أكد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن التوتر الحالي بمنطقة الكركرات، -توجد بين الجدار الرملي الذي أقامه المغرب والحدود الموريتانية- ليس وليد اليوم، ففي شهر غشت الماضي، “لاحظنا أن هناك نوعا من التماس العسكري بين المغرب وقوات البوليساريو، والذي جاء نتيجة لعمليات تقوم بها الأخيرة قبيل تقديم المغرب لطلبه للعودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي”.
وأضاف الحسيني قائلا “كان هناك نوع من الاستفزاز من أجل التشويش على عملية العودة”، مبينا أن “هذه العمليات الاستفزازية التي استمرت هي التي دفعت العاهل المغربي إلى مخاطبة الأمين العام الجديد، والذي لاحظنا أنه استجاب بكيفية سريعة للطلب المغربي، بحيث وجه عناية الطرفين معا، إلى ضرورة الانسحاب من هذه المنطقة العازلة”.
وذكر الحسيني، في تحليل إخباري قدمه لقناة “ميدي1″، أن هذه المنطقة تشكل ضمانا لاستمرار الاستقرار والأمن وحماية الوضع القائم، خاصة وأنه ثبت لدى الأمم المتحدة نفسها، أن البوليساريو أصبحت تذهب بعيدا في توجهها هذا، بوضع نقط مراقبة لمنع بعض الشاحنات والسيارات من المرور في الطريق العادي، وهذه الأشياء كانت ستهدد المنطقة بحرب.
“المغرب في اتجاه أكثر وضوحا قرر أن ينسحب من جانب واحد من مجموع المنطقة العازلة”، يؤكد الأستاذ الجامعي، مشددا على أن “المشكلة تبقى الآن مرتبطة بما إذا كانت البوليساريو ستنسحب أم لا، وكما قال الأمين العام ليس من حق البوليساريو أن تهدد الوضع القائم”.
وتابع الحسيني أن “السؤال الذي يُطرح الآن، هو ما إن كانت قوات المينورسو ستمارس فعلا مهمتها المتمثلة في وقف إطلاق النار، بما في ذلك، منع أي تسربات من طرف مرتزقة البوليساريو نحو هذه المنطقة العازلة التي يفترض أن تكون خالية من أي وجود عسكري أو غيره أم أنها ستتخذ موقفا آخر؟”.