المرأة المغربية إلى أين؟ الجمعيات النسائية والمطالبة باحترام بنود اتفاقية “سيداو” عبد الله الشرقي

انتقدت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب موقف نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، بعدما عبرت الوزيرة سابقا عند استضافتها في برنامج تيارات على أنه لا توجد هناك مطالبة بإلغاء جميع التحفظات على اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد النساء (سيداو)، معتبرة بأنها منحازة لموقف الدولة المغربية الرسمي.

مذكرة إياها بما أسمته ”ست محطات أساسية عملت فيها الفعاليات النسائية من أجل الدعوة إلى رفع التحفظات عن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة”، بدءا من ”نداء الرباط” الذي صدر عن الندوة الإقليمية ”المساواة دون تحفظ” التي نظمت بالرباط الصيف الماضي ووقعته أزيد من 40 جمعية نسائية كانت الوزيرة نزهة الصقلي إحدى ضيفاتها بحسب الرسالة التي وجهتها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، وانتهاء بدعوة الحكومة المغربية إلى رفع كل التحفظات عن الاتفاقية والتصديق على بروتوكولها الاختياري من خلال الرسائل المفتوحة التي تم توجيهها إلى الوزير الأول السابق والحالي وإلى البرلمانيين.
إن الجمعيات النسائية التي لا تمثل في المغرب إلا أقلية تجمع بين مستغربين وبين مغرر بهم، لكنها مؤازرة بقوة من الغرب ومنظماته مما يضمن لها الاستمرار في نضالها في المطالبة برفع كل التحفظات من غير مراعاة لمقتضيات المرجعية الإسلامية، وخصوصية الدولة المغربية، وهذا راجع لتشبعها بالقيم الغربية العلمانية، التي لا تؤمن إلا بالمواثيق الدولية مرجعية، ولا تقدس إلا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان شريعة..
إن اعتبار سمو المواثيق الدولية على الأحكام الشرعية يظهر مدى الاستغراب الذي تعيشه هذه الفئة من المغاربة، هذا الاستغراب بدوره يفسر جرأة مطالب الجمعيات النسائية العلمانية، لكن سؤالنا هو ماذا تستطيع هذه المنظمات أن تنجزه للمرأة المغربية؟
أكيد أنها مهما عملت ومهما ناضلت فإنها لن تصل في النهاية إلا إلى ما وصلت إليه المنظمات في الغرب التي أهدرت كرامة المرأة فجعلتها سلعة في السوق الليبرالية المتوحشة، وبضاعة تؤدي كل أنواع الإيحاء الجنسي للتأثير على المستهلك، مقابل أجرة لا تعدو أن تضمن لها عيشا غير كريم بعد أن جردتها من كل معالم الحشمة والعفة ما جعلها تنفق دخلها بالكامل على ما يظهر جمالها وأناقتها ليرجع ما حصلته من الاقتصاد الحداثي بالكد والمشقة بالنهار إلى جيوب اللوبيات الاقتصادية عبر استهلاكها للخمور في الحانات والمراقص الليلية التي تعتبر ملاذ أغلب النساء اللائي فقدن أي إحساس بأهمية الأسرة، فاستعضن عن دفء العائلة بحرارة الخمر وأحضان الأخدان، ما دفع العاقلات من نساء الغرب إلى أن يطالبن بجلوس المرأة في البيت والاهتمام بتربية النشء..
فكيف نفسر اقتصار العلمانيين على تسويق صورة مزيفة مغلوطة عن النساء في الغرب وربطها بتقدمه وحداثته وحضارته التكنولوجية؟
بينما يخفون عجز كل الآليات والمواثيق والعهود الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان وخصوصا المرأة عن توفير حياة كريمة سعيدة لها معتمين عن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدول الغربية ومراكز دراساتها المتعلقة بنسب ومعدلات وإحصائيات عمليات الاغتصاب والعنف الأسري والإجهاض والقتل والتحرش والتي تظهر بشكل جلي الجحيم والخوف الذي تعيشه المرأة الغربية، فهل تعدنا منظمات النساء بمستقبل أفضل من ذلك الذي كانت تعد به منظمات الغرب نساءها في بداية القرن العشرين؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *