إن الناظر في تاريخ العالم في ما يتعلق بإثارة الفتن وسقوط الدول يرى أثر اليهود في كثير من أحداثه، ولا عجب في ذلك فإنهم لم يتورعوا عن قتل خيار عباد الله من الأنبياء والصالحين كما ذكر الله تعالى عنهم {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ}، فقد قتلوا مجموعة من الأنبياء عليهم السلام، وحاولوا قتل المسيح عيسى بن مريم ولكن الله سبحانه رفعه إليه، وتكررت محاولات قتلهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة..
فإذا كان هذا حالهم مع صفوة الله من خلقه من الأنبياء والمرسلين فكيف بمن هو دونهم؟
فكيدهم ومكرهم وخبثهم لم يقتصر على المسلمين فحسب، بل تعداه إلى كل من ليس على دينهم، وهذا يتبين بمعرفة تاريخهم ووقائعهم مع غيرهم من الملل الأخرى.
ففي سنة 1272م ساءت أحوال بريطانيا الاقتصادية بسبب الربا والمداينات التي يمارسها اليهود، فأصدر ملكها إدوارد الأول قراراً بمنع الربا ورهن الأرض لليهود، ثم اكتشف سرقة اليهود لجزء من ذهب العملة البريطانية فأصدر أمراً بمحاكمتهم، وحكم بالقتل على 200 من اليهود سنة 1280م، ومع ذلك استمر فسادهم فأصدر أمراً يقضي بطرد اليهود من بريطانيا في غضون ثلاثة أشهر في سنة 1290م، فهجم الشعب على اليهود في تجمعاتهم فقتلوا قسماً منهم، وطردوا البقية من بريطانيا لمدة ثلاثة قرون. (انظر حقيقة العلاقة بين اليهود والنصارى لأحمد زايد ص: 149-150).
وفي فرنسا فعل اليهود كفعلهم في بريطانيا، فأصدر ملك فرنسا لويس أغسطس قراراً بطردهم، فطردوا ثم رجعوا بعد عشرين عاماً، فطردوا مرة أخرى في عهد فيليب، ثم عادوا، وفي عام 1341م هاج الشعب الفرنسي عليهم فقتلوهم وطردوهم. (المرجع نفسه).
وكانوا وراء الثورة الفرنسية عام 1789م التي قضت على الملكية في فرنسا. (انظر اليهود والماسونية للدوسري ص:46).
وكان أكثر قادة الثورة البلشفية التي قضت على القيصرية في روسيا من اليهود .
بل إن الكاتب الروسي “سرجي نيلوس” لما تسربت إليه (بروتوكولات حكماء صهيون) قام بنشرها في كتاب سماه (خطر اليهود) عام 1905م تنبأ فيه -في ذلك الوقت- بناء على دراسة تلك البروتوكولات بأشياء كثيرة منها: تحطيم القيصرية وظهور الشيوعية في روسيا، وسقوط العثمانيين في تركيا، وعودة اليهود إلى فلسطين، وسقوط الملكيات في عدة دول أوربية كألمانيا والنمسا وغيرها، وقد تحقق كثير من هذه الأمور، وبعد أن أمسك الشيوعيون زمام الأمور في روسيا قاموا بنفي نيلوس هذا إلى فلاديمير حتى مات سنة 1929م. (انظر القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية لداود سنقرط).
وبلغ الحال باليهود حتى قال روبيسبير كما في حكومة العالم الخفية لـ”سبيروفيتش”: “إن كل الثورات والفوضى العالمية نظمتها وستنظمها الحكومة اليهودية السرية العالمية ذاتها” (المخططات الماسونية العالمية) .
بل إن اليهود اعترفوا بذلك فقد جاء في مجلة الجامعة الإسرائيلية عدد 26 يوليوز سنة 1907م: “نصادف في كل التغييرات الفكرية الكبرى تقريباً عملاً يهودياً، سواء كان ظاهراً واضحاً، أو خفياً سرياً، وعلى هذا فإن التاريخ اليهودي يمتد بامتداد التاريخ العالمي بجميع مجالاته، حيث تغلغل فيه بآلاف الدسائس”.
وبالغ الكاتب التركي الجنرال جواد رفعت آتلخان حيث قال في كتابه “الإسلام وبنو إسرائيل”: “يستحيل أن يسجل التاريخ خلو أي ثورة حدثت في سائر أقطار البشرية من العهد السحيق القديم إلى ساعتنا هذه عن الأيدي المحركة اليهودية بدون استثناء”.
وقد علم عقلاء الغرب خطر اليهود فحذروا قومهم منهم، ومن هؤلاء أول رئيس أمريكي “جورج واشنطن”، والرئيس الآخر “بنجامين فرانكلين” حيث قال في خطاب له عام 1789م -عند وضع دستور أمريكا- محذرا فيه الشعب الأمريكي من اليهود :
“في كل أرض حل فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم” ثم قال: “إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص الدستور فإن سيلهم سيتدفق إلى أمريكا في غضون مائة سنة إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا، ويدمروه،..حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام الشعب اليهودي”. (انظر حكومة العالم الخفية لسبيروفيتش، واليهودية والماسونية للدوسري).
تلك كانت شهادات ملوك ورؤساء ومفكرين وسياسيين غربيين بارزين من خطر تسلل اليهود إلى مجتمعاتهم وقدرتهم وتمكنهم من إشعار فتيل الثورات والانقلابات والفتن، وتخريبهم النظام الاقتصادي والاجتماعي وجعله رهينا بمصالح الصهاينة، فمتى نستفيد من تجارب غيرنا؟