وهو الاتفاق الذي وقعه ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الممثل القانوني للفلسطينيين مع “إسحاق رابين” رئيس وزراء الكيان الصهيوني برعاية “بل كلينتون” رئيس أمريكا في البيت الأبيض، وذلك يوم 27 ربيع الأول 1414هـ/ 13 شتنبر 1993م، وبموجب هذا الاتفاق اعترفت منظمة التحرير بالكيان الصهيوني رسميًا في مقابل أن يعطي الكيان الصهيوني منظمة التحرير حق الحكم الذاتي في غزة والضفة الغربية، على أن يتم في المرحلة الأولى فقط تسليم غزة ومدينة واحدة في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية هي مدينة أريحا.
على إثر ذلك اجتمعت الفصائل الفلسطينية المعارضة لهذا الاتفاق في دمشق، وأعلنت تيارًا فلسطينيًا معارضًا لمنظمة التحرير تشكل من حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وغيرها، هذا غير الاستنكار الشعبي العالمي لهذه الاتفاقية المشئومة، وأعلنت كافة الحركات الإسلامية على مستوى العالم إنكارها لهذه الاتفاقية، وظهرت فتاوى شرعية متعددة تحكم ببطلان هذه الاتفاقية.
الجدير بالذكر أن بنود هذه الاتفاقية شملت منتهى المهانة والخسران للقضية الفلسطينية، وأعلى مكاسب للكيان الصهيوني وذلك للأسباب التالية:
1- تمت إيقاف حركة الجهاد الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني وتكميم الانتفاضة، وإراحة الصهاينة من عنائها.
2ـ الاتفاقية تعترف بحق الكيان الصهيوني في 78% من أراضي فلسطين المحتلة، وبيع أراضي فلسطين لمحتلها.
3ـ الاتفاقية لم تحدد وضع القدس، والذي سبق وأن أعلن الكيان الصهيوني أنها عاصمته الأبدية.
4- الاتفاقية لم تحدد موقف اللاجئين الفلسطينيين وهم أكثر من خمسة ملايين لاجئ مشتتين في الأراضي، كما لم تحدد وضع المغتصبات أو المستوطنات الصهيونية.
5- الاتفاقية لم تنص على قيام دولة فلسطينية بالمعنى المعروف، إذ إن الحدود والأمن الخارجي بيد الكيان الصهيوني الذي يمنع الفلسطينيين من تشكيل جيش، ولا يمكنهم من امتلاك أي سلاح إلا بإذنه، بل الأعجب من هذا أنه من حق الكيان الصهيوني وفقًا لهذه الاتفاقية نقض أي تشريع يصدره البرلمان الفلسطيني إذا كان مناقضًا لمصالح “إسرائيل”، فعن أي دولة يتحدثون؟!
6ـ تنص الاتفاقية أن الضفة والقطاع أرض “إسرائيلية” يحكمها فلسطينيون حكمًا ذاتيًا.
7ـ ينص الاتفاق كذلك على إلزام السلطة الفلسطينية بقمع الانتفاضة ووقف أي عمليات مسلحة ضد اليهود، وبالتالي أصبحت السلطة خنجرًا بيد اليهود يطعنون بها المقاومة المشروعة(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مؤتمر الاستسلام، الشرق الأوسط ج4، القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2000م.