اعتبر الكاتب الصحفي الطاهر إبراهيم أن إيران آخر من يحق له أن يتألم لما أصاب الحجاج في تدافع منى هذا العام؛ لأنها اعتدت على حرمة الحج عدوانا صارخا أكثر من مرة.
وفي مقال كتبه بموقع العصر بعنوان “لماذا تحمل طهران السعودية قتلى الحجيج وتنسي قتلي براميل بشار” ذكر أنه في حج عام 1987 حاول عشرات الآلاف من حجاج إيران القيام بمظاهرة ثم توجهوا نحو المسجد الحرام يريدون احتلاله وإفساد الحج على الحجاج.
وأضاف: استطاع الأمن السعودي التصدي لهم ومنعهم من الوصول إلى المسجد الحرام فقتل 402 شخصاً (275 من الإيرانيين، 85 من السعوديين، 42 حاجاً من بلدان أخرى). قبلها في حج 1407- 1986 ضبط الأمن السعودي في طائرات حجاج إيرانية حقائب للحجاج مخبأ في أسفل كل منها 2 كغ متفجرات TNT شديدة الانفجار، يمكن أن تسبب كارثة لحجاج ذلك العام.
وأشار إلى أن أسوأ حادثة تحصل في الحج ما جرى في نفق “الموت” في المعيصم عام 1990، فقد وضعت مجموعة خليجية شيعية غازات سامة في النفق الذي يعبره الحجاج، حيث مات أكثر من ثلاثة آلاف حاج أكثرهم من أندونيسيا وتركيا، وكان ذلك بمؤامرة من طهران.
ورأى الطاهر أن هذا غيض من فيض مما كانت تفعله إيران لإفساد الحج في مكة المكرمة والبيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، “ومن دخله كان آمنا”، تفعل إيران فيه ما رأينا.
وتابع: نسأل طهران التي لا تدخر وسعا في لوم المملكة العربية السعودية عن حوادث غير مقصودة، ماذا فعلت مع بشار أسد الذي لا يمر يوم إلا ويقصف البيوت والمخابز والمستشفيات بالبراميل العمياء التي تخلف وراءها أطفالا ونساء وشيوخا لم يستطيعوا ترك بيوتهم والنزوح إلى بيوت أخرى أكثر أمنا، أم إن دماء حجاج إيران -الذين نأسف لما حصل لهم- دماء، ودماء السوريين الذين تقتلهم براميل بشار أسد، ماء؟
وأكد أن طهران لا تستطيع أن تنكر مسئوليتها عما يحصل في سورية. وها هي تفاوض جبهة أحرار الشام لحماية جنودها وميليشيا حزب الله في بلدتي الفوعا وكفريا. بل وتفرض على بشار أسد أن يتوقف عن قصف إدلب وبلدات حولها كثمن للسماح لها بترحيل جرحاها من بلدتي الفوعا وكفريا. وعندما قصف بشار بلدة تفتناز وهي مشمولة بالاتفاق، قام جيش الفتح بقصف بلدتي الفوعا وكفريا، على مبدأ: العين بالعين.
وأضاف أن طهران التي اقتاتت على نكبات الفلسطينيين كذبا ورياء، ها هي تعرض نفسها على واشنطن كي تكون جزء من الحرب على إرهاب تنظيم الدولة “داعش”. فقد ثبت دعمها لهذا التنظيم، لكي يقتل من أهل السنة خلقا كثيرا، لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، أكثر مما يقتل من الشيعة.
وأردف: طهران كما بشار أسد هما وجهان لعملة واحدة اسمها الإرهاب. بقيت زمنا طويلا تعمل كداعم للإسلام باعتبارها دولة إسلامية. فلما قامت الثورة السورية نسيت هويتها التي رفعتها زورا وبهتانا. حاولت أن تقدم نفسها على أنها وسيط بين الثوار وبين بشار أسد، لكن الثوار رفضوها وسيطا واعتبروها عدوا لهم، بل داعما لبشار، وانكشف أمرها أكثر عندما دخل حزب الله الحرب في سورية إلى جانب بشار، فليس هناك فرق بين طهران وبين حسن نصر الله.