الكنبوري: لو جعلنا الواقع هو الحاكم فلن نجد نصوصا نرجع إليها

 

تعليقا على موضوع الإرث قال الدكتور إدريس الكنبوري أن النقاش حول هذا الموضوع ليس جديدا، وأن الآخر حين بدأ يستهدف الإسلام استهدفه في ثوابته، وتسرب عبر مجموعة من الشعارات وقيم الحداثة الغربية، وتم اصطناع مشكلات من قبيل عدم المساواة بين الرجل والمرأة في مجموعة من المجالات، واستغلال الوضعية المتردية للمرأة، إلى أن وصلنا إلى الإرث والتشكيك في النصوص الدينية.

وأضاف الباحث في قضايا العنف والتطرف والفكر الإسلامي، خلال مشاركته في برنامج ملفات وآراء الذي نشرته “هوية بريس” أن الآيات حول المواريث في القرآن تتميز بدقة لا توجد حتى في الصلاة رغم أهميتها، بمعنى أن الله تعالى سحب هذا الحق حتى من النبي صلى الله عليه وسلم واختص به لنفسه، وكأن الله تعالى يقول إنه لي وأنا اختص به.

ليخلص بعد ذلك الكنبوري بأن القسمة التي توجد في القرآن هي القسمة التي ارتضاها الله تعالى.

وجوابا على ما يتعذر به المطالبون بتغيير نظام الإرث من مثل تطور المجتمع وخروج المرأة للعمل وغيرها من الأمور الأخرى، قال الكنبوري لو أننا بدأنا نركض خلف الوقائع، وجعلنا النصوص تركض خلف هذه الوقائع سيأتي علينا زمان لن نجد نصوص نرجع إليها؛ وبالتالي سيصبح الواقع هو الحاكم.

هذا وعلق الكنبوري في تدوينة له على الفيسبوك أننا “نناقش هذا الأمر في ظل واقع نتفق جميعا على نقده، نقول إن القيم الاجتماعية انهارت ونريد أن نسوي النصوص مع واقع ننتقده، وهذا مخالف للمنطق. الذين يتعللون بأن تلك الأمور كانت في مجتمع القبيلة مخطئون. المقصود أنها كانت في ظل قيم اجتماعية وعائلية غابت. الديمقراطية نفسها كانت في مجتمع القبيلة في أثينا، لكن المقصود أنها كانت في ظل قيم معينة وهذه القيم باقية حتى بعد غياب القبيلة. ليس هناك شخص يمكن أن يبرر عدم العدل أو يساند ظلما، لكن القضية هي الرؤية الكلية المبنية على فلسفة. من يناقش جزئيات ويتيه معها عاجز عن التفكير الحضاري في المشروع الاجتماعي الذي يضمن الحقوق للكافة. من يركز على قائمة مكسورة في طاولة ولا يرى الطاولة عليه أن يعيد النظر”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *