درر وفوائد

استسقى صلى الله عليه وسلم على وجوه
أحدها: يوم الجمعة على المنبر أثناء خطبته.
الوجه الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى، فخرج لما طلعت الشمس.
الوجه الثالث: أنه صلى الله عليه وسلم استسقى على منبر المدينة استسقاء مجرداً في غير يوم جمعة، ولم يحفظ عنه في هذا الاستسقاء صلاة.
الوجه الرابع: أنه صلى الله عليه وسلم استسقى وهو جالس في المسجد، فرفع يديه ودعا الله عز وجل.
الوجه الخامس: أنه صلى الله عليه وسلم استسقى عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء.
الوجه السادس: أنه صلى الله عليه وسلم استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء، فأصاب المسلمين العطش.
زاد المعاد 1/439-441
أموراً فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء
استسقى مرة، فقام إليه أبو لبابة فقال: يا رسول الله! إن التمر في المرابد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أسقنا حتى يقوم أبو لبابة عرياناً، فَيَسُدَّ ثعلب مربده بإزاره) فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة، فقالوا: إنها لن تقلع حتى تقوم عرياناً، فتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل فاستهلت السماء).
ولما كثر المطر، سألوه الاستصحاء، فاستصحى لهم.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى مطراً، قال: (اللهم صيباً نافعاً).
وكان يحسر ثوبه حتى يصيبه المطر، فسئل عن ذلك فقال: (إنه حديث عهد بربه).
وكان إذا رأى الغيم والريح، عرف ذلك في وجهه، فأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه.
زاد المعاد 1/442-443
أسباب انشراح الصدر
الهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر.
ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان.
ومنها: العلم، فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا.
ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه.
ومن أسباب شرح الصدر: دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن.
ومنها: الإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال، والجاه.
ومنها: الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب.
ومنها بل من أعظمها: إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة.
ومنها: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم.
زاد المعاد 2/23-24-25-26
حكم ومواعظ
الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره، إما لضعفه في نفسه؛ بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ورين الذنوب.
الجواب الكافي
للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات: أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه، الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً، الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .
الجواب الكافي
الخوف يثمر الورع والاستعانة وقصر الأمل، وقوة الإيمان باللقاء تثمر الزهد، والمعرفة تثمر المحبة والخوف والرجاء، والقناعة تثمر الرضاء، والذكر يثمر حياة القلب، والإيمان بالقدر يثمر التوكل .
مدارج السالكين
بعض الأقوال التي قيلت في الإخلاص: قيل: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء: أن يكون ظاهره خيراً من باطنه، والصدق في الإخلاص: أن يكون باطنه أعمر من ظاهره.
مدارج السالكين
من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق،ـ لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة،‏ إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همته بخدمته‏.‏
الفوائد
ما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء‏،‏ وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد‏.‏
الفوائد
حال القلوب إذا عرضت عليها الفتن قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها، كما يشرب الإسفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس وهو معنى (كالكوز مجخياً) أي مكبوباً منكوساً.
إغاثة اللهفان
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور، وهذا من أحسن التشبيه، فإن أبدانهـم قبور لقلوبهم، فقد ماتت قلوبهم وقُبرت في أبدانهم، فقال تعالى (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ).
إغاثة اللهفان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *