لقطة التعري
بينما جمع من رواد إحدى منصات هذا المهرجان، يتابعون عرضا موسيقيا لفرقة إسبانية تسمى “كوليغاس”، وفي غفلة من الحضور الذي يضم بعض الأسر التي حضرت وأبناءها، عرّى أحد أعضاء الفرقة عن دبره، في لقطة تدخل ضمن العرض، وهو ما ولد استياء عند جل الحاضرين، وصار وصمة عار في جبين مهرجان لا يعرف قيما ولا أخلاقا، فهل إظهار السوءة مفهوم فني عند منظمي المهرجان؟؟
المهرجان والامتحانات
ينظم هذا المهرجان في وقت حرج من السنة الدراسية عند الطلبة والتلاميذ، ففي النصف الثاني من شهر ماي تبدأ دورات الامتحانات، عند جميع المستويات من تلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي وطلبة الجامعة، وباعتبار أن فئة الشباب والمراهقين مستهدفة من أجل الحضور وتأثيث فضاءات المهرجان، فإن عددا كبيرا منهم يتدفق عليها معرضا عن دروسه، وعن الاستعداد ليوم الامتحان، وهو ما يفسر نسب النجاح المتدنية، وعلى رأسها النسبة المتدنية لمستوى الباكالوريا العام الماضي التي بلغت 37 في المائة، فهل هذا هو المصير الذي نريده لرجال الغد يا منظمي موازين؟
ميزانية المهرجان
في كل دورات المهرجان صرفت ملايين الدراهم كأجور للمغنيين ومصاريف للإعداد والتجهيز، وهي مبالغ مالية مهمة، كان الأولى صرفها فيما يعود على العباد والبلاد بالخير، ولا يتعلل العلمانيون بأنها ميزانية مخصصة للثقافة والفن، فلو أن ميزانية كل سنة يبنى بها معمل أو شركة تتيح مئات مناصب الشغل لآلاف المعطلين في المغرب، لصارت هذه الموازين موازين خير على المغاربة، لا موازين إيقاع وآلات موسيقية وسهرات يختلط فيها الرجال بالنساء، والشبان بالفتيات، وتكثر في فضاءاتها المخالفات الشرعية والقانونية..
الموت يلاحق موازين
لو أعددنا المخالفات الشرعية التي تتعلق بمثل هذه المهرجانات الموسيقية، لأعددناها بالعشرات، لكن أن يختم لأفراد بالموت تحت أقدام طالبي متعة الألحان والأوتار، لهو حال يحتاج منا أن نقف وقفة تأمل ونظر، أليست هذه رسالة من الله كي يترشد هؤلاء الذين يحشرون الناس إلى حتفهم؟ ثم يا ليتهم ماتوا وهم يذكرون الله أو يستمعون لكلام الله، بدل أن يموتوا بعد سهرة لمغن سكير، هز وجدانهم بكمانه وألحانه، والله يدعوهم لسواء السبيل بكلامه وقرآنه، فأي السبيلين أهدى، وأي الموتتين أحسن؟