انتهت مسرحيات الاتحاد الأوربي بخصوص حزب إيران في لبنان بزعامة “سيد الإرهاب” حسن نصر الله، فصدق في هذه المهزلة القول الشائع: تمخض الجبل فولد فأراً!!
بعد مماحكات طويلة وتوزيع للأدوار مكشوف، قرر الاتحاد الأوربي في النهاية وضع “الجناح العسكري لحزب الله اللبناني” على القائمة الأوربية للإرهاب!!
والسؤال المسكوت عنه يقول: كيف يمكن دهاقنة أوربا تحديد الجناح العسكري من السياسي، في حزب ليس سوى فرقة موت هائلة، تتبع علانيةً كاهناً في طهران يشبه كثيراً قسس الغرب الذين أطاحت بهم ثورات متتالية هناك، إذ كانوا في القرون الوسطى يزعمون العصمة لأنفسهم، ويُكْرِهون الناس على طاعتهم طاعة عمياء، فهم يفترون على الله الكذب فقد كانوا يدَّعون التفويض من الله لفرض أهوائهم على عباده!!
الأوربيون لن يجيبوا عن سؤال كهذا، لأنهم فعلوا فعلتهم وهم مدركون ماهيتها، فهم ليسوا مجموعة من الجهلة، ولا يقبعون في أدغال نائية ولا في جزر غير متصلة بالبشر..
وهم لن يجيبوا عن سؤال آخر ذي صلة: كيف انتظروا سنوات وسنوات حتى استجابوا لـ”ضغوط أمريكا” عليهم لكي يقلدوها في اتهام حزب اللات بالإرهاب؟ أم أن الضغط الأمريكي لم يكن إلا فقاعة دعائية لا أكثر، مثلما تدل عليه سياقات السياسة الأمريكية وعلاقتها الإملائية مع أوربا؟
وأين السحر اليهودي الذي يفرض ما يشتهي على السيد الأمريكي وعلى التابع الأوربي؟
ولا يتجلى المكر الأوربي المفضوح إلا بقراءة التاريخ القريب الماثل أمام أعين الناس كافة.
يقول هذا التأريخ المعيش: إنه بتاريخ 25/9/2003م وضع الاتحاد الأوربي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلها والجمعيات الخيرية الفلسطينية التي شك الغرب في صلتها بحماس وضع الجميع على قائمة الإرهاب بعد 36 يوماً فقط من قرار أمريكي مماثل!!-22/8/2003-.
أما كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- فكانت على قائمة الإرهاب الأوربية منذ 2001م، وكأنها شريكة لتنظيم القاعدة في تنفيذ تفجيرات نيويورك وواشنطن!! وهو ما لم يجرؤ على افترائه غلاة الصهاينة أنفسهم!!
فإذا تذكرنا أن حماس لم تنفذ عملية مسلحة خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة أبداً منذ تأسيسها حتى الآن، بينما يعلم الغرب كله ضلوع حزب اللات بجرائم في البلدان العربية وسيطرته على لبنان، وفي أوربا لديهم تقارير غربية موثقة عن ولوغ الحزب الرافضي القذر في دنيا المخدرات زراعةً وتجارةً..
وإذا اعتبرنا الاتحاد الأوربي من أتباع ولاية الفقيه ولذلك لا يرى غضاضة في غزو الحزب للأراضي السورية، ولا في مشاركته نيرون الشام في قتل المدنيين السوريين على الهوية.. فإن كل ذلك يحمل أسئلة تفضح الطرفين معاً: الغرب المنافق سياسياً والمجوسية الجديدة المنافقة دينياً وسياسياً!!
فأين حالة حماس وحالة ميليشيا خامنئي الإجرامية في لبنان؟
قد كررنا القول منذ سنوات عن تحالف صهيوني صليبي صفوي ضد أهل الإسلام، وقدمنا بين يدي ادعائنا عشرات البراهين الناصعة من الماضي بعيده وقريبه، فكان بعض المغرر بهم يرموننا بالشطط.. وجاءت الأيام وبخاصة منذ اندلاع الثورة السورية لتضع الحقيقة عارية أمام كل ذي بصر..
وها هم الأوربيون يزودوننا بدليل إضافي، يشهد لما يلمسه الجميع فوق أرض الواقع.
ولعل من الواجب هنا، استحضار تسريبات أوربية عن طلب واشنطن وتل أبيب من الأوربيين ألا يضعوا الجناح العسكري لحزب اللات على قوائمهم للإرهاب، لأن من شأن ذلك المساس بأمن لبنان ومصالح أمريكا والكيان اليهودي على حد سواء!!