إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة 3- اسم الرحمن و4- اسم الرحيم: ناصر عبد الغفور

من أسماء الله تعالى الحسنى “الرحمن” و”الرحيم”، وهما اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، وهناك فروق بين هذين الاسمين ذكرنا اثنين منها في العدد السابق، وإليكم البقية.

3- من الفروق كذلك: أن اسم “الرحمن” دال على صفة الرحمة كصفة ذاتية، و”الرحيم” دال على صفة الرحمة كصفة فعلية .
يقول ابن القيم رحمه الله: “إن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: “وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً”، “إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ”، ولم يجيء قط رحمن بهم..” .
4- من الفروق كذلك أن “الرحمن” ذو الرحمة الواسعة، و”الرحيم” ذو الرحمة الواصلة:
فالرحمن الذي وسعت رحمته كل الخلائق كما قال جل وعلا: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”، وقال تعالى على لسان ملائكته: “رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً”، فرحمته سبحانه وسعت الإنس والجن والدواب بل وسعت أهل الأرض والسموات.
“وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات حتى الكفار، لأن الله قرن الرحمة هذه مع العلم، فكل ما بلغه علم الله -وعلم الله بالغ لكل شيء- فقد بلغته رحمته..” .
ومن الأدلة كذلك قوله تعالى: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”، وقوله: “ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ”، فذكر الاستواء باسمه “الرحمن” ليعم جميع خلقه برحمته.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا المعنى: “ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرا-ثم ذكر الآيتين- وقال: فاستوى على عرشه باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم كما قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”، فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات فلذلك وسعت رحمته كل شيء..” .
أما “الرحيم” فهو ذو الرحمة الواصلة الخاصة بعباده المؤمنين حيث تصلهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: “وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً”، ووجه الاستدلال من هذه الآية تقديم المعمول فإنه يدل على الحصر، أي كان بالمؤمنين لا غيرهم رحيما.
وأما آثار الإيمان بهذين الاسمين فنرجئ الحديث عنها إلى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *