أمريكا إن لم تساند العلمانيين في مصر فلن يكون لهم وجود تحليل: نيال فيرغسون عرض: رشا عبد المنعم

 

إعترفت الحكومة الأمريكية أنها لم ترسم سيناريو مسبق لما حدث في مصر. ويعد هذا مثيرا للتعجب من وجهة نظر المحلل السياسي نيال فيرغسون لأن الشعب المصري تمكن من رسم طريقه بنفسه دون مساعدة الولايات المتحدة أو أي من الدول الاوروبية.
لم يتوقع أوباما أو مجلس الوزراء أو البيت الأبيض نفسه أن مبارك من الممكن أن يسقط، ولكن هذا السيناريو كانت “إسرائيل” قد توقعته العام الماضي.
ويعتقد نيال أن السياسة الغربية التى كانت متبعة أثناء الأزمة في مصر اتسمت بالتخبط. ويرى أن فترة حكم الجيش المصري في الفترة الانتقالية هي ستة أشهر وهى فترة بعيدة حتى يتمكن أي شخص أن يتوقع ما سيحدث فى مصر في تلك الفترة. وعلمياً ليس فى مصر حزب أو منظمة علمانية جاهزة الآن. والمنظمة الوحيدة المستعدة لخوض الانتخابات في مصر هي الإخوان المسلمون التى أصبحت قوية الآن وأصبح لها وضع سياسي بارز بعد الأحداث الأخيرة.
ويرى نيال أنه لو تم البحث في جعبة جماعة الإخوان المسلمين وما تنوي فعله سنجد أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية واستعادة الخلافة الإسلامية، ويؤكد أن من يرى أن وجود الإخوان المسلمين فى الحكم اختراقاً عظيماً للسياسة الخارجية الأمريكية فهو مخطئ؛ لأنه لا يوجد أحد يتوقع ما سيحدث في الفترة القادمة في مصر في أعقاب الثورة المصرية.
ويؤكد على أن الوقت لا يزال بعيداً في أن يفكر الإخوان المسلمون بأنه انتصاراً، بل على العكس تماما، فالمخاطر ستكون كبيرة للغاية.
وخلال الفترة من الآن حتى نهاية العام سيحاول الإخوان المسلمون الوصول إلى السلطة، فمن ثم فإن الولايات المتحدة ستتابع مدى قوة وحجم الإخوان، كما فعلت مع إيران عام 1979. ويؤكد نايل أنه إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن توجد قوى ديمقراطية علمانية في بلد مثل مصر، فإن ذلك لن يحدث بقوة الدفع الذاتية، لأن مصر معظم سكانها مسلمون ولديهم “تقاليد التطرف الإسلامي” بما يتوافق مع الصيغة التي يتبنها الإخوان المسلمون.
ويستدعى نيال تجربة الحرب الباردة في محاولة لإيضاح الكيفية التي ينبغي بها على الولايات المتحدة إيجاد قوى علمانية فى مصر، فيقول: “ينبغى على الولايات المتحدة أن تدعم القوى الديمقراطية العلمانية من وراء الكواليس حتى تأتي اللحظة الفاصلة، كما فعلت الولايات المتحدة مع فاتسلاف هافيل (الرئيس التشيكي السابق الذي أسقط الشيوعية فى تشيكوسلوفكيا)، حيث كان يتلقى الدعم من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخريين منذ عام 1977 حتى تمكن من قيادة العمل على الساحة السياسية 1989”.
لذلك يرى نيال أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا لم يكن لها مخطط لبناء قوى ديمقراطية علمانية فى مصر، فإن هذه القوى لن يكون لها وجود.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *