عَادَاتٌ سَيّئَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَان.. عبدالواحد المسقاد

لقد شرع الله الصّيام لتحقيق الغاية العظمى وهي تقوى الله عز وجل، وتهذيب النفس وتزكيتها، وتربيتها على الصبر ومكارم الأخلاق من كَرمٍ وإحساس بالفقراء والمحتاجين؛ لكن بعض الناس لايدركون المغْزى من الصيام ولا يفقهون مقاصده العظيمة فيجنحون إلى ارتكاب أفعال وسلوكات تتنافى مع حُرمة هذا الشهر الفضيل، ومن العادات السيئة التي أَلِفْنا مشاهدتها طوال شهر رمضان، ودأب عليها الناس ما يلي:
كثرة النّزاعات والخُصومات:
ما أن يحلّ هذا الشّهر الكريم، إلا وتعْلوا أصوات الصّخب والسِّباب والشّتم وسرعة الغضب والطيش في نهار رمضان، مع أن المفترض أن يهذّب الصوم أخلاق الصّائم، ويضبط مشاعره وانفعالاته متمثلاً قول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (الصّوم جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ، أو شاتمه، فليقل: إني صائم) رواه البخاري ومسلم.
التّبذيرُ في الطّعام والإقبال بِنهَمٍ عليه
يلاحظ خلال شهر رمضان الإفراط في تناول الطعام وتبذيره والإقبال بِشَره ونهَم على مختلف المأكولات وأماكن بيعها، والاستهلاك الغيرالمعقلن؛ فيفوق الطلب وتزداد حاجة الناس المُلحّة إلى ما لذّ وطاب من الطعام وتخْزينها، وهذا يخالف المقصد العظيم للصيام، الذي هو إشباع لرغبة الروح والبدن معاً، نعم يجب إشباع رغبات الجسم من الطعام والشراب ، لكن دون إفراط وإحساس زائد بالجشع.
كثْرة النّوم في نهار رمضان
من عادت الناس السيئة اتخاذُ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار وما يترتب عليه من ضياع للصلوات أو تأخيرها عن وقتها، والسّهر في الليل على ما يسخط الله ويغضبه من لهو ولعب ومشاهدة القنوات، فتضيع بذلك على الإنسان أشرف الأوقات فيما لا فائدة فيه، بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل.
تعْجيلُ السّحور
مما يلاحظ في هذا الشهر الكريم، تعجيل بعض الناس لوجبة السحور، وهذا يخالف الهدي النبوي في تأخير السحور؛ حيث أوصى رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بتعجيل الفطور وتأخير السحور، وحثّ على تناول وجبة السحور لما فيها من البركة والخير.
إقْبالٌ في بدايته على العمل الصالح، وفُتورٌ في أواخره
ما يلاحظ في أول الشهر من كثرة المصلّين والمقبلين على العبادة وقراءة القرآن، ثم لا يلبث أن يتسلّل الفتور إليهم فيخبوا هذا الحماس في آخر الشهر الذي يفترض أن يضاعف فيه الجهد لما للعشر الأواخر من مزية على غيرها.
ضياع الوقت في متابعة البرامج والمسلسلات التلفزية
إنّ تنظيم الوقت وتدبيره من علامات التفوّق وسر النجاح في الحياة، وخاصة في شهر رمضان، فهو شهر التزوّد بالقربات إلى الله تعالى، وكثير من الناس يغفلون هذا الأمر ويقبلون على تتبع مختلف البرامج والمسلسلات الرمضانية، إن الترفيه عن النفس في حدود الشرع أمر مطلوب، لبعْث الحيوية والنشاط في الجسم واستراحته من الإرهاق وحدّة التعب، لكن لا ينبغي أن تكون البرامج التلفزية سببا في ضياعنا للواجبات الشرعية وما أمرنا الله به، ففي الحياة ضروريات ومستحسنات، فالضروريات هي الأولى بفعلها والأجدر بالإسراع إلى إنجازها على الوجه الأكمل، بينما الكماليات والمستحسنات، تأتي عقب قيامنا بالواجبات الضرورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *