“ألم يلاحظ القائمون على القناة الثانية والحريصون على مواهب الشباب من الضياع, أن فتح باب المشاركة كان في نفس فترة الامتحانات عند مجموعة كبيرة من هؤلاء الشباب؟
ألم يكن من الواجب على القناة الثانية سؤال المغاربة عن رأيهم في إنفاق هذه الأموال الضخمة التي تمتصها ضريبة “ن. ف. س. ب. و” من جيوبهم بالرغم عن أنوفهم, على مثل هذه البرامج التافهة؟!
عشرات بل مئات من الشباب والشابات الذين قدموا من كل حدب وصوب, إلى استوديوهات القناة الثانية في المغرب (الدار البيضاء, الرباط, مراكش, أكادير, العيون, وجدة..).. ليس من أجل الاستماع إلى ندوة حول معاناة القاصرين من الانحراف الخلقي حتى تفشى فيهم داء السيدا.. أو من أجل المشاركة في أيام دراسية تساعدهم على الرفع من مستوياتهم الدراسية والثقافية الهزيلة.. إنما كان حضور هؤلاء الجماعات من الشباب إلى هذه الاستوديوهات من أجل المشاركة في برنامج “استوديو دوزيم” الذي خصصت له ولأمثاله من المهرجانات الموسيقية ميزانيات ضخمة قصد تضبيع الشباب المغربي المسكين والحيلولة دون أن تكون له اهتمامات بهويته ودينه.
لقد أبدت القناة الثانية همة عالية في البحث عن الحناجر والقدود فأطلقت قافلة استوديو دوزيم في دورتها الرابعة للبحث عمن تسميهم مواهب جديدة في كل أنحاء المغرب، في أوروبا وفي أمريكا الشمالية.
وشيدت أكبر استوديو في شمال إفريقيا للاحتفال بهم، فيا لها من همة!!
ألم يلاحظ القائمون على القناة الثانية والحريصون على مواهب الشباب من الضياع, أن فتح باب المشاركة كان في نفس فترة الامتحانات عند مجموعة كبيرة من هؤلاء الشباب؟
ولماذا لم تخصص القناة الثانية “استوديو” للعلم والعلماء فتستقطب النجباء من الطلبة وتكرمهم من أجل تشجيعهم وتشجيع غيرهم على الاجتهاد في الدراسة وصقل الشخصية علميا حتى تصير لنا نخب متميزة متمسكة بأحكام الإسلام حتى نضمن أنها لن تباع أو تشترى أو تقف ضد هويتها ودينها؟!
ألم يكن من الواجب على القناة الثانية سؤال المغاربة عن رأيهم في إنفاق هذه الأموال الضخمة التي تمتصها ضريبة “ن. ف. س. ب. و” من جيوبهم بالرغم عن أنوفهم, على مثل هذه البرامج التافهة؟!
أم يندرج هذا كما تم التصريح به في مناسبة سابقة من طرف بعض المسؤولين من كون الموسيقى والسينما أنجع الوسائل في قطع الطريق أمام المتطرفين لاستقطاب الشباب المغربي!!
وهل الجو المتفسخ الذي تشهده ردهات تلك الاستوديوهات من اختلاط وقبلات وعناق وفتيات كشفن من أجسادهن أكثر مما غطين, هو المناخ الشبابي الذي يريد العلمانيون والحداثيون نشره في المغرب؟!
إن هذا التنوع في البرامج الغنائية وهذه المهرجانات الكثيرة المنتشرة في ربوع المغرب, إنما هي وسائل لإشغال الرأي العام عن قضاياه الهامة, وتتفيه شبابه, وإشغال للمسلمين عن قضايا أمتهم.
ففي ظل الاحتلال الصهيوني للقدس السليبة وفلسطين الجريحة, وشراسة عدوان المستعمر في العراق, وتصاعد العدوان الغربي والعلماني في محاربته للقيم والمقدسات الإسلامية, يحرص العاملون في القناة الثانية وإخوانهم المسؤولون عن المهرجانات استقطاب آلاف الزائرين للمشاركة في فعاليات المهرجانات الغنائية والسينمائية!!