قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ}.
شرح الآية ودلالاتها:
يذكر الله تعالى نعمه العظيمة على عباده بتبيين الحق من الباطل، بما يُري عباده من آياته النفسية والآفاقية والقرآنية الدالة على كل مطلوب مقصود، الموضحة للهدى من الضلال… ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، وكلما كانت المسائل أجلَّ وأكبر كانت الدلائل عليها أكثر وأيسر، ولهذا لما كانت مسألة التوحيد أكبر المسائل كثرت الأدلة عليها العقلية والنقلية، وتنوعت، وضرب الله لها الأمثال، وأكثر لها من الاستدلال.
ونبه الله أيضا في الآية على آية عظيمة بقوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} أي مطرا به ترزقون وتعيشون أنتم وبهائمكم.
فالنعم كلها من الله:
نعم الدين: وهي المسائل الدينية والأدلة عليها، وما يتبع ذلك من العمل بها.
ونعم الدنيا: كالنعم الناشئة عن الغيث.
وهذا دليل قاطع على أن الله وحده هو المعبود الذي يتعين إخلاص الدين له، كما أنه وحده المنعم.
ثم أخبر الله أنه ما يتذكر بالآيات إلا من ينيب إلى الله تعالى بالإقبال على محبته، وخشيته، وطاعته، والتضرع إليه.
انظر: تفسير ابن سعدي رحمه الله تعالى.