الباحث الاجتماعي “عبد الصمد الديالمي” الهوس الجنسي.. في قالب اجتماعي ذ طارق الحمودي

على قناة “ميدي 1 تي في” وفي برنامج (بدون حرج) في حلقة بعنوان: (ماذا يلبس المغاربة؟) استدعي الباحث الاجتماعي المغربي العلماني عبد الصمد الديالمي مع آخرين، وقد استطاع هذا الرجل أن يستحوذ في هذه الحلقة على مجرى الجلسة بقلة أدب حوارية وحَيدَة عن موضوع الحلقة أحيانا ليجعلها منبرا للدعوة إلى العري النسبي! أو ربما المطلق لو كان استطاع ذلك!!

وأبدأ مع كلمة لأحد كبار علماء الاجتماع الإثنولوجي والمؤرخ أندريه لورْوا غوران المتوفى سنة 1986م قال فيها: (اللباس تعبير عن الكرامة ورمز للوظيفة الإنسانية).
وقد اعتبر اللباس حدثا تاريخيا مرورا باعتباره أول إنتاج ثقافي منذ أن بدأت الدراسات عن اللباس سنة 1860م. ولم يكن المتجردون لدراسته منذ ذلك الحين متخصصين اجتماعيين بالمعنى الدقيق.. إنما كانوا مجموعة من علماء الآثار والتاريخ..
ولا زالت هناك أبعاد مجهولة أو متجاهلة في الحديث عن اللباس يدل عليها وجود تساؤلات وإشكاليات تاريخية واجتماعية لا تزال قائمة بغير أجوبة علمية مقنعة، وقد أشار إلى بعضها (رولاند بارد/Roland Barthes) في مقال له بعنوان: (تاريخ وسوسيولوجية اللباس/HISTOIRE ET SOCIOLOGIE DU VÊTEMENT
وهذا العجز ليس قاصرا على مسألة اللباس، بل هي سمة لازمة لهذا العلم الجديد بمظهره الغربي وهو نفسه الذي ابتليت به بلاد المسلمين على يد المستغربين ومن أراد معرفة حقيقة علم الاجتماع الغربي فليقرأ الكتاب القوي: (اعترافات علماء الاجتماع) لعالم الاجتماع الكبير أحمد خضر صاحب الخبرة الطويلة في هذا العلم دراسة وتدريسا لأكثر من ثلاثين عاما.
وقد كان الديالمي مثالا واضحا لمستوى الاستغراب في العلوم الاجتماعية في بلادنا على كثرته، كما قال أستاذنا عالم الاجتماع الدكتور عبد الله الشارف في كتابه الرائع (الاستغراب في الفكر المغربي المعاصر/ص:144): (الاستغراب في الميدان الاجتماعي أضخم من أن يحاط به والمستغربون في هذا الباب يصعب عدهم).
والديالمي باحث اجتماعي مهووس بالحديث عن الجنس والجسد النسائي، ويكفي دلالة على ذلك أن اثنين من أهم كتبه: هما (المرأة والجنس في المغرب) و(السكن الجنس والإسلام).
حاول الرجل طوال مداخلاته في الحلقة وضع نفسه في مقابل الشرع.. وأبدى جهادا ظاهرا لمصادمته.
فذكر أن الفرج في حد ذاته ليس سوأة وليس عورة إنما جعلته بعض الأديان كذلك..!
وهذا دعوة صريحة إلى إفساد الفطرة والطعن في الحياء كيف لا يكون الفرج عورة وسوأة والله سماه كذلك؟ أهي الرغبة الدائمة في مصادمة الوحي، أم الجهل والمغامرة والجرأة وقلة الأدب مع الخالق!
وقد زعم أن كل المجتمعات انطلقت من العري الطبيعي إلى اللباس، وأن الأخذ باللباس الثقيل كان سمة المجتمعات (الوسطوية) ما قبل (الحداثية) وأن المجتمعات (الرأسمالية) (الحداثية) ترجع إلى (العري النسبي)..!
وأما عن تقييده لعودة الغرب للعري بـ(النسبية) فمحاولة لذر الرماد في العيون، فهو يعلم جيدا أن مآل هذه العودة مطلقة غير نسبية، ودليل ذلك هو مجتمعات العري في أمريكا وأوروبا، وليست شواطئ العرايا بخفي أمرها.
وقد كتبت مقالات وألفت كتب في ذلك.. لأنها -وبين يدي بعضها حين كتابة هذه السطور- في زعمهم ظاهرة اجتماعية بامتياز.
بل ذهب بعضهم إلى اعتبار التعري انتصارا عظيما -للإنسان الذي استطاع أن يرى نفسه عاريا- يعبر عن إعادة التناسق مع الطبيعة بجميع أشكالها كما في كتاب (العري واللباس/Le nu et le vêtement) لـلباحث الاجتماعي المهووس بالكتابة عن الجسد والعري (مــارك ألان/Marc-Alain) صاحب كتاب: (الحياة عاريا).
وتعجب كثيرا من هذا الاهتمام الكبير لعلماء الاجتماع العلمانيين بالجسد وعريه، ومن ذلك أن تعجب من كتاب ألفه (جون كلود هوفمان) صاحب الشاربين الكبيرين سماه: (جسد المرأة، نظرات الرجال، وسوسيولوجية الثدي العاري) (Corps de femmes، regards d’hômmes. Sociologie des seins nus)!!!
عجيب أن يكون للثدي العاري أيضا حظه من الدراسات السوسيولوجية، ومثلي ومثلك استغرب عالم الاجتماع الفرنسي فرنسوا إيران (François Héran) في مقال له في مجلة علم الاجتماع الفرنسية (Revue française de sociologie) (العدد-37-1) وقد بدأ اليقين في أن هذا العلم ما هو إلا لهو ولعب يجد مستقرا له في قلبي!! أستغفر الله.
ويغلب على ظني أن أمثال هؤلاء مرضى نفسانيون أو فساق يفرغون غضبهم من الستر عبر قنوات علم الاجتماع كما هو حال الأستاذ الديالمي ربما! فإنه يفضل استعمال كلمة (العمل الجنسي) عوض (البغاء) في مقالاته حرصا على الحيادية!
وأخشى أن تكون ميدي 1 تورطت في استدعاء أحد منظري المذهب الاستعرائي في علم الاجتماع (Exhibinitionism)..!
وقد أغضبني جدا تغزله في مقدمة البرنامج في سوء أدب بالغ! وصراحة غرت عليها فالحر الذي يغار على كل أنثى رغم تبرجها فإنها مسلمة على كل حال.
لقد رأيت الرجل يصر مرارا على أن العري هو الأصل، وأن آدم وحواء كانا عاريين قبل الأكل من الشجرة وهذا جهل بحقائق قرآنية واضحة.
وقد يكون الرجل معذورا فمصادره غير مصادرنا، ومراجعه غير مراجعنا. ومصادره تقول: إن آدم وحواء كانا عاريين قبل الأكل من الشجرة كما في سفر التكوين! ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ففي سفر التكوين/الإصحاح الثالث:
6- فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل.
7- فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر.
وفي كتاب (التاريخ الزمني للباس)Histoire chronologique du vêtement/page 8) ):
(فمن غير المفيد الحديث عن اللباس قبل معصية آدم لأن نفس المعصية كانت سببا فيه!) فها قد عرفت أخي مصدر معلوماته تلك!
لكن الذي عليه علماؤنا أنهما كانا مستورين لقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا) فالنزع لا يكون إلا بعد وجود الساتر.
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان: دلّت الآيات المذكورة على أن آدم وحواء كانا في ستر من الله يستر به سوءاتهما، وأنهما لما أكلا من الشجرة التي نهاهما ربهما عنهما انكشف ذلك الستر بسبب تلك الزلة.
فإلى الله أشكو عجري وبجري، وأبث همي وغمي ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *