أبو العباس أحمد الونشريسي (834-914هـ/1430 – 1508 م)

مواقفه رحمه الله من البدع والمحدثات 

قال رحمه الله في المعيار المعرب 2/489 معددا البدع: ومنها اتخاذ طعام معلوم في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض المواسم.
ونقل في المعيار كذلك قول الشيخ الحافظ أبو العباس أحمد بن قاسم القباب من أيمة فاس عن حكم الدعاء إثر الصلاة حيث قال: الحمد لله الذي عندي ما عند أهل العلم في ذلك من أن ذلك بدعة قبيحة. ولو لم يتق منها إلا هذا الواقع من أن من ترك ذلك يرى أنه أتى منكرا وينهى عنه، وذلك من علامة الساعة أن يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا. المعيار 1/283.
وأورد جوابه عن الدعاء عند ختم القرآن الذي قال فيه لا أرى أن يدعو ولا نعلمه من عمل الناس. المعيار 1/284.
كما أورد حكم صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من رجب وأنها بدعة قبيحة منكرة أشد الإنكار، مشتملة على منكرات، فتعين تركها والإعراض عنها، وإنكارها على فاعلها، وعلى ولي الأمر وفقه الله تعالى منع الناس منع من فعلها فإنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته، وقد صنف العلماء كتبا في إنكارها وذمها وتسفيه فاعلها، ولا يغتر بكثرة الفاعلين لها في كثير من البلدان. المعيار 1/300.
كما أورد حكم الجهر على صوت واحد أمام الجنازة بالتهليل والتصلية والتبشير والتنذير ونحو ذلك وقال المفتي أن السنة في اتباع الجنائز الصمت والتفكر والاعتبار1/313.
كما تطرق رحمه الله إلى تعريف حقيقة البدعة وأقسام البدعة، انظر المعيار 1/352-361.
قال رحمه الله تحت فصل: بدعة النداء إلى الإنصات قبل خطبة الجمعة كانت في تلمسان لا في فاس: “ومنها قول بعض الناس ما احدث من النداء عند إرادة الخطيب أن يخطب بقوله. روى مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت” أنصتوا رحمكم الله، قال ابن الحاج والعجيب من بعض الناس أنهم ينكرون على مالك رحمه الله تعالى أخذه بعمل أهل المدينة واستحسنوا هذا الفعل واحتجوا على صحته بأنه من عمل أهل الشام وعادتهم المستمرة انتهى. واستمر عمل تلمسان على رواية هذا الأثر واستمر عمل فاس على تركه وهو الصواب إن شاء الله”. المعيار 2/485.
وأورد رحمه الله فصلا تحت عنوان: بدعة اتخاذ طعام معلوم في بعض المواسم: ومنها اتخاذ طعام معلوم في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض المواسم قال ابن الحاج: ولم يكن في عاشوراء لمن مضى طعام ملعوم لا بد من فعله، وقد كان بعض العلماء يتركون النفقة فيه قصدا لينبهوا على أن النفقة فيه ليست بواجبة، ولم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير واغتنام فضيلتها لا بالمأكولات. المعيار 2/489.
إلى غير هذه المواقف التي سطرها في كتبه أو أوردها عن غيره من العلماء.
وفاته رحمه الله
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء موفى عشرين من صفر سنة 914 هـ، وقد ناف عن 80 عاما بمدينة فاس ودفن بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *