الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: الصبر والعفة والشجاعة والعدل، فالصبر يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.
والعفة تحمله على إجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل.
والشجاعة تحمله على عفة النفس وإيثار معاني الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها أمسك عنانها عن النزع والبطش، وحقيقة الشجاعة ملكة يقتدر بها على قهر خصمه.
والعدل يحمله على إعتدال أخلاقه وتوسطه بين طرفي الإفراط والتفريط، فمنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة، ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان الجهل والظلم والشهوة والغضب.
وجماع حسن الخلق مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والإستغفار والثناء والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفوا عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض وبعض هذا واجب وبعضه مستحب. (انظر طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول للسعدي رحمه الله تعالى).