أثارت قضية منع التسمية بأسماء تنتمي إلى الأمازيغية في المغرب حفيظة الأمازيغيين العلمانيين أو الواقعين في حبائل الفكر العلماني المتطرف الذين رأى بعض المتعصبين للجنس الأمازيغي في الأمر تضييقا عليهم، وتجن على ماضي عرقهم الغابر في زمن الوثنية، في حين اختار آخرون اللجوء إلى المحاكم لتثبيت أسماء أبنائهم.
وهذه بعض الكلمات من عالم ناصح لكل من أراد تسمية مولوده، محذرا له من الوقوع في شراك التأثر بفكر قومي أو انبهار بغرب غير سوي، أو محاولة إحياء تقاليد بائدة:
“إن الاسم عنوان المسمى، ودليل عليه، وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه، وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الآخرة والأولى، وتنويه بالدين، وإشعار بأنه من أهله -وانظر إلى من يدخل في دين الله (الإسلام) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي، لأنه له شعار- ثم هو رمز يعبر عن هوية والده، ومعيار دقيق لديانته، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته، فهو عندهم كالثوب، إن قصر شان، وإن طال شان.
..ذلك النوع من الأسماء الهجينة الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا، نتيجة اتصال المشارق بالمغارب، أو عرض إعلامي فاسد، أو شغف بمسميات ماض وثني بائد، على حين غفلة من أناس، وجهل من آخرين، وخفض جناح وتراخ في القبض على فاضل الأخلاق.
إن حجب الاسم الشرعي عن المولود سابقة لتفريغه من ذاته، وانقطاع للعنوان الإسلامي في عمود نسبه، فضلاً عما يتبع ذلك من الإثم والجناح.
ألا إنه ليرثى لحالهم، إذ كيف تراه متسلسلاً من أصلاب إسلامية كالسبيكة الذهبية، ثم تموج به الأهواء فيصبغ مولوده بهوية أجنبية أو وثنية، مسمياً له بأسماء غضب الله عليهم من اليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين وغيرهم من أمم الكفر؟!
فهذا الوليد في أي دار من دور المسلمين حجبت عنه زينته (الاسم الشرعي) وجلل بلباس أجنبي عنه (اسم أعجمي أو وثني) قاتم، كدر، يؤذي الأسماع خبره، ويرهق البصائر مخبره” (كتاب “تسمية المولود” للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله بتصرف).
فلماذا يرغب الأمازيغ عن أسماء أجدادهم المسلمين ويحيون ماضي الوثنية السحيق؟ إنها العَلمانية المفرقة للجماعة، أذلها الله من نِحلة تذكي العصبية القبلية النتنة.