حكم ومواعظ

القلوب
قال السري السقطي: القلوب ثلاثة: قلب كالجبل لا يزيله شيء، وقلب كالنخلة أصلها ثابت والريح تميل برأسها، وقلب كالريشة يميل مع الريح يمينا وشمالا.
صحبة الأخيار
قال حكيم: صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر، كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنا، وإذا مرت على الطيب حملت طيبا.
قال بعض الحكماء
عليك بالصدق، فما السيف القاطع في كف الرجل الشجاع بأعز من الصدق، والصدق عز وإن كان فيه ما تكره، والكذب ذل وإن كان فيه ما تحب، ومن عرف بالكذب أتهم في الصدق.
الدنيا
قيل للحسن البصري: ما تقول في الدنيا؟ فقال: ما عسى أن أقول؟ حلالها حساب، وحرامها عذاب، فقيل: ما سمعنا كلاما أوجز من هذا؟ قال: بلى كلام عمر بن عبد العزيز، كتب إليه عدي ابن أرطأة وهو على حمص أن مدينة قد تهدمت واحتاجت إلى إصلاح حيطانها، فكتب إليه حصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم.
قالت الحكماء
من عز بإقبال الدهر ذل بإدباره، ومن أبطره الغنى أذلة الفقر، وقالوا: من ولي ولاية يرى نفسه أكبر منها لم يتغير لها، ومن ولي ولاية يراها أكبر من نفسه تغير لها.
التواضع
سئل الحسن عن التواضع فقال: هو أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت له الفضل عليك.
قالت الحكماء
جبل الناس على ذم زمانهم وقلة الرضا عن أهل عصرهم، فمنه قولهم: رضا الناس غاية لا تدرك، وقولهم: لا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة، وقولهم: الناس يعيرون ولا يغفرون، والله يغفر ولا يعير.
حلم الملوك
قال المأمون: يحسن بالملوك الحلم عن كل أحد إلا عن ثلاثة: قادح في ملك، أو مذيع لسر، أو معترض لحرمة.
رضا الناس
قال المنصور لابنه المهدي: اعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك؛ فتحبب إليهم بالإحسان جهدك، وتودد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم.
ممن تعلمت الحكمة؟
سئل أحد الحكماء: ممن تعلمت الحكمة؟ قال: من الأعمى…لأنه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاة…
الناس في الخير
قال حكيم من العرب: الناس في الخير أربعة أقسام، منهم من يفعله ابتداء، ومنهم من يفعله اقتداء، ومنهم من يتركه حرمانا، ومنهم من يتركه استحسانا؟ من يفعله ابتداء فهو كريم، ومن يفعله اقتداء فهو حكيم، ومن تركه حرمانا فهو شقي، ومن تركه استحسانا فهو دني.

درر وفوائد
التبكير لصلاة الجمعة
روى عن ابن مسعود أنه كان يقول: (بكروا في الغدو في الدنيا إلى الجمعات، فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل جمعة.. فيكون الناس منه في الدنو كغدوهم في الدنيا إلى الجمعة).
وهذا الذي أخبر به ابن مسعود أمر لا يعرفه إلا نبي أو من أخذه عن نبي، فيعلم بذلك أن ابن مسعود أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون أخذه عن أهل الكتاب لأمور:
أحدها: أن الصحابة قد نهوا عن تصديق أهل الكتاب فيما يخبرونهم به، فمن المحال أن يحدث ابن مسعـود بما أخبر به اليهود على سبيل التعليم ويبني عليه حكماً.
الثاني: أن ابن مسعود -رضي الله عنه- خصوصاً كان من أشد الصحابة -رضوان الله عليهم- إنكاراً لمن يأخذ من أحاديث أهل الكتاب.
الثالث: أن الجمعة لم تشرع إلا لنا، والتبكير فيها ليس إلا في شريعتنا، فيبعد مثل أخـذ هذا عن الأنبياء المتقدمين، ويبعد أن اليهـودي يحدث بمثل هـذه الفضيلة لهذه الأمة، وهم الموصـوفون بكتمان العلم والبخل به وحسد هذه الأمة.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 6/405

مكفرات الذنوب
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب: أحدها: التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين، السبب الثاني: الاستغفــار، السبب الثالث: الحسنات الماحية السبب الرابع: الدافـع للعقاب، دعاء المؤمنين للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته، السبب الخامس: ما يعمل للميت من أعمال البر، كالصدقة ونحوها، السبب السادس: شفاعـة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنـوب يوم القيامة، السبب السابع: المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا، السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة، السبب التاسع: أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها، السبب العاشر: رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/487 -501

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *