قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم” القلم.
قال أنس رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا”. متفق عليه.
وقال سبحانه عن صفات عباده المتقين: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين” آل عمران.
وعن عبد الله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: “إن من خياركم أحسنكم أخلاقا” متفق عليه .
وقال: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء” رواه الترمذي .
وروى عن ابن المبارك في تفسير حسن الخلق قال: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى .
من منا لم يُنقل على لسانه كلام لم يتفوه به؟؟
من منا لم ينله الأذى ممن حوله..؟!
ولكن هل نرد الإساءة بالإساءة..؟؟
وهل نعامل الناس كما يعاملوننا ..
لا، بل يجب على كل امرؤ منا، أن يوطن نفسه على أن يعامل الآخرين بأخلاقه هو، وليس بأخلاقهم .
فإن أساؤوا لك فأحسن.. وإن أحسنوا فزد بالإحسان إحسانا..
ولا ترد الإساءة بالإساءة، لأنك بذلك تتخلق بأخلاقهم وتصبح واحدا منهم.
قال تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” فصلت وهذه درجة عالية، ينالها الخاصة من المؤمنين، وتحتاج إلى صبر ومجاهدة وحلم، قال سبحانه: “وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”.
واعلم أنك بمعاملتك لهم بأخلاقك لا بأخلاقهم، سوف تصفي نفوسهم وترجع لهم صوابهم، وتعيد لهم فرصة التفكير بأخلاقهم ثم إن أحسنت وبذلت المعروف، فلا تنتظر الثناء والشكر من أحد..
ووطن نفسك على العطاء وعدم الأخذ.. بل انتظر ثواب الله تعالى وفضله وإحسانه .
ولا تقدم رضا الخلق على رضا الخالق عز وجل، بل ارض الخالق على حساب رضاهم…
وتذكر دوما بأن رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فتمسك بالذي لا يترك ودع عنك الذي لا يدرك.
تمسّك دائماً بمبادئك الراقية، وأخلاقك العالية، عند تحاورك مع الآخرين، وترفع عن سفاسف الأمور…
وتمثل قول القائل
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً *** بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر