إعداد الملف: نبيل غزال مصطفى الحسناوي لماذا اخترنا الملف؟

أصبحت أيامنا كلها مناسبات لتذكر نكبة أو نكسة أو سقوط أو تفتت أو احتلال أو هزيمة أو انكسار، ذكرى أخرى ودعناها قبل أيام وطوينا صفحتها في انتظار عودتها العام المقبل، إنها ذكرى سقوط الأندلس، التي حلت مع حلول السنة الجديدة، ففي الوقت الذي احتفل العالم الغربي بميلاد يسوعه، احتفلت معه أمتنا في تقليد غبي خارج السياق التاريخي والديني والثقافي، بالتزامن مع سقوط دولة عمرت ثمانية قرون، يحتفل المسلمون دون أن يحس الواحد منهم بوخز ضمير أو عقدة نقص، يحتفل مع جلاده ومن سطا على خيرات بلاده وقتل أجداده.
قد يقول متعالم من المتعالمين العلمانيين إن كنا غير معنيين بالاحتفال برأس السنة، فإننا غير معنيين بالأندلس وسقوطها، فأجيب أن الأندلس كانت امتدادا تاريخيا وحضاريا وثقافيا ودينيا للمغرب، وإلى جانب هذا الامتداد فإن الأندلس تعتبر فترة مضيئة في تاريخ العرب والمسلمين، وسط ظلام أوروبي صليبي دامس، وفردوسا وسط جحيم لافح، وواحة وسط صحراء من الجهل والتخلف قاحلة، منارا للإسلام والعروبة والعلم والحضارة داخل القارة الأوربية عدة قرون.
في هذا الملف اخترنا أن نسلط الضوء على تلك الحقبة من التواجد المغربي الأمازيغي والعربي في الأندلس، وعن دور المغاربة في صنع جزء من التاريخ الإسباني، ومساهمتهم في بناء جزء من حضارة لا تزال معالمها قائمة، ملفنا جاء بالتزامن مع الذكرى 521 لفقد المسلمين لفردوسهم وواحتهم داخل الأراضي الأوربية النصرانية، إحياء لتلك الأمجاد واستحضارا لمنجزات الأجداد، حنين ووفاء وذكرى وعبرة.

إعداد: مصطفى الحسناوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *