بشائر لمصلي الفجر

ما خلق الله عز وجل الإنس والجان إلا ليقوموا بواجب العبودية له سبحانه، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} الذاريات، خلقهم ليقوموا بشعائر التقرب إليه سبحانه، ومن أعظم الشعائر التي أمرنا الله سبحانه بها الصلاة في وقتها، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال: “سألت رسول الله أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها”.
وإن كانت كل صلوات الفريضة معظمة إلا أن لصلاة الفجر ميزة خاصة، فقد عظَّم الله عز وجل وقت الصبح في كتابه فأقسم به سبحانه، وإذا أقسم العظيم بأمرٍ علم أن هذا الأمر مُعظم، قال تعالى: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ..”.
وقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير (التبكير) لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة (العشاء) والصبح لأتوهما ولو حبواً”.
ويضاف إلى هذا الترغيب بشارات وعد الله بها المحافظين على هذه الشعيرة العظيمة، نذكر منها:
– أن صلاة الفجر من يوم الجمعة من أفضل الصلوات:
فقد أخرج البيهقي بسند صحيح أن النبي قال: “أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة ” صحيح الجامع 1119.
– أن الله يباهي الملائكة بمن ترك فراشه وقام لصلاته:
فقد أخرج الإمام أحمد بسندٍ حسن أن النبي قال: “عَجِبَ ربُّنا -عز وجل- من رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحِبه إلي صلاته، فيقول ربنا أيا ملائكتي انظروا إلي عبدي ثار عن فراشه ووِطائه ومن بين حِبه وأهله إلى صلاته رغبةً فيما عندي وشفقة مما عندي”. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه، قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن لغيره.
– من خرج يسعى لصلاة الفجر في جماعة أعطاه الله نورا يوم الظلمات:
قال صلى الله عليه وسلم: “بشر المشَّائين في الظُّلمِ إلي المساجدِ بالنور التامِّ يومَ القيامة”. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة انظر صحيح الجامع 2823.
– ركعتا الفجر (سنة الفجر) خيرٌ من الدنيا وما فيها:
أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة أن النبي قال: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”.
– من صلى الصبح في جماعة يكتب له أجر قيام ليلة:
قال صلى الله عليه وسلم: “من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله” رواه أحمد في المسند، أنظر صحيح الجامع 6341.

– الملائكة تجتمع وتدعو لمن صلى الفجر في جماعة:
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: “تفضل صلاة الجميع (الجماعة) صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزء، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر”.
وعند البخاري أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يَعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم (وهو أعلم بهم) كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون”.
زاد ابن خزيمة في صحيحة: “إن الملائكة تقول: اللهم اغفر له يوم الدين”.
– من صلى الصبح في جماعة فله وعد من الله بدخول الجنة:
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله:
“من صلى البردين دخل الجنة”. (البردين: العشاء والصبح).
وقد أخرج الإمام مسلم عن عمارة بن رؤيبة أن النبي قال: “لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها”.
وقد أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: “إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الفجر وقبل غروبها فافعلوا”.
هذه جملة من البشائر الحسان التي سيعطيها الله سبحانه وتعالى لمرتادي المساجد ساعيا لرضى الله، لمن تخلى عن لذة النوم والفراش المريح، قاصدا الخطوات النيرات ليحصل على الجزاء العظيم الذي أعده الله الكريم لكل من سار خلف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فلنشمر جميعا على سواعد الجد من أجل كسب هذه الفضائل العظيمة والله يوفقنا وإياكم لما فيه خير الدارين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *