أسبوعية السبيل حوار مع الدكتور المغراوي

س: بادئا نرحب بفضيلتكم في بلدكم المغرب ونقول لكم عودا حميدا

ج: جزاكم الله خيرا، وأنا بدوري أشكركم على استضافتي في هذا المنبر الصحافي الحر والمسؤول.
س: نود أولا أن نعرف الأسباب الحقيقية لرجوعكم في هذا الوقت؟
ج: رجعت لسببين رئيسين:
الأول: الرغبة في المشاركة الإيجابية والجادة في أوراش الإصلاح التي يشهدها المغرب على خلفية التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الإسلامي، والتي تفاعل معها المغرب من خلال خطاب الملك يوم 09 مارس، ومن خلال الحراك الشعبي المتزايد، مع إبداء امتعاضنا من محاولات الإجهاض التي يسعى فيها بعض سدنة الفساد.
والثاني: جزء من الأول؛ وهو تجديد المطالبة بإعادة فتح دور القرآن، هذا الفتح الذي نعتقد أنه سيمثل عربونا على صدق نوايا الإصلاح عند الدولة.
س: كيف تفسرون استمرار السلطات في إغلاق دور القرآن في مراكش مع أن 120 جمعية مدنية قدمت طلبا للوالي بفتحها؟
ج: دور القرآن معروفة لدى المراكشيين ومحترمة ومحبوبة؛ وقد أعطت هذا الانطباع من خلال عملها الجاد والإيجابي أزيد من ثلاثة عقود، فلا غرو أن يتَضَامن معها المجتمع المراكشي من خلال جمعياته المختلفة، وهذا المطلب الجمعوي الكبير يلزم السلطات بتصحيح الخطأ والاستجابة لهذا النداء الوازن، وسبب التأخر عن أداء هذا الواجب أفسره بوجود عناصر في الدولة تعادي دور القرآن خاصة ومشروع الإصلاح عامة ولا تزال تحمل فكر وممارسات الفساد والاستبداد والإقصاء، ولا أستبعد أن تكون مدعومة من جهات خارجية.
س: نلاحظ أن بعض الصحف تصر على وصفكم بصاحب فتوى زواج بنت التسع فما تعليقكم على ذلك؟
ج: هذه الفتوى المزعومة شجرة يراد لها أن تغطي غابة، وهو شيء مستحيل؛ قضيتنا نحن هي قضية الإصلاح بكل أنواعه، العقدي والأخلاقي والسياسي والإداري والمالي، وقضيتنا هي قضية دور القرآن التي تعد من أهم روافد الإصلاح المذكور، أما بنت التسع فلم نزوجها في يوم من الأيام، ولم يثبت أننا دعونا إلى تزويج بنت التسع لا في أسرتنا ولا في الفتيات المستفيدات من أنشطة جمعيتنا، ولعل من توضيح الواضحات بيان أن الفتاة العاجزة عن الزواج لا يشرع تزويجها، سواء كان العجز جسديا أو معنويا، وما أخذ علينا تفسير علمي وليس فتوى عملية، وقد سئمنا من تكرار هذا الكلام.
والذي ينبغي أن يفتح حوله النقاش اليوم هو زنا الصغيرات؛ لأنه تفشى بشكل كبير وأضحى ظاهرة تهدد الأعراض، أما الزواج فنعاني فيه من العنوسة، وليس من زواج الصغيرات.
س: ما هي رؤيتكم للتعديلات الدستورية الجارية الآن؟
ج: أولا نسجل استنكارنا تغييب العلماء العاملين من اللجنة المكلفة بالتعديلات الدستورية، كما نلاحظ هيمنة توجه إيديولوجي معين على أعضاء هذه اللجنة.
أما مطالبنا في التعديلات فتتعلق بشكل أساسي بالفصلين 6 و19 و106؛ فندعوا إلى تفعيل الفصلين 6 و106 بالخروج بهما من العموم والطابع النظري الذي يغلب عليهما إلى مزيد من التفعيل والتطبيق لمقتضياتهما، بإرجاع الاعتبار إلى الشريعة الإسلامية، والتنصيص على أن انفتاحنا على المواثيق الدولية ينبغي أن يقيد بما لا يتعارض مع الشريعة؛ فهذا هو معنى إسلامية الدولة.
وأما الفصل 19 فندعو إلى وضع ضوابط لمؤسسة إمارة المؤمنين؛ تطلق الحرية للعلماء والدعاة الملتزمين باستقرار الأمة، ليبلغوا عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وترفع عنهم القيود والأغلال التي تعطل رسالتهم الإصلاحية في المجتمع.
س: أخيرا نود أن نسمع من فضيلتكم توجيها إلى أبنائكم وتلاميذكم.
ج: أدعو إخواني وأبنائي وكل مغربي حر إلى أن يتفاعلوا بإيجابية مع ما تعرفه البلد من محاولات إصلاح، ومن تخلف في الحرب ضد الفساد ولم ينصر الإصلاح سوف يكون مشاركا في تكريس الفساد والإفساد الذي تدافع عنه جهات وأفراد معروفون، فالواجب تلاحم الجميع من أجل إسقاط رموز وسياسات الفساد وبناء صرح الإصلاح الذي أمر الله به؛ فإن البلد بحاجة ماسة إلى مقومات الإصلاح من عدل وأمن روحي واستقامة وتوزيع عادل للثروة والعمل وكل خيرات البلاد.
س: نود أن نشير إلى أن إحدى الصحف نشرت أنكم رجعتم من السعودية برفقة شيخين وهابيين، فهل هذا صحيح؟
ج: (تبسم)؛ هذه شنشنة نعرفها من أخزم، وهذا لمز وهمز للتنفير والإثارة، ولم آت برفقة أي شيخ.
س: شكرا لكم فضيلة الشيخ.
ج: وأنتم شكر الله سعيكم ووفقكم لمزيد من النجاح والتألق في مسيرتكم المهنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *