إن غرس البر في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم يتأتى باتخاذ مجموعة من التدابير والخطوات نذكر منها:
– ألا يحقر أحد الوالدين من شأن الآخر أمام الطفل فيقلَّ شأنه في نفسه، ويعتاد عدم احترامه، وألا يدع أحد منهم الطفل يقلل من شأن الوالد الآخر دون أن يزجره على ذلك.
– أن يتعود الطفل أن يذكر والديه عند الخطاب بألفاظ الاحترام، وينهاه أن ينادي أباه أو أمه باسمهما.
– ألا يحد النظر لوالديه، وخاصة عند الغضب.
– ألا يمشي الطفل أمام أحد والديه، ولكن يمشي بجانبه أو خلفه، ذكر أبو الليث السمرقندي في تفسير قوله تعالى: “وَصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفا” عنه صلى الله عليه وسلم قال: “المصاحبة بالمعروف أن يطعمهُما إذا جاعا، ويكسوهما إذا عريا”. ومن حقوقهما خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة، وإجابة دعوتهما، وامتثال أمرهما ما لم يكن معصية، والتكلم معهما باللين، وأن لا يدعوهما باسمهما، وأن يمشي خلفهما، وأن يدعو الله لهما بالمغفرة” . نظرة النعيم (3/779).
– إذا رأى أحد الوالدين يحمل شيئًا يسارع في حمله عنه، إذا كان حمله في مقدرته.
– إذا خاطب أحد الوالدين يخفض صوته، وإذا تحدث إليه أحدهما لا يقاطعه، ويستمع إليه حتى ينهي كلامه معه.
– إذا دخل على أحد والديه البيت أو الحجرة فيلقي عليه السلام، وإذا ألقى أحدهما السلام فيرد عليه وينظر إليه مرحبًا.
– إذا احتاج النداء على أحد والديه فلا يرفع صوته أكثر مما يسمعه، ولا ينادي عليه من بعيد إلا لحاجة، وعليه الذهاب إليه والاقتراب منه، إلا إذا تعذر عليه أو شق عليه ذلك.
– إذا أكل مع أحد والديه لا يبدأ الطعام قبله، وينتظره حتى يبدأ هو إلا إذا أذن له في ذلك.
– إذا جلس مع أحد والديه وأراد ترك المجلس للنوم أو لشيء آخر فعليه أن يستأذن.
– إذا أراد أحد والديه ارتداء ملابسه، أو حذاءه يحضره له، فإن فعل ذلك مع الوالدين فيه رضا الله، وهذا الأمر سيكون صعبًا إن لم يعود عليه الطفل منذ الصغر، وكذلك تقبيل اليد أو الرأس يكون صعبًا على النفس إن لم يعود عليه منذ الصغر.
– يدعو لهما وخاصة في الصلاة.
– ألا يدخل على أحد والديه إلا بعد الاستئذان، فإذا كان أحدهما نائمًا فلا يقلقه بحركة أو صوت، ولا يوقظه إلا لحاجة مهمة.
– يساعد والدته في الأعمال ولا يتأفف من طلباتها، ولا يأخذ شيئًا من الأطعمة أو غيرها إلا بإذنهما.
– إذا مرض أحدهما يلازمه ما استطاع ويقوم بخدمته ويحرص على راحته، ويتابع علاجه، ويكثر من الدعاء له بالشفاء.
– ويفضَّل أن يكون الطفل حافظًا لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توجب بر الوالدين وترهب من عقوقهما.
هذه ليست نصائح موجهة للطفل بل هي في المقام الأساس موجهة للآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم عليها ويلزموهم بها، ولا يتهاونوا في أدائها، ويأمروهم بتنفيذها معهم، ولا يظنن ظان أن الامتناع من الآباء عن إلزام الأطفال بذلك هو عطف وحنان، بل هي إساءة لهم كأبناء في المقام الأول، ثم إهانة للآباء في الختام.