عن تميم الداري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدين النصيحة” قلنا: لمن؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم.
النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليست كلمة تقال، أو دعوى تدعى، ولا شعارات ترفع، أو هتافات ينادى بها، وإنما هي كلمة جامعة من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام لها علامات وأمارات وأعمال وأحوال تدل عليها، وقد بين العلماء رحمهم الله معنى هذه الكلمة العظيمة.
قال القرطبي رحمه الله: “والنصيحة لرسوله: التصديق بنبوته، والتزام طاعته في أمره ونهيه، وموالاة من والاه، ومعاداة من عاداه، وتوقيره ومحبته، ومحبة آل بيته، وتعظيمه وتعظيم سنته، وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها، والتفقه فيها، والذب عنها ونشرها، والدعاء إليها، والتخلق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم” الجامع لأحكام القرآن (8/206).
وقال النووي رحمه الله: “وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حياً وميتاً، ومعاداة عن عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها، وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه، ونحو ذلك” المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج(2/38).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “والنصيحة لرسوله تعظيمه، ونصره حيا وميتا، وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها، والاقتداء به في أقواله وأفعاله، ومحبته ومحبة أتباعه” الفتح (1/138).
بعد هذا البيان من هؤلاء الأعلام ليراجع كل منا نفسه، وينظر في أقواله وأفعاله وأحواله، وليسأل نفسه بصدق:
هل تحققت فينا حقا النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!