأزمة مالية عالمية خانقة، جراء انهيار الأسواق المالية الرأسمالية، وهذا الانهيار له آثار سلبية على المدى البعيد، ولا شك أن هذه الأزمة وهذا السقوط المدوي كان متوقع الحدوث، لأن النظام الاقتصادي الغربي نظام بشري ربوي ظالم، وقد صرح رؤساء الدول الغربية أنفسهم بهذا السبب، فقال الرئيس الأمريكي: “إن سبب الأزمة يكمن في المبالغة في دفع الفائدة، والتأمين على الفائدة، والقروض، والجشع”، وقال الرئيس الفرنسي: “إن الأزمة سببها البنوك التي لا تهتم بالصناعة والإنتاج والتنمية، ولكن الإقراض، وإهلاك المستقرضين والرأسمالية الجشعة”، وقال رئيس الوزراء البريطاني: “إن الاقتصاد تعلق بالفوائد المضاعفة التي أرهقت كاهل الجميع”، وقد أعلنت وزارة العمل الأمريكية أن 630 ألف أمريكي خسروا وظائفهم شهر مارس المنصرم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وجّه الفاتيكان دعوة للعالم الغربي بضرورة تبني النظم المالية الإسلامية لاستعادة الثقة في الأنظمة المالية العالمية التي بدأت تنهار في خضم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها.
جاء ذلك في تقرير بصحيفة الفاتيكان الرسمية المعروفة باسم “أوبسيرفاتور رومانو”: “قد تقوم التعليمات الأخلاقية، التي ترتكز عليها المالية الإسلامية، بتقريب البنوك إلى عملائها بشكل أكثر من ذي قبل، فضلاً على أن هذه المبادئ قد تجعل هذه البنوك تتحلى بالروح الحقيقية المفترض وجودها بين كل مؤسسة تقدم خدمات مالية”.
وتعليقًا على هذه الدعوة، قال الدكتور جواد العناني الخبير في الشؤون الاقتصادية: إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي وضع ضوابط محددة لتحريم نظام الربا في التعاملات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن التجارب الاقتصادية والنظريتين الاشتراكية والرأسمالية أسفرت جميعها عن نتائج كارثية على نطاق الاقتصاد.
وأشارت الجزيرة إلى أن لندن أصبحت الآن تحتضن خمسة مصارف تعتمد الشريعة الإسلامية في نظام تمويلها وتبلغ قدرتها الاقتصادية حتى الآن 18 مليار دولار.
هكذا أصبح الغرب يقبل على النظام الاقتصادي الإسلامي وينشئ له المؤسسات في بلده، في حين لا زلنا نسمع بعض بني جلدتنا المنبهرين والمشدوهين بالنظام الربوي الغربي يراهنون عليه رغم سقوطه وفشله، ويحاربون النظام الاقتصادي الإسلامي، إنها التبعية العمياء لكل ما هو غربي، وصدق صلى الله عليه وسلم حينما قال: “لَتتَّبِعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم شِبراً بشِبرٍ، وذِراعاً بذِراع، حتّى لو سَلَكوا جُحرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموهُ. قلنا: يا رسولَ الله، اليهودَ والنصارَى؟ قال: فمن”؟ (البخاري ومسلم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *