اسم الله العزيز الحلقة الواحدة والعشرون ناصر عبد الغفور

من أسماء الله تعالى “العزيز” وهو من الأسماء الأكثر ذكرا في القرآن: قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ”، وقال جل شأنه: “قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”، وقال سبحانه: “وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ”، وفي السنة عن عائشة رضي الله عنها قالت عنه صلى الله عليه وسلم: “كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض العزيز الغفار” صحيح الجامع..

المعنى اللغوي:
العز في الأصل القوة والشدة والغلبة والحمية والأنفة . والعز والعزة – كذلك- الرفعة والامتناع،
والعز ضد الذل.
وعزَّ فلان -بالفتح- فهو عزيز: أي قوي بعد ذلة وبرئ من الذل، ورجل عزيز من قوم أعزة وأعزاء وعزاز.
وكذلك رجل عزيز منيع لا يذل ولا يقهر.
وتعزز الرجل صار عزيزا وهو يعتز بفلان واعتز به وتعزز تشرف وعدّ نفسه عزيزا به.
وعززه: شدده وقواه ومنه قوله جل في علاه: “فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ” : أي قوينا وشددنا، وكذا عزه: غلبه ، ومنه قوله تعالى: “وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ” أي غلبني في القول.
ومن معاني العزة القلة والنفاسة، يقال عز الشيء يعز – بكسر العين- عزا وعزة وعزازة إذا قل لا يكاد يوجد فهو عزيز .
إذن فالعزيز لغة له عدة معان: القوي الشديد، والغالب القاهر والمنيع أو الممتنع، والنفيس النادر، وهذه المعاني بحسب حركات الفعل: فعز يعَز بفتح العين إذا اشتد وقوي ، وعز يعُز بضم العين إذا غلب وقهر، وبكسرها إذا قل وندر وكذا إذا امتنع ممن يرومه ..
معنى العزيز في حق الله تعالى:
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: “عزيز في بطشه إذا بطش بمن بطش من الجبابرة والمتكبرة الذين خالفوا أمره وعصوا رسله وعبدوا غيره، وفي نقمته حتى ينتقم منه”.
وقال في موضع آخر: “عزيز في سلطانه لا يمنعه مانع ممن أراد عذابه منهم، ولا يحول بينه وبينه حائل، ولا يستطيع أن يعانده فيه أحد” .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى: (“وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”: أي عزيز لا يغلبه شيء ولا يمتنع منه شيء وما شاء كان بلا ممانع لأنه العظيم القاهر لكل شيء).
وقال في موضع آخر: “العزيز: الذي قد عز كل شيء، فقهره وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه” .
وقال الإمام الشوكاني: عند تفسير قوله تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ” القادر الغالب الذي لا يعجزه شيء، وقال في موضع آخر: “العزيز: القاهر الغالب” .
وقال الإمام القرطبي: “العزيز: معناه المنيع الذي لا ينال ولا يغالب”.
وقال ابن كيسان: معناه الذي لا يعجزه شيء، دليله: “وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض”، وقال الكسائي: “العزيز”: الغالب، ومنه قوله تعالى: “وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ” …
قال الحليمي: “معناه الذي لا يوصل إليه ولا يمكن إدخال مكروه إليه، فإن العزيز في لسان العرب من العزة وهي الصلابة” .
وقال الواحدي: “عزيز: لا يمتنع عليه ما يريد” .
وقال البيضاوي: “عزيز: لا يعجز عما يريد، وقال في موضع آخر: العزيز: الذي لا يغلب إذا عاقب” .
وقال صاحب التحرير والتنوير: “العزيز: القوي لأن العزة في كلام العرب القوة “لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ”..، فبين أن الله عزيز أي قوي لا يعجزه أحد.
وقال في موضع آخر: “عزيز: لا يكرهه أحد على العدول عن مراده” .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (العزيز: الذي لا يُغلب، فما من جموع ولا أجناد ولا قوة إلا وهي ذليلة أمام عزة الله، ذلت لعزته الصعاب، ولانت لقوته الشدائد الصلاب.. “كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *