الصهيونية

التعريف
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله. واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) في القدس حيث ابتنى داود قصره بعد انتقاله من حبرون (الخليل) إلى بيت المقدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وهذا الاسم يرمز إلى مملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها.
وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي “هرتزل” الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والذي على آرائه تقوم الحركة الصهيونية في العالم.
التأسيس وأبرز الشخصيات
للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الواجب الوقوف عند الأدوار التالية:
ـ وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته 1000ـ 960 ق.م.
ـ حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي 586ـ 538 قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
ـ حركة “باركوخيا” 118ـ138م وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس اليهود وحثهم على التجمع في فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها.
ـ حركة “موزس” الكريتي وكانت شبيهة بحركة “باركوخيا”.
ـ مرحلة الركود في النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم. ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف.
ـ حركة “دافيد روبين” وتلميذه “سولومون مولوخ” 1501ـ1532م وقد حث اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل في فلسطين.
ـ حركة “منشه بن إسرائيل” 1604ـ1657م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية.
ـ حركة “سبتاي زيفي” 1626ـ1676م الذي ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود في ظله يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.
ـ حركة رجال المال التي تزعمها “روتشيلد” و”موسى مونتفيوري” وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية في فلسطين كخطوة لامتلاك الأرض ثم إقامة دولة اليهود.
ـ الحركة الفكرية الاستعمارية التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين في بداية القرن التاسع عشر.
ـ الحركة الصهيونية العنيفة التي قامت إثر مذابح اليهود في روسيا سنة 1882م، وفي هذه الفترة ألف “هيكلر الجرماني” كتاب بعنوان إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء.
ـ ظهور مصطلح الصهيونية Zionism لأول مرة على يد الكاتب الألماني “ناثان برنباوم” سنة 1893م.
ـ في عام 1882م ظهرت في روسيا لأول مرة حركة عرفت باسم (حب صهيون) وكان أنصارها يتجمعون في حلقات اسمها (أحباء صهيون) وقد تم الاعتراف بهذه الجماعات في عام 1890م تحت اسم “جمعية مساعدة الصناع والمزارعين اليهود في سوريا وفلسطين” وترأسها “ليون بنسكر” واستهدفت الجماعة تشجيع الهجرة إلى فلسطين وإحياء اللغة العبرية.
ـ الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى “تيودور هرتزل” الصحفي اليهودي المجري ولد في بودابست في 2/5/1860م حصل على شهادة الحقوق من جامعة فينا 1878م وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين. وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص في محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإسلامية.
ـ وقد أقام “هرتزل” أول مؤتمر صهيوني عالمي سنة 1897م، مستغلاً محاكمة الضابط اليهودي الفرنسي “دريفوس” الذي اتهم بالخيانة 1894م لنقله أسراراً عسكرية من فرنسا إلى ألمانيا، لكن ثبتت براءته فيما بعد ونجح “هرتزل” من تصوير المأساة اليهودية في زعمه من خلال هذه الواقعة الفردية وأصدر كتابه الشهير الدولة اليهودية الذي أكسبه أنصاراً لا بأس بعددهم مما شجعه على إقامة أول مؤتمر صهيوني في بال بسويسرا 29ـ 31/8/1897 وقد علق عليه بقوله: “لو طلب إليّ تلخيص أعمال المؤتمر فإني أقول بل أنادي على مسمع من الجميع إنني قد أسست الدولة اليهودية”، ونجح في تجميع يهود العالم حوله كما نجح في جمع دهاة اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات في تاريخ العالم وهي بروتوكولات حكماء صهيون المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في زماننا هذا.
وفي المقال القادم إن شاء الله سنتطرق للأفكار والمعتقدات الصهيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *