“باري أسبورن” سوف يفعل ذلك! ماجدة أم العلاء

“الرسول على الشاشة”، هكذا كان عنوان المقال الذي نشرته مجلة “Tel quel” صفحة:69، العدد:398، سنة 2009م، حيث أشار كاتبه إلى أن المخرج الذي حقق نجاحا كبيرا من خلال فيلم “Matrix” سوف يتناول موضوعا من أصعب المواضيع، يقصد بذلك السيرة النبوية.
إذ أن هذا المنتج سوف يتعاون مع شركة قطرية لإنجاز عمل سينمائي يتناول حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو خير البشرية، والذي نزهه الله سبحانه وتعالى عن كل تدنيس أو تمثيل أو تصوير من طرف أصحاب المهازل السينمائية والمسرحية.
فبعد قصة يوسف عليهما السلام، والتي شاهدها ملايين الناس، وللأسف ملايين المسلمين، يستمر التطاول على شخصيات مقدسة لن تكون أبدا سلعة تروجها سوق السينما، ولن تصبح أبدا مادة إعلانية لمخرج هوليودي أو سوري أو رنسي.
الغريب في الأمر أن صاحب المقال يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه يتحدث محمد عبد الوهاب أو عن أنور السادات، أو أي شخص عادي يمكن أن نتناول حياته بطريقة عادية، لنحكي عنها بصيغة “La biographie televise” أو “La biographie cinematographic”، ويتناسى أن حياة الأنبياء والرسل وعلى رأسهم خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم محاطة بهالة القداسة، ومن المحذور الاقتراب أو التصوير أو التشخيص أو التمثيل لأي من الأنبياء وخيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول في نهاية المقال، هذا الصحفي المتطفل: وبما أن الرسول لن يمكن له أن يظهر، فقد وجد المنتجون الحل-الخدعة (lactic)، والتي هي الاستعانة بالإمام والشيخ المصري القرضاوي من أجل “Le consulting”، الكلمة التي استعملها على وزن “Le marketing”!، كأن الفتوى أصبحت مجرد إنتاج يباع ويشترى، وكأن المنتجين والمخرجين الأجانب أصبح لهم شيوخ خاصين بهم يفتونهم في مهازل التمثيل والتصوير، لخداع شعوب بأكملها! المشكلة أن تصوير المهازل السينمائية يتم فوق أرض المسلمين، الذين يتعاونون بكل ما لديهم من مناظر خلابة ووجوه جميلة لإنجاح الأعمال السينمائية التي تتناول بكل وقاحة وسفالة الأنبياء والرسل.
أخيرا، لم يفت كاتب المقال التنويه بالشيخ المفتي الذي سيخص بفتواه السيناريو معتبرا إياه بالذكي والعقلاني والمعروف عند الجمهور المسلم.
فإلى متى سيستمر إعجابنا بالمتطاولين على مقدسات الإسلام؟
ومتى سنتوقف عن التعاون معهم، واستضافتهم في فنادقنا الفخمة؟
وإلى متى سيستمر جمهورنا المسلم في مشاهدة مهازل التمثيل، وهي تدنس أنبياء الله سبحانه؟
والله المستعان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *