الصهيونية غير اليهودية والصهيونية العالمية لماذا اخترنا الملف؟

ما نعرفه اليوم جيدا أن الصهيونية هي تلك الحركة السياسية التي ظهرت أواخر القرن التاسع عشر الميلادي داخل التجمعات اليهودية في وسط وشرق أوروبا، لإيجاد دولة تنهي حالة التيه التي يعيشها اليهود حسب المعتقدات التلمودية، وتسمح بعودة الشعب اليهودي إلى الوطن أو الأرض الموعودة فلسطين.

لكن الذي لا ننتبه إليه هي تلك التقاطعات الموجودة بين الصهيونية وعدد من الحركات السياسية المتطرفة، سواء الموجودة في أوروبا أو أمريكا، خاصة ذات الأساس الديني كالصهيوينية المسيحية.

والصهيوينية المسيحية كتوجه يميني متطرف هي المعتقدات الصهيونية المنتشرة بين مسيحيين، بخاصة بين قيادات وأتباع كنائس بروتستانتية، تهدف إلى تأييد قيام دولة يهودية في فلسطين بوصفها حقاً تاريخياً ودينياً لليهود، ودعمها بشكل مباشر وغير مباشر، باعتبار أن عودة اليهود إلى الأرض الموعودة – فلسطين – هي برهان على صدق التوراة، وعلى اكتمال الزمان وعودة المسيح ثانية.

“ليس من الضرورى أن تكون يهوديا لكى تكون صهيونيا” هكذا عبر الرئيس الأمريكى الحالي جو بايدن، مراراً عن دعمه لدولة الاحتلال وإيمانا منه بالمشروع الصهيوني.

ولا يعد بايدن استثناء فى الثقافة الغربية التى تبنت أفكارا ورؤى صهيونية حتى قبل نشأة الحركة الصهيونية نفسها، فقد نظر البعض إلى مؤسس المذهب البروتستانتي والإصلاحي الشهير، مارتن لوثر، بوصفه صهيونيا، عندما كتب مؤلفه المسيح ولد يهوديا، حيث أكد فيه على مبدأين، فضل اليهود على المسيح والمسيحيين وضرورة احترامهم، وأن العهد الجديد ما هو إلا امتداد للعهد القديم والتراث اليهودى، مستشهدا بمقولات بولس الرسول وتعاليمه فى الإنجيل.

وتنويرا للرأي العام سنتطرق في هذا الملف لموضوع “الصهيونية غير اليهودية والصهيونية العالمية“.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *