منوعات

سحب جائزة الدولة المصرية
من العلماني “القمني” لطعنه في الإسلام

قررت هيئة مفوضي الدولة بمجلس الدولة في مصر سحب جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من الكاتب سيد القمني، الذي دأب على التشكيك في الإسلام، في قرار من شأنه أن يدفع بهذا الأخير إلى دائرة الجدل مجددًا بعد أكثر من عامين على حصوله على الجائزة.
وجاء في حيثيات إلغاء قرار المجلس الأعلى للثقافة رقم 707 لعام 2009، كتابات القمني خالفت القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وشككت في نسب بعض الأنبياء، وشملت بالازدراء بعضهم الآخر، وتطاولت بالألفاظ على الذات الإلهية، وهذا الأمر من غير المتصور حدوثه أو قبوله، وقد اعترض عليه مجمع البحوث الإسلامية، بحسب وكالة “يونايتد برس انترناشيونال”.
وصدر تقرير هيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري في الدائرة الأولى (منازعات الأفراد والهيئات) في الدعوى رقم 52478 المقامة من ثروت عبد الخرباوي وعدد من المحامين ضد وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وشيخ الأزهر بصفته رئيس مجمع البحوث الإسلامية وسيد القمني وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الذين صوتوا لصالحه.
وأكد المدعون أنهم يؤمنون بحرية الإبداع والفكر والحق في الاجتهاد، إلا أنهم يرون أيضًا أن لهذه الأمة ثوابت وقيما دينية واجتماعية لا يجب أن يحيد عنها المجتهد أو المفكر أو المبدع، وأنه إذا حدث ذلك من أي كاتب فهم يقرون حقه في التعبير دون مصادرة، ولكنهم يعترضون على تكريم من شكك في نسب الأنبياء وخالف القرآن والسنة.
وجاء في التقرير أن جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية وما تمنحه من مقابل مادي مقرر من أموال الشعب ودافعي الضرائب، وليس مقررًا من قبل أحد رجال الأعمال على سبيل المنحة، وبالتالي فإن من حق هذا الشعب أن لا تهدر أمواله على من لا يستحقها بدلا من انتفاعه بها في صورة خدمات عامة، وما إلى ذلك من أوجه مشروعة.
وسبق أن أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى رسمية إبان الجدل الذي أثير حول تكريم القمني تحرم فيه ضمنيا منحه الجائزة، إذ أكدت في ردها على سؤال حول حكم الشرع في منح جائزة مالية ووسام لشخص تَهَجَّم في كتبه على نبي الإسلام، أن “سب النبي -صلى الله عليه وسلم- والطعن في الإسلام خروج عن الملة، وأن النصوص الكفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما، وتعد من الجرائم التي يعاقب عليها قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنيء والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم”.
وفجّر حصول القمني على الجائزة قضية أخرى بخلاف آرائه المنبوذة ألا وهي التشكيك في صحة شهادة الدكتوراه في فلسفة الأديان التي يقول إنه حصل عليها من جامعة أجنبية.
فقد كشفت الأزمة عن تزويره شهادة الدكتوراه، والتي كانت دائما محط علامات استفهام يرفض القمني الإجابة عليها، حتى أكد أنه تعرض لعملية نصب من قبل أشخاص قالوا: إنهم سيساعدونه في الحصول على الدكتوراه من جامعة تدعى Southern California university. وهذه الجامعة هي واحدة من عدة جامعات مزورة تمتلكها عائلة أمريكية تدعى “فاولر”، وقد عوقب خمسة من أفرادها بالسجن سنة 1987؛ لدورهم في بيع شهادات جامعية في أنحاء العالم لمختلف الدرجات العالمية بمائتي دولار للشهادة، مستغلين تشابه اسم الجامعة المزورة مع جامعة أمريكية عريقة .(University of Southern California)
مرتكب مذبحة النرويج..
“صهيوني” معجب بنتنياهو وليبرمان
كشفت شهادة من 1500 صفحة كتبها -على مدى سنوات- النرويجي “أندرس برينج بريفيك” منفذ الهجومين في أوسلو وجزيرة قريبة منها، تأييدا كبيرا لـ “إسرائيل”، والتي ورد ذكرها في الوثيقة ما لا يقل عن 300 مرة، متحدثًا عنها بشكل إيجابي فيما اعتبرته تقارير “إسرائيلية” دليلاً على صهيونيته.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أن قراءة في كتابات منفذ الهجومين اللذين أديا إلى مقتل 76 شخصًا وليس 93 تُبين أن بريفيك “صهيوني متحمس” في ظل مدحه وتمجيده للحالم بدولة اليهود بنيامين زئيف هرتسل، وفي نفس الوقت يهاجم بشدة المؤسسة السياسية بأوروبا، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، لأنها برأيه مؤسسة غير متعاطفة مع “إسرائيل”.
ويمتدح بريفيك سياسة “إسرائيل” التي برأيه “على مدى السنين لم تمنح لمعظم السكان المسلمين الذين يعيشون تحت سيطرتها حقوق المواطنة على عكس أوروبا، التي فتحت بواباتها أمام المسلمين، ومنحتهم المواطنة وحقوقا زائدة”، بحسب تعبيره.
وتكشف الوثيقة عن اطلاع بريفيك الواسع على كل ما يتعلق بالسياسة الحزبية الداخلية في “إسرائيل”، فهو يمتدح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي “شكل ائتلافا يمينيا، وحليفه الرئيس هو حزب إسرائيل بيتنا”، وذلك حسب بريفيك، بالرغم من أن نتنياهو “عرف أن نوع الائتلاف اليميني من هذا القبيل من شأنه أن يغضب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويمس بالعلاقات بين الدولتين”، وفق ما أوردت صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن.
وفي الوثيقة أيضًا يظهر سفاح النرويج اطلاعًا على الحوار الأكاديمي والإعلامي في الكيان الصهيوني، ويقتبس من البروفسورين “إيال زيسر” و”ايتمار رابينوفيتش” ويذكر صحيفة “هآرتس” والقناة “الإسرائيلية” السابعة. وكتب بريفيك قائلا “حان الوقت لوقف الدعم الغبي للفلسطينيين والشروع بدعم أبناء عمومتنا الحضاريين: إسرائيل”.
وينتقد بريفيك في الوثيقة بشدة النرويج، لقرار لجنة جائزة نوبل للسلام منح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الجائزة في أعقاب اتفاقات أوسلو في عام 1993.
ويصف الشاب البالغ من العمر 32 عاما -في الوثيقة ذاتها المنشورة على الانترنت- نفسه بصليبي في وجه مد إسلامي، ويمتدح دولة اليابان، واصفًا إياها بأنها: دولة نموذجية، لأنها لا تسمح للمسلمين بالهجرة إليها.
وكانت تقارير إعلامية نرويجية كشفت أن شبيبة الحزب العمالي الحاكم في جزيرة أوتويا، الذين تعرضوا لأحد هجومي الجمعة كانوا قد ناقشوا قبل يومين من وقوع المجزرة، إقامة الدولة الفلسطينية ودعوا إلى مقاطعة “إسرائيل”.
وأورد موقع “بوليتاليسك” النرويجي أن الشبيبة التقوا وزير الخارجية النرويجي يوهانس ستور، وطالبوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورد الأخير بالقول إن الفلسطينيين يستحقون دولة لهم.
وقال: “يجب أن ينتهي الاحتلال، ويجب أن يهدم الجدار الآن”، وأضاف إن بلاده سوف تعترف بفلسطين، وأنه ينتظر الاقتراح الرسمي الذي ستقدمه السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر.
ونقل عن قائد حركة الشبيبة، “أسكيل فدرسن” أن الشباب يطالبون بفرض المقاطعة الاقتصادية على “إسرائيل”. وأضاف أن سياسة بلاده في الشرق الأوسط ستكون نشطة، وستطالب بالاعتراف بفلسطين. وأشار التقرير إلى أن عددًا من الشبيبة في المكان رفعوا شعارات تطالب بمقاطعة “إسرائيل”.
وتكشف التفاصيل، أن بريفيك كان عضوا في الحزب وتركه لما رآه أنه سياسي أكثر من اللازم. وعندها بدأ التفكير في “المقاومة” بتخزين ذخيرة منذ أكثر من عام والتدرب على رفع الأثقال وتخزين بطاقات ائتمان والبحث عن طرق صنع القنابل وأيضا ممارسة ألعاب الحرب على الانترنت.
وبعد ثلاثة أشهر من دق وخلط أسمدة وأدوية وغيرها من المركبات الكيميائية في مزرعة نائية استقل بريفيك سيارة مستأجرة محملة بمواد متفجرة إلى وسط أوسلو في يوم الجمعة وفجرها خارج مبان حكومية مما أسفر عن مقتل سبعة وتحطم نوافذ البنايات المحيطة بالموقع.
وتوجه بعدها إلى جزيرة أوتويا الصغيرة الواقعة على بعد 45 كيلومترا من العاصمة مرتديا زيا للشرطة ليقتل بالرصاص 86 شخصا خلال معسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم. وخلال هجومه حاول الشباب محاولات يائسة للاختباء من وابل الرصاص في الغابات وتحت الأسرة أو بالقفز في المياه والسباحة إلى البر الرئيسي.
وأمر قاض نرويجي في أوسلو بسجن بريفيك الذي أقر بمسئوليته عن التفجير في أوسلو والهجوم على مخيم شبابي لحزب العمال، ثمانية أسابيع على الأقل إلى حين انتهاء الشرطة من التحقيق معه.
وأكد القاضي في مؤتمر صحفي أن اعترافات بريفيك تتطلب المزيد من التحقيق، وأن محاكمته قد تبدأ بعد عام من الآن.

اختتام فعاليات مؤتمر العالم الإسلامي..
(المشكلات والحلول)

 

تمر أمتنا الإسلامية منذ زمن بعيد بالكثير من المشكلات التي لا يكاد يخلو منها بلد إسلامي، ورغم تفاقم هذه المشكلات وتراكمها إلا أن الباحثين عن حلول لها قلة، وجهودهم هزيلة غير منظمة ولا موحدة، وفي هذا الإطار سعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة إلى عقد مؤتمرها الدولي تحت عنوان (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول).
وشارك في أعمال هذا المؤتمر علماء ومفكرون وإعلاميون من مختلف الدول الإسلامية والأقليات والمجتمعات المسلمة، حيث بلغ عدد من وجهت لهم الدعوة للحضور أكثر من 500 شخصية.
وقد بدأت فعاليات هذا المؤتمر يوم(23 يوليو2011م)، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، سعى المؤتمر خلالها إلى التأكيد على عدة أمور منها:
– بيان الأسباب التي أدت إلى ظهور المستجدات في العالم الإسلامي.
– التأكيد على أهمية وحدة الأمة المسلمة.
– التأكيد على أهمية العلماء والمؤسسات الدينية في ترشيد المتغيرات الحالية.
– ترسيخ مبدأ الحوار في علاج مشكلات العالم الإسلامي، وتلمس الحلول الشرعية الناجعة لمواجهة التحديات الراهنة.
وقد عرضت موضوعات المؤتمر من خلال أربعة محاور:
1- الواقع ومشكلاته.
2- الحقوق والواجبات.
3- الحوار في المجتمعات الإسلامية.
4- الحلول.
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد المحسن التركي في الجلسة الافتتاحية: “أن الرابطة وهي ترى الامتحان العسير الذي تتعرض له بعض البلاد الإسلامية، لتشعر بأن واجباً عليها تجاه الأمةِ ودينِها، أن تسهم في معالجة قضاياها وحل مشكلاتها، وتجنيبها مصارعَ الفتن، مشيرا إلى أن الرابطة دعت هذه النخبةَ المتميزةَ من أولي العلم والرأي، المهتمين بالشأن الإسلامي، لتبادل الرأي فيما يجري في هذه الأيام في بعض بلاد المسلمين من أحداث يجب بيانُ وجهِ الحق فيها، والإسهام في مواجهة ما تتعرض له من فوضى وفتن، وقتل وتشريد، وخوفٍ وفاقة، وتدميرٍ للمنشآت والمرافق”.
واختتمت فعاليات المؤتمر في (25 يوليو 2011م)، بعد ثلاثة أيام من المناقشات التي دارت حول العشرات من البحوث والدراسات من كافة أقطار العالم الإسلامي الخاصة بهموم ومشكلات الأمة الإسلامية والعربية، طارحة العديد من الحلول والخيارات لكيفية تجاوز تلك المشكلات.
وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر التأكيد على أهمية الوعي بالشريعة الإسلامية، مهيباً بعلماء الأمة ومثقفيها والمنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية للتعاون في تكثيف البرامج الدعوية والتثقيفية الخاصة بتوعية المجتمعات الإسلامية، لا سيما فئة الشباب، بمقاصد الشريعة الإسلامية، وأهمية تطبيقها في مختلف مجالات الحياة، والأخذ بها في حل المشكلات ومواجهة التحديات التي تواجه المسلمين.
كما أكد البيان أهمية تعريف الأجيال الشابة بالإسلام وحقائقه، وتوفير الوسائل المعينة على فهم مقاصده ومبادئه ودعم المؤسسات المعرِّفة بالإسلام، وحثها على عرضه بطريقة تسهم في حل مشكلات العصر ومستجداته، والتنسيق بينها لوضع الخطط التي تعالج القصور في فهم الإسلام، وتتصدى للافتراءات المثارة حوله.
وأكدوا أهمية الحوار، وأنه وسيلة إسلامية، استخدمها الرسل والمصلحون في الدعوة وفي إصلاح الأمم والشعوب، والتذكير بنهج الإسلام في الحوار الذي يحقق التواصل والتفاهم والتعاون بين أفراد المجتمع ومؤسساته، ويسهم في مواجهة التحديات والخلافات وتقريب وجهات النظر.
وأوصى المشاركون رابطة العالم الإسلامي بتكوين وفود إسلامية لزيارة الدول والاجتماع بالقيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية، والمؤسسات المؤثرة في مجتمعاتها، وعقد ندوات ولقاءات يتم التركيز فيها على ما صدر عن هذا المؤتمر، وضرورة التعامل مع الأزمات والأحداث من خلال الرؤية الإسلامية الصحيحة، بما يقي المجتمعات الإسلامية الانفلات والفوضى والفتن.
وشدد المشاركون على وجوب العمل بأحكام الشريعة الإسلامية، حكومات وشعوباً، والتمسك بوسطية الإسلام، والحذر من الجفاء عنه والغلو فيه، حفاظاً على تحقق الوصف الإلهي في الأمة المسلمة، مما يتطلب وعي المسلمين بوجوب التحاكم إلى شرع الله الذي يكفل سعادة الداريّن، ومواجهة الغلو الفكري والانحراف العقدي بالحوار البنَّاء، الذي يرسخ خيرية الأمة ويذكِّر بوسطيتها وتحكيم الشرع والالتزام به وإقامة العدل، والحرص على الرعية، والسهر على حراسة حقوقهم وتأمين مصالحهم والتحذير من الفرقة ودواعيها من دعوات مذهبية وطائفية مغرضة؛ تشتت الصفوف وتضعف الوحدة الوطنية.
والتعاون التام بين قادة الأمة وعلمائها وشعوبها في علاج المشكلات بالرؤى والحلول الإسلامية والعناية بأمن المجتمعات المسلمة واستقرارها، والتعاون في ترسيخ مفاهيم الأمن الشامل، واستشعار حرمة الأنفس والأعراض والأموال، وفق الشريعة الإسلامية التي كفلت تحقيق الأمن بإقامة العدل والتصدي للظلم ومكافحة الفساد.
وأضاف البيان الختامي أن المشاركين في المؤتمر تناولوا تفاقم الأحداث في بعض الدول الإسلامية، وما نتج عنها من سفك للدماء، ونزوح للسكان خارج بلدانهم، وانعدام الأمن، وتدمير للممتلكات، مؤكدين أهمية التعاون بين فئات المجتمع رسمية وشعبية على حقن الدماء، ومذكرين بحرمة إزهاق الأنفس وضرورة صون الحقوق.
ودعوا الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الدولية إلى القيام بواجبهم في درء هذه الفتن، وما فيها من قتل وتعذيب وتهجير.
حينما تصبح الجريمة فردية
يحيى البوليني

لا ينكر أي متابع للإعلام الغربي الكم الكبير من تحيزه وعداوته للإسلام والمسلمين، فلا يذكرهم إلا بانتقاص وهجوم شديدين وإلصاق كل التهم بهما، إلى درجة أن تساوى عند المتلقي للإعلام الغربي ولكل المفتونين به لفظ المسلم مع لفظ الإرهابي.
فمجرد وقوع مشكلة أو حلول مصيبة في الغرب يبحث دهاقنته عن مسلم كقربان لإرضاء الهوى الغربي الذي لا ينفك عن إظهار عداوته للإسلام وللمسلمين، فقبل أي تحقيقات، وفور وقوع أي حدث تتوجه أصابع الاتهام إلى المسلمين منعوتين دوما بالمتعصبين الإسلاميين أو الإرهابيين المسلمين.
ولكنها الفرضية تختلف الإعلامية الغربية عندما يأتي الحدث بأصابع غير إسلامية، فترى الخبر لا يصاغ أبدا بهوية الشخص وانتمائه السياسي أو العقدي أو الفكري؛ ولكن باسمه أو بصفته فقط، وكأنهم يمنحون أنفسهم فقط هذا الحق الأصيل أن “المسئولية عن أي جريمة تكون دوما مسئولية فردية ولا يجوز جعلها مسئولية جماعية”، في حين يمنعون هذا الحق عن المسلمين.
فعند وقوع حادث 11 شتنبر لم تتباع القاعدة وحدها؛ بل بعد مرور دقائق من وقوع الحادث أعلنت مسئولية المسلمين جميعا عنه لا القاعدة بمفردها، فلم تعاقب القاعدة وحدها جراء هذا الفعل بل تحركت الجيوش بالطائرات والدبابات وأبيدت أمم إسلامية كاملة وقتل الرجال والنساء والأطفال، وتمت معاقبة الأمة الإسلامية كلها، واحتلت بلاد إسلامية لا تزال إلى الآن محتلة بجيوش سلبت كل خيراتها.
وعندما اتهم صدام حسين باتهامات دولية -لم تثبت صحتها مع خلاف في كونها اتهاما- لم يحاكم عليها ولم يعاقب بمفرده، بل جردت الجيوش وتحركت الأساطيل ودمرت مدن كاملة ودكت المباني فوق الرؤوس، ودفَعت الأمة الإسلامية الثمن غاليا من دمائها وأموالها وخيراتها ولا تزال أيضا العراق محتلة إلى اليوم.
ولكن عندما يأتي شاب نرويجي؛ ويقتل أكثر من 76 شخصا على الأقل ويجرح العديد منهم جروحا بالغة الخطورة في هجوم بقنبلة وإطلاق نار عشوائي في أكبر هجوم وأكثر خسائر تعرفها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية؛ لا يأتي أحد ويتحدث عن الإرهاب الصليبي؛ على الرغم من انتماء المتهم لليمين المتطرف كما يصف نفسه معترفا أنه: “صليبي يقف في وجه مد إسلامي، وأنه أصولي مسيحي معاد للإسلام والمهاجرين” وذلك في مذكرات له من 1500 ورقة تم نشرها على صفحات الإنترنت.
وكان ذلك الإرهابي قد أعلن سابقا أنه قد ذهب إلى العاصمة البريطانية لندن في شهر مارس الماضي لكي يستمع إلى مثله الأعلى زعيم حزب الحرية الهولندي (جيرت فيلدرز) الذي يؤيد الكيان الصهيوني ويعادي الإسلام بكل قوته؛ حيث وصفه الإرهابي بأنه: القائد الذي أتمنى لقاءه. لكن هذا القائد تخلى عنه وتنصل منه ومن فعلته ووصفه بالجنون؛ بعد أن خشي أن تتجه إليه الأصابع، لكونهما يحملان نفس الفكر المتطرف.
وربما سيتوجه الحكم القضائي إلى اعتبار الإرهابي (أندرس بريفيك) مصابا بالجنون؛ كما وضح ذلك محاميه ورجح احتمال إصابته بلوثة عقلية؛ وهو ما سيخفف عنه الحكم الذي لن يزيد عن 21 سنة بحسب القانون النرويجي، عوض السجن لمدة ثلاثين سنة إن وجهت له تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية!!!
إن هذا الإعلام الفاسد الذي يتزعمه ويتملك معظمه الأخطبوط الإعلامي اليهودي المتهم في الفضيحة الأخيرة “روبرت مردوخ” والذي يؤثر في الحياة السياسية والعقلية الغربية تأثيرا بالغا، فيشكل مفرداتها وأفكارها عبر مجموعة ضخمة ومتنوعة من الجرائد والمجلات والقنوات والإذاعات، لا يمكنه أن يتمسك بشرف إعلامي ولا يلتزم بحقائق ثابتة ولا يتخلق بخلق مهني، بل كل الأخبار والمواقف تبنى على توجهات مسبقة بعقليات كاذبة تمتلئ غيظا وحقدا على المسلمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *