مواقف وتعليقات حماد القباج

 “لا أشجع على ارتداء النقاب، فالنقاب أصلا مظهر من مظاهر الغلو في الدين”.
عبد الباري الزمزمي (أسبوعية الحياة الجديدة ع:106 ص:13)

لا أتصور كيف يتجرأ إنسان ينتسب إلى التدين والعلم على مثل هذا الكلام وهو يعلم أن النقاب له أصل في القرآن والسنة وفقه السلف والأئمة؛ الذين أجمعوا على مشروعيته ما بين موجب ومستحب؟!
وهذا تذكير بشيء من ذلك:
1- تفسير طائفة من السلف لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب/59]
أخرج الطبري عن محمد بن سيرين رحمه الله قال: “سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر مما يلي العين” .
2- وعـن ابن عمــر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين” [أخرجه البخاري] .
قال العلامة التهانــوي: “وفيـه دليل على أَنَّ المرأة تستر وجهها في غــير حالة الإحرام”( ) .
3 – وهو هدي أمهات المؤمنين ومن اقتدين بهن من الصالحات والعالمات:
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: “كنا نغطي وجوهنا من الرجال”[رواه الحاكم وصححه].
4- وهو قول عدد من المفسرين:
قال القرطبي في تفسير الجلباب: “والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن” .
5- وبوجوب تغطية المرأة وجهها قال بعض المالكية:
قال ابن العربي: “والمرأة كلها عورة؛ فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة، أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عما يَعنُّ ويعرض عندها”( ).
فهل يصح أن يوصف النقاب بأنه مظهر من مظاهر الغلو في الدين؟!!!

 “النقاب بالنسبة لي مرفوض، فما الذي يدفعني إلى أن أبدو شبحا أسود متحركا، في حين أن الإسلام قد منحني فرصة التحجب، مع إمكانية إظهار وجهي وكفي، أظن أن النقاب مسألة مبالغ فيها إلى حد بعيد وأحيانا يفرض على المرأة. المرأة لها الحق في أن تتحجب بالطريقة الملائمة والتي تسمح لها بالبقاء بعيدة عن كل ما يعيق حركتها وربما عملها أو اندماجها في محيطها. أنا امرأة متحجبة، لكن ليس إلى درجة أن أرتدي رداء أسود يغطي كل جسمي ويجعلني مثيرة للانتباه لأنه بمثابة “خيمة متنقلة”
أمينة مستاري (الأحداث المغربية ع:4049/ص 7).

إذا كان النقاب بالنسبة لك مرفوض، فإنه مقبول عند من شرح الله صدورهن للاجتهاد في التقرب إلى الله، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: “ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” [رواه البخاري]، فالنقاب في لباس المسلمة من المستحبات التي تزداد بها أجرا وقربا من الله، هذا على قول، وعلى قول آخر هو واجب وفرض، وليس في الإسلام قول ثالث، وإنما “الدين عند الله الإسلام”.
أما كونه مبالغة أو لا؛ فالحكم في ذلك للمشرع ولا عبرة فيه بالأذواق.
أما أنه يفرض على المرأة من غيرها فكلام خارج عن السياق لأن المرأة التي تؤجر وتشكر على نقابها إنما هي التي تفعله اختيارا واحتسابا.

والنقاب لا يعيق عن العمل ولا عن الاندماج، وله أوقاته وبيئاته كما نقاب الجراحين وأمثالهم.
أما وصفه بالخيمة المتنقلة والشبح الأسود؛ فتصريف لأحقاد القلب بالساقط من القول، ولا نجد في التعليق عليه خيرا من قول الله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}.

 “المدافعون اليوم عن النقاب يقولون إن من حق المرأة أن تلبس النقاب، وهذا يدخل في صميم الحرية الفردية، ولو تعلق الأمر بموضوع آخر يتعلق بالحرية الفردية، تجدهم لا يدافعون عنه، فكيف يدافعون عن حق المرأة في أن ترتدي النقاب، ولا يدافعون عن حق المرأة في أن لا ترتدي أي حجاب”.
مصطفى بوهندي (أسبوعية الحياة الجديدة ع:106 ص:12).

لا يدافعون عن عدم ارتداء المرأة للحجاب لأنهم لا يأمرون بالمنكر ولا يدافعون عن الباطل، ولم يبتلوا بما ابتليت به من شبهات مهلكات تظنها فكريات وعقليات، وهم لا يلزمون أحدا بشيء، وإنما {يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.

 “المرأة المغربية التي ترتدي هذا اللباس ستعيش في بلدها دون هوية، لأن كل المؤسسات الإدارية تحتاج إلى معرفة هوية المواطن الذي يتعامل معه، وعلى المنقبة التخلي عن انتمائها للمجتمع لأنها ستضطر إلى إقامة مجتمع آخر تربطها به رابطة اللباس لا العلاقات الاجتماعية والرحم”.
(نيشان ع:253 ص:17).

معرفة الهوية أمر يسير مع المرأة المنقبة لا يتذرع به إلا المتعلق ببيت العنكبوت، وهل يفهم من هذا الطرح الأعوج بأن آلاف المنقبات في البلدان الإسلامية يعشن في مجتمعاتهن مجهولات الهوية؟! المرأة المنقبة تتوفر على البطاقة الوطنية ومسجلة في سجل الحالة المدنية وتستعمل جواز السفر، وتمارس حقوقها المدنية والاجتماعية والمادية والسياسية وغيرها بسلاسة ويسر، وهي أولى الناس بأن توصف بالانتماء للمجتمع لأنها حافظت على بعض مظاهره المتجذرة في تاريخه البعيد والقريب، ولم تزج بها رياح الاستيلاب والتغريب في أوحال التبرج والعري؛ فهي راسخة القدم في مجتمعها الأصيل، أما صلة الرحم فهي أدرى من غيرها بحكمها الشرعي ..

 “النقاب هذا اللباس المهين للمرأة والحاط بكرامتها”.
(نيشان ع:253 ص:17).

أيهما يهين المرأة ويحط من كرامتها؛ النقاب أم العري الذي تشجعونه وتدعون إليه من خلال مواضيع وصور مجلتكم اللقيطة؟
وكيف ترون في النقاب إهانة للمرأة ولا ترون ذلك في المواقع الإباحية والشواطئ العارية والألبسة الماسخة؟ ..
صدق القائل: “الجنون فنون”.

 “نحن نعتبر بالتحديد أن معركتنا هي ضد التطرف في كل شيء في النقاب الذي يدفن المرأة؛ لكن أيضا في اللباس الفاضح الذي يجعلها مجرد سلعة جنسية للرجل؛ نحن ضد الإثنين”.
(لغزيوي؛ جريدة الأحداث المغربية/ عدد 4047؛ بتاريخ 20/05/2010).
ألا تستح من الكذب على من ابتلي بالقراءة لك؟!
كيف نفهم هذا الكلام في ضوء أقوالك المريضة التي تدعو فيها إلى الإباحية والزنا والفاحش من القول والسلوك؛ وقد بلغ بك الحد إلى المطالبة بإنشاء حزب للجنس الذي قلت فيه: “..ويمكن للحزب الجديد أن يفتح له فروعا في دول المهجر المختلفة، وستعرف رواجا كبيرا بالتأكيد، وما غادي يكون إلا الخير إن شاء الله..” (لغزيوي، الأحداث: ع3811، 15/09/2009).
ناهيك عن مقالات الاستهزاء والسخرية بالحجاب والعفة والطهارة وتلميع المومسات والبغايا والدعوة العلنية إلى الفاحشة؛ فقد نشرت مقالا في نفس الجريدة ع3807 بتاريخ 11/09/2009 قلت فيه: “مضى إلى غير رجعة ذلك الزمن الذي كانت فيه الحرة الغبية تجوع ولا تأكل بثديها، وحل مكانه زمن لا ينبغي للحرة “القافزة” أن تجوع أمام إمكانية التوفر على سيارة فخمة ومنزل راق ورصيد محترم في البنك، فقط بالقيام باللعبة الرياضية المدرسية، دون أن ندرك أنها كانت تهيء عددا كبيرا من زميلاتها التلميذات للتعود عليها وجعلها مهنة في القادم من الأيام”.
صدق ربنا: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء/27]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *