القول الوردي في ترجمة العلامة محمد الجردي عمر بن أحمد البيضاوي الازرزري

هو شيخنا العلامة الفقيه الأصولي أبو عبد الرحمان محمد السعيدي الجردي ولد سنة 1361هـ الموافق 1940م بقبيلة أنجرة بمدشر يسمى الجردة إقليم تطوان سابقا.
حفظ القرآن صغيرا على الشيخ حمانو، ثم بعد حفظ القرآن وضبطه برسمه على طريقة المغاربة، درس الآجرومية في النحو، وميارة شرح منظومة ابن عاشر في الفقه، وعلم المواريث من مختصر خليل بشرح الخرشي، وألفية ابن مالك بشرح المكودي على الفقيه محمد بن شامة.
ثم انتقل إلى الفقيه عبد المجيد أزميزم فدرس ألفية ابن مالك بشرح المكودي أيضا ثلاث مرات بقرية تدعى فدان شابو، وشرح نظم ابن عاشر وعلم المواريث والمنطق ومصطلح الحديث والعروض والبلاغة والمقدمة الجزرية ومقدمة أم البراهين في عقيدة الأشعري. وما كان يدرس في المدارس العتيقة في العقيدة وقتها إلا معتقد الأشاعرة.
ثم انتقل حفظه الله تعالى إلى مدينة طنجة سنة 1960م فدرس على الشيخ الحاج عبد الله بن عبد الصادق مختصر خليل بشرح الدردير، وألفية ابن مالك بشرح المكودي، والموضح لابن هشام على ألفية ابن مالك، والسيرة النبوية، وبعض الأجزاء من تفسير الجلالين، والرسالة لابن أبي زيد القيرواني.
ودرس على الشيخ الأديب محمد بن عجيبة الأستاذ بكلية أصول الدين بتطوان سابقا، والقاضي المبرز تحفة ابن عاصم بشرح التودي، والبلاغة الواضحة، والجوهر المكنون في علوم البلاغة، وعلم العروض، ونخبة الفكر للحافظ ابن حجر، وجمع الجوامع للسبكي بشرح المحلي، وأصول الفقه لخلاف ومفتاح الوصول.
ودرس على الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الصمد كنون الفاسي (ت1409هـ) بمدينة طنجة، أبوابا من علوم البلاغة وشرحه على مقصورة المكودي، ودرس على الشيخ عبد الحي بن الصديق الغماري أبوابا من ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل، والورقات لإمام الحرمين الجويني.
ودرس على الشيخ العلامة الأصولي محمد الزمزمي بن الصديق الغماري السلفي (ت1408هـ) بعد ظهر يوم الجمعة، -الذي كان أفضل إخوته عند الشيخ لتمسكه بالسنة غالبا ودفاعه عنها وسلامة معتقده في توحيد الألوهية خلافا لإخوته كلهم- مقدمة جمع الجوامع لابن السبكي، وبعضا من كتاب المستصفى للغزالي، والسلم في المنطق بشرح قدورة، وبعضا من سبل السلام للصنعاني، والتفسير والسيرة النبوية، ودرس على الشيخ حسن بن الصديق الغماري شيئا من مقدمة جمع الجوامع للسبكي وتفسير النسفي.
ذكر نجله البكر عبد الباري الزمزمي -هداه الله- في «جريدة المساء المغربية» (العدد 2019/ ص.24) الصادر يوم الجمعة 10 جمادى الأولى 1434هـ/22 مارس 2013 ميلادية «سمي بذلك لأن والدته كانت تشرب ماء زمزم ليثبت حملها به..».
وقال أستاذنا الدكتور بدر بن عبد الإله العمراني الطنجي -حفظه الله ونفع به- في ترجمته له والمعنونة بـ(ترجمة العلامة محمد بن الصديق الزمزمي) أنه: «سمي بذلك لأن أمه كانت تشرب ماء زمزم وهي حامل به .«
قلت: ولا تعارض بين القولين ويمكن الجمع بينهما بقولنا كانت تشرب ماء زمزم وهي حامل ليثبت حملها به والله أعلم.
إن الواقف على سيرة الشيخ التكوينية التحصيلية ليعجب من منهجه وعقيدته اللذين عرف بهما خلال تفرغه للدعوة إلى الله وتدريسه للطلاب العلوم الشرعية التي حصلها، إذ كيف يكون سلفيا من درس على من ذكرنا من مشايخ الشيخ الذين لم يكونوا سلفيين بل منهم من يعادي الدعوة السلفية المباركة ويحاربها وأهلها بالقلم واللسان وهم الأسرة الغمارية(1) وإن كانت ذات علم ومعرفة فقد كانت تعادي الحقائق وتتنكر لها وكتبهم خير دليل على ذلك.
والذي يهمنا من هذه الإشارة هو لفت النظر إلى العناية السابقة من الله جل وعلا بشيخنا أبي عبد الرحمن السعيدي -حفظه الباري- حيث ألهمه الله السير على المسلك الصحيح مسلك أهل السنة والجماعة بفهم السلف الصالح وذلك بأن حبب إليه قراءة كتب شيوخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي -رحم الله الجميع- التي أنارت له الطريق وأبانت له السبيل فوجد انشراح الصدر وطمأنينة النفس لتلك الحقائق الشرعية العقدية التي لا تصادم العقل، ولا تناقض النقل، فصدع بالحق في وجوه منكريه، ونشر عقيدة التوحيد بأقسامه على فهم الصحابة والتابعين وتابعيهم بين الناس في دروسه وخطبه ومواعظه، رغم كثرة المخالفين والطاعنين حتى رفع علم السلفية على ربوع شمال المغرب خفاقا. وأقبل الناس على تعلم معتقد السلف الصالح رضي الله عنهم إقبالا عجيبا لم يسبق له نظير في شمال المغرب، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
لقد زاول الشيخ خطبة الجمعة وتدريس طلبة العلم والوعظ والإرشاد ما يقرب من خمسين سنة ولا زال حتى الآن يقوم بالوعظ والإرشاد في عدة مساجد ويدرس طلبة العلم في عدة مدارس عتيقة.
وقد قام بتدريس عدة كتب في مختلف العلوم حيث درس ألفية بن مالك عدة مرات بشرح المكودي وشرح ابن عقيل، ودرس العقيدة الطحاوية بشرح ابن أبي العز الحنفي عدة مرات، وكذا بتعليقات الشيخ المحدث الألباني، ودرس العقيدة الواسطية لابن تيمية مرات عديدة، وكتاب التوحيد لابن عبد الوهاب التميمي عدة مرات.
وقام بتدريس جمع الجوامع لابن السبكي بشرح المحلي وختمه مرات، وشرح تحفة ابن عاصم كاملا مرات، والزقاقية بشرح المكودي، وشرح البناني على السلم، وعلم المواريث من مختصر خليل، والسيرة النبوية ومصطلح الحديث، ودرس أصول الفقه لخلاف وأبي زهرة، ومفتاح الوصول ونثر الورود على مراقي السعود للشنقيطي، والموطأ بشرح الزرقاني وطرفا مهما من صحيح البخاري بشرحه فتح الباري للحافظ ابن حجر، ودرس نيل الأوطار للشوكاني مرتين وسبل السلام للصنعاني، وفقه السنة للسيد سابق.
وقام بتدريس التفسير وختمه أكثر من خمس مرات بعدة تفاسير، وهو الآن يقوم بتدريس تفسير ابن عطية، ومختصر خليل بشرح الدردير، والإلماع للقاضي عياض
تابع في العدد القادم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- وقد رددت عليهم في مقال مجمل بعنوان دعاة على أبواب جهنم (آل الصديق أنموذجا) واستثنيت منهم العلامة الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الطنجي الغماري رحمه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *