لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان؛ وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن؛ ولذلك كان السلف يجدّون في شعبان، ويتهيئون فيه لرمضان.
قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان.
قال ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: “والصيام في شعبان كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته؛ فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان، شُرِع فيه ما شُرِع في رمضان، من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
وقد روينا بإسناد ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال: “كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان”.
وقال سلمة بن كهيل: “كان يقال: شهر شعبان شهر القراء”.
وكان حبيب بن أبى ثابت رحمه الله يقول: “إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء”.
وكان عمرو بن قيس الملائي: “إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن”.
قال الحسن بن سهل: “قال شعبان: يا ربِّ… جعلتني بين شهرين عظيمين، فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن”. انتهى من كلام ابن رجب.
ويكفي أن نعلم فقط أن قارئ القرآن له بكل حرف يقرؤه من كتاب الله تعالى حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول اللهr قال: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: “آلم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.
وفضائل القرآن كثيرة جدا ويكفي من السوار ما أحاط بالمعصم.