تعريف الإجهاض عند أهل اللغة والشرع والطب

الإجهاض في اللغة: إلقاء الحمل ناقص الخلق، أو ناقص المدة سواء من المرأة أو غيرها. والإطلاق اللغوي يصدق سواء كان الإلقاء بفعل أم تلقائيا. وكثيراً ما يعبر علماء اللغة بمرادفاته كالإسقاط، والإلقاء، والطرح، والإملاص. (المصباح المنير 1/156، والقاموس المحيط 1/548).

وميز مجمع اللغة في المعجم الوسيط بين الإسقاط والإجهاض؛ فجعل الإجهاض خروج الجنين قبل الشهر الرابع، والإسقاط بين الشهر الرابع والشهر السابع، أما بعد ذلك فخروج الجنين يسمى ولادة. (انظر: رعاية الطفولة في الشريعة الإسلامية، أمين زغلول ص120).

والإجهاض شرعاً: هو: “إسقاط حمل المرأة بعد استقراره في رحمها سواء قبل التخلق أو بعده”. (انظر: شرح فتح القدير 2/495، وحاشية بجيرمي الخطيب 4/189).
وتستخدم كلمة إسقاط وإلقاء وإجهاض وطرح وإنزال في الكلام عن الإجهاض؛ إذ إن هذه الألفاظ متقاربة في المعنى. (انظر المرأة في المؤتمرات الدولية، رسالة دكتوراة لفؤاد العبد الكريم).

ويعرف الإجهاض في الطب بأنه: (خروج محتويات الحمل قبل عشرين أسبوعاً.. ويعتبر نزول محتويات الرحم في الفترة ما بين عشرين إلى ثمان وثلاثين أسبوعاً ولادة). (مشكلة الإجهاض دراسة طبية فقهية، محمد علي البار ص:10).
والأطباء يطلقون عليه اسم الطرح والإجهاض والإسقاط الإملاصي، وإن كانوا يقصرون لفظ الإملاص على ولادة الطفل الميت. (المجمع الطبي الموحد، إصدار اتحاد الأطباء العرب).
وينقسم الإجهاض عند الأطباء إلى نوعين:
النوع الأول: الإجهاض التلقائي، وهو الذي يحدث بدون سبب ظاهر ويحدث تلقائياً دون أن يقوم شخص ما بإحداثه، وله أسباب عديدة نتيجة خلل في البويضة الملقحة بسبب خلل في الصبغيات ” الكروموسومات”، أو نتيجة وجود خلل في جهاز المرأة التناسلي مثل عيوب خلقية في الرحم، أو نتيجة أمراض عامة في الأم مثل مرض البول السكري والزهري، وأمراض الكلى، أو نقص هرمون البروجسترون لدى الأم.
ويحدث هذا الإجهاض عادة في فترة مبكرة من الحمل.
والمقصود بالإجهاض التلقائي أو الطبيعي خروج الجنين من الرحم لعدم قدرته على النمو والاستمرار لأسباب طبيعية بحتة. (انظر: رعاية الطفولة في الشريعة الإسلامية، ومشكلة الإجهاض لمحمد علي البار).

النوع الثاني : الإجهاض الجنائي أو الإجهاض المحدث أو الإجهاض الاجتماعي، وهو الذي يعود لأسباب خارجة عن نمو الجنين نفسه واستمراره في الرحم، حيث يعود لأسباب خارجية أي بفعل فاعل. وهذا الإجهاض قد يتم خطأً، وقد يتم عمداً وعدواناً لغرض الاستفادة من الجنين، وقد يكون للاعتداء عليه وعلى أمه بسبب الفقر أو خوف الفضيحة نتيجة الزنى. (انظر: الانفجار السكاني للدكتور محمد علي البار ص:57).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *