لماذا اتهمت جريدة “الأحداث” العلمانية جريدة “السبيل” بالتحريض على القتل؟ لماذا يصر العلمانيون في المغرب على محاربة كل ما هو إسلامي؟

لم يُبْتلَ المغرب المسلم الأبيُّ بشيء أخطر ولا أنكر ولا أمكر بعد استعماره من تسلط شرذمة من العلمانيين على مؤسساته الحساسة، فلقد حرص المستعمر الأوربي الغاشم في كل البلدان الإسلامية على أن لا يستأنف المسلمون الحكم بشريعة الإسلام وذلك لما عانته دوله من ذل واندحار خلال حروبها مع دولة الخلافة، قبل أن تتسلط عليها نبتة السوء المسماة العلمانية، لهذا ما فتئ المستعمرون لبلاد الإسلام ينسِّقون مع إخوانهم العلمانيين ويدعمونهم بالمال والأفكار والخطط حتى تكون لهم الغلبة على كل غيور على دينه، وهذا ما يراه كل ذي عينين في آخر محطات العداء السافر للأمة من فلسطين إلى العراق مرورا بأفغانستان وفي كل تلك المحطات تعمل العلمانية العربية إلى جانب دبابات المحتل المعتدي.
إلا أن المرء يقف مشدوها أمام صفاقة وجوه علمانيينا حينما يطالع ما ينشرونه من كذب على الله سبحانه، وكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وما يبثونه من شبه حول أحكام الدين وما يستوردونه من سموم الحاقدين على الإسلام، ومع هذا كله يتصدون لكل مَنْ ينشر الإسلام أو يدافع عن أهله ويصفونه بالتحريض على الإرهاب والقتل.
لماذا اتهمت جريدة “الأحداث” جريدة السبيل بالتحريض على القتل؟
كعادتها في تتبع كل ما هو إسلامي لتشويهه، ومحاولة منها لإظهار جريدة “السبيل” بمظهر الداعي إلى الإرهاب المحرض على القتل قامت جريدة الأحداث المغربية في عددها 2781 بتاريخ 12 شتنبر 2006 بتسويد مقال دبجه صاحبه المعروف بعدائه للإسلاميين بكثير من الكذب والزور، وبدل أن يناقش كتّاب الجريدة بالحجة والبيان، آثر أن يسلك نفس منهج جريدة الأحداث في صد الناس عن الحق وأهله، وهدم القناعات الدينية، وإحلال الأفكار العلمانية مكانها، حيث عنون ما كتب بعبارة: جريدة “السبيل” والتحريض على القتل، واستهل كلامه بطرح أسئلة من قبيل: من الجهة المسؤولة عن هذه الجريدة؟ تمويلها؟ توقيت خروجها؟ وهل هي تنخرط في إعادة هيكلة الحقل الديني؟
ولا شك أن هذه الأسئلة كساها صاحبها بصبغة التهويل محاولا توجيه أذهان القراء حتى يقنعهم أن السبيل ومن يقومون عليها هم من جملة المتطرفين وأن تمويلها مشبوه، وأن كتّابها من الذين ينبذون مجتمعهم ويعادون المسلمين.
بينما تتمة المقال تمحورت كما صرح به هو نفسه، حول ثلاثة أمور:
1- التحريض على العلمانية واليساريين.
2- ممارسة السياسة في الجنس.
3- زرع الأحقاد تجاه الأديان الأخرى.
وتحت هذه العناوين جاء بمقتطفات من عدة مقالات ليبرهن على ادعاءاته، إلا أن القارئ المطلع على ما تنشره “السبيل” سرعان ما يكتشف سوء نية صاحب المقال إذ يتضح له أنه قام بقراءة انتقائية حاول من خلالها أن يصطاد في الماء العكر لبلوغ مراميه والتي تدور حول:
أ- استغلال الظرف المحلي الذي تمر به البلاد ومحاولة الوشاية لدى السلطات.
ب- محاولة التهجم على كتاب جريدة “السبيل” وإظهارهم للقراء على أنهم من المتطرفين حتى يصدّهم عما ينشرونه من حقائق تفند شبهات العلمانيين وتفضح مكرهم.
ج- التصدي للجريدة ومحاربتها لأنها حسب منهج “الأحداث” تؤخر هيمنة المد العلماني في المغرب.
وحتى يستبين القراء الكرام حقيقة العلمانية وعداءها للإسلام نتطرق في المحور الثاني لبيان بعض ما تنشره الأحداث المغربية.

حقيقة العداء بين العلمانية والإسلام:
العداء بين العلمانية والإسلام بدأ منذ عجزت الدول الأوربية عن تشتيت الدول الإسلامية ونقض عرى الخلافة بقوة السلاح، فلجأت إلى تصدير فكر الثورات الأوربية، ونشر فلسفات الإلحاد، فاستعملت في ذلك نصارى الشام المتعلمنين أمثال بطرس البستاني ولويس عوض وسلامة موسى فبثوا في أبناء المسلمين كل ما من شأنه أن يصد عن الإسلام ويضعف التمسك به وبأحكامه.
ولا زال نفس العداء يتولى كِبره في بلادنا مجموعة من المؤسسات لعل أخطرها تأثيرا على المغاربة ما كان منها ذا طبيعة إعلامية، ومن ألدِّها عداء وأجرئها في نشر العلمانية بالمغرب جريدة “الأحداث” التي نُطلع القارئ الكريم على نتف مما تنشره في أبنائنا دون أن نتحدث عن تشجيعها للشذوذ والبغاء والعري، ونشرها آلاف الصور الخليعة التي تخالف الدين والقانون، ولا ينبغي للقارئ الكريم أن يتخيل أن ما تنشره مثل هذه المنابر هو من باب اختلاف الرأي، بل هو منهج يلغي كل الثوابت الدينية والتاريخية ويهدمها ليبني مكانها صرح العلمانية النكدة، ولنترك القراء الأفاضل مع ما جادت به قرائح كتاب تلك الجريدة حتى يعلم في أي الخانات يضع هجومها على جريدة “السبيل” واتهامها بأنها تحرض على القتل:
تقول الأحداث في معرض التنقص من الخلافة الإسلامية:
– “إن الخلافة كانت وما زالت كارثة للإسلام والمسلمين ومصدرا للشرور والفساد”. الأحداث عدد 2274/20-4-2005.
بينما نراها تشيد بالعلمانية وتدافع عنها وتجعلها من ضروريات المجتمعات العربية، وتطالب بأن يبقى الدين مسألة شخصية، فلا مجال لإنكار المنكر ولا للأمر بالمعروف فتصرح دون خجل ولا وجل:
– “العلمانية ضرورية لأي مجتمع عربي، والدين يجب أن يظل مسألة شخصية”. الأحداث عدد 2276/22-4-2005.
بل تزداد صفاقة حين تمدح الاستعمار البريطاني والفرنسي للمنطقة العربية وتثني على ماقام به من محاربة لشريعة الإسلام وتثبيت للعلمانية في البلاد الإسلامية:
– “العلمانية العربية لم تفشل، بل على العكس من ذلك فمنذ مطلع القرن العشرين وبفضل الاستعمار البريطاني والفرنسي للمنطقة العربية تم تبني العلمانية الاقتصادية أو البنوك الربوية وفصل الدين عن الاقتصاد وكذلك بفضل هذين الاستعمارين تم تبني العلمانية في السياسة فوضعت الدساتير وأجريت الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية بدل “البيعة” بين “أهل الحل والعقد” كما هو في الموروث السياسي الديني وتم جزئيا فصل الدين عن الدولة ولم يبق من الدين في الدولة والدستور غير نص “دين الدولة الإسلام” وهو نص غبيٌّ لا يعني شيئا وقد وضع ترضية للمؤسسات الدينية”.الأحداث عدد 2265/11-4-2005.
أما استخفافها بعقائد الإسلام وأحكامه فلا حصر له ومنه قول أحد متطرفي كتابها الذين تستكثر بهم:
“..فهل هذا الغناء الجديد سلاح حاد في وجه موجات الإرهاب التي تجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وعلينا أن نشجعه فالوقوع في غرام نانسي عجرم أو أليسا أو روبي أو هيفاء وهبي أفضل بكثير من الوقوع في شباك ابن لادن والظواهري والزرقاوي بل أكثر أمانا وأمنا للشباب الموعودين بحوريات خيالية وسحرية في الجنة من طراز هذه الحوريات الحقيقية “.الأحداث عدد 2606/21-3-2006.
أما إنكارها لتحريم الخمر، وتشكيكها في فرضية الحجاب، ودعوتها للسماح للقساوسة المنصرين أن يمارسوا نشاطاتهم في صد المسلمين عن دينهم فقد كان موضوع عدة مقالات سبق نشرها في جريدة السبيل مما جعلها لا تطيق صبرا فجندت واحدا من كتابها الذين دأبوا على محاربة كل ما هو إسلامي، للكذب على السبيل وكتابها.
فليقارن القارئ الكريم بين ما تنشره السبيل وبين ما تبثه الأحداث ليعلم حقيقة افتراءات العلمانيين وعداءهم لكل ما هو إسلامي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *