إن من أكبر أبواب الضلال والشر انتحال حديث النبي واختلاقه، ولجهل الكثيرين من المسلمين بهذا الأمر وخطورته لاقت هذه الأحاديث قبولا واستحسانا عند كثير من الناس، وبالنظر لخطورة هذا الأمر، وانطلاقا من الحديث المتواتر “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” البخاري ومسلم، نذكر أنفسنا وإخواننا بضرورة التثبت في نقل أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وضرورة تمحيصها قبل نشرها ونقلها وتداولها، فمن جملة الأحاديث التي لا تصح نسبتها إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، أحاديث واردة في شأن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، نذكر منها:
(إذا أراد الله برجل من أمتي خيرا ألقى حب أصحابي في قلبه)
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان والديلمي في الفردوس من حديث أنس. قال الألباني: ضعيف.
(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)
موضوع؛ أخرجه الخلال في المنتخب من العلل وابن عبد البر في جامع العلم وابن حزم في الإحكام من حديث جابر مرفوعا.
قال ابن عبد البر: هذا إسناد لا تقوم به حجة لأن الحارث بن غصين مجهول.
(سألت ربي فيما تختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى إلي: يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى)
موضوع؛ أخرجه السجزي في الإبانة وابن عساكر عن عمر؛ انظر ضعيف الجامع رقم:3226.
(ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا و نورا لهم يوم القيامة)
ضعيف؛ أخرجه الترمذي والضياء المقدسي في المختارة من حديث بريدة؛ ضعيف الجامع رقم:5138.
(أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل حدثني بفضائل عمر في السماء فقال يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر)
موضوع؛ أخرجه الخلال في المنتخب من العلل وأبو نعيم في فضائل الصحابة واللالكائي في أصول الاعتقاد؛ وابن الجوزي في الموضوعات؛ وابن عساكر عن عمار مرفوعا قال أحمد بن حنبل إنه موضوع.
(أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أراد أن يبعث رجلا في حاجة وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره. فقال علي: ألا تبعث هذين؟ فقال: كيف أبعثهما وهما من الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس)
ضعيف جدا؛ رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة للإمام أحمد، وابن شاهين في شرح مذاهب السنة، وأبو نعيم في حلية الأولياء، وفي فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم، ومدار الحديث على : الفرات بن السائب الجزري وهو متروك.
(أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب وله شعاع كشعاع الشمس؛ قيل فأين أبو بكر قال؛ تزفه الملائكة إلى الجنان)
موضوع؛ رواه الخطيب ومن طريقه ابن عساكر عن زيد بن ثابت مرفوعا قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث لا يصح، والمتهم به عمر ويعرف بالكردي. قال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث.