لازال سكان غزة يقدمون دروسا عظيمة للعالم أجمع..
ولا زال هذا الشعب المحاصر المضطهد يثبت أن للنصر معايير أخرى، وللثبات مفاهيم كبرى..
أهل غزة لم يقهرهم التجويع ولا الحصار ولا التآمر والتواطؤ الداخلي والخارجي حول القضية الفلسطينية، بل على العكس من ذلك فكلما اشتدت الأزمات وازدادت المعاناة وتعددت المؤامرات، كلما اشتد عود المقاومة الغزاوية وقويت شوكتها، وأثبت أهل غزة للعالم أجمع حقيقة الشعارات التي تسوق دوليا على أوسع نطاق، أنها لم توضع إلا لخدمة جنس معين من بني البشر فقط.
فعلى مدار الأيام الماضية عاش العالم أجمع من جديد مسلسل رعب من الدرجة الأولى، ساحته قطاع غزة ذو 45 كلم2، قصف يتعاقب بالليل والنهار، من البر والبحر والجو، طائرات استطلاع وأخرى حربية ودبابات وبوارج، وأسلحة محرمة دوليا، كل هذه الترسانة الحربية المتطورة سخرت للإجهاز على شعب ضرب عليه الحصار وأغلقت أمامه جميع المنافذ حتى تحت الأرض.
لكن مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «نافي بيلاي» كان لها رأي آخر حول العدوان الصهيوني الأخير، وحول مئات القتلى وآلاف الجرحى حيث صرحت في ظل العدوان: «هناك شكوك حول استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في غزة»!
وبعيدا عن هذا التصريح السخيف؛ يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن (معايير النصر والهزيمة في الحروب لا تقاس أبدا بالخسائر البشرية والمادية، وإنما تقاس بتحقيق الأهداف المسطرة قبل الحرب، وتمكن المنتصر من فرض شروطه والواقع السياسي الذي يريده، فإذا استطاع أحد أطراف الصراع أن يحدث واقعا سياسيا جديدا على الأرض أو يحافظ على وضع سياسي قائم فهو منتصر بغض النظر عن نسبة خسائره من الأرواح والممتلكات).
وحتى نجلي الصورة حول العدوان الهمجي للصهاينة على مسلمي غزة، وردود الفعل بخصوص هذه القضية ارتأينا فتح هذا الملف.