شرح الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع الشيخ محمد برعيش الصفريوي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. 

أما بعد: فبعدما انتهينا من سلسلة تراجم أئمة القراءة وأعلامها وبدورها وصلنا إلى الغاية المنشودة والثمرة المقصودة وهي معرفة قراءة هؤلاء الأعلام.
وقد تم اختيار قراءة الإمام نافع فاتحة لهذه السلسلة الجديدة لكونها قراءة أهل البلد، واعتمدت في عرض قواعدها وأحكامها على ما تضمنه نظم الدرر اللوامع لأبي الحسن علي بن بري التازي لكونه مشتهرا كعنقاء مغرب في الشرق والمغرب، ولكوني تلقيته عن شيخي الفاضل أبي عبد الصمد محمد الإبراهيمي حفظه الله وقد أجاز لي تدريسه.
مقدمة بين يدي الموضوع
عن علم القراءات
القراءات جمع قراءة والقراءة في اللغة مصدر قرأ ويقال لها قراءة ومقرأ.
وفى الاصطلاح: قال الزركشي: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما. البرهان 1/318.
وقيل: هي مذهب من مذاهب النطق في القرآن، يذهب إليه إمام من الأئمة مخالفاً به غيره سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أو في نطق هيئاتها. مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص:171
نشأة القراءات:
إن تاريخ القراءات مرتبط بتاريخ نزول القرآن ومتزامن معه فنشأته ليست وليدة عصر ولا نتاج فكر ولا اجتهاد حبر فهو وحي نزل به الروح الأمين على محمد أفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
وقد نزل على لغة العرب والعرب قبائل وألسن ولهجات ونزل هكذا للتيسير.
ثم تلقاه الصحابة الكرام عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان يُقرئ بعض الصحابة بقراءة وبعضهم بقراءة أخرى، ثم تلقاه التابعون عن الصحابة وهكذا حتى وصل الأمر إلى هؤلاء القراء المشهورين وفيهم بعض التابعين.
وعليه فنسبة هذه القراءات وإضافتها إلى أئمة القراءة ليست إضافة إبداع واختراع؛ وإنما هي إضافة حمل واشتهار.
حد علم القراءات
قال ابن الجزري: “علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة”.
وقال بعضهم: هو علم يعرف منه اتفاقهم واختلافهم في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل من حيث النقل. إتحاف فضلاء البشر 1/6
وعرفه عبد الفتاح القاضي في كتابه البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة قائلا: هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله.
وتعريف عبد الفتاح القاضي أجمع لاحتوائه على ما قاله الأولون وزيادة.
وللبحث بقية نرجؤها إلى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *