فرنسا ونشر الجهل والأمية بكل من الجزائر وتونس الجزائر

كانت سياسة فرنسا في الجزائر هي نشر الجهل وحرمان الجزائريين من كل وسائل المعرفة، وذلك عملا برأي الذين أشاعوا أن تعليم الجزائريين فيه خطر على مستقبل فرنسا.
وفي سنة 1937 ظهر تنظيم جمعية العلماء بالجزائر وفي السنة بعدها أصدر وزير فرنسا في التعليم “شوتان” مرسوما بتحريم اللغة العربية في الجزائر باعتبارها لغة أجنبية، وكان هذا منه عملا بالتوصية لتي كانت قد صدرت عن مؤتمر المستعمرات الذي انعقد في 29/3/1908 والذي قرر عدم تعليم الجزائريين ونشر الجهل بينهم حتى تتلافى فرنسا ما ينتظرها من خطر إذا ما تعلم الجزائريون.
أما الأطفال الذين حرموا من التعليم فقد أحيطوا بسياج من الجهل مع تقدم عدهم الديمغرافي إلى أن أصبح الشعب الجزائري يعتبر جاهلا بنسبة 90%.
وأما عن حالة التعليم وبرامجه -فصول متزاحمة أعمار متباينة جدا، نقص في الأماكن، الدارسة نصف الوقت- فنتائجه كانت هزيلة، هذا ما ورد في التقرير الذي ألقاه المدير العام للتربية الوطنية في الجزائر أمام الجمعية الوطنية في شهر شتنبر 1948.
أما عن المواد فلا تسأل عن التناوب صباح مساء فحدث ولا حرج، وبالتالي يكفي أن تقول أنه بعد مضي 120 سنة على الاحتلال الفرنسي للجزائر أي في عام 1950 كان بالجزائر 2068 مدرسة ابتدائية و8035 فصل يتردد عليها 110.000 تلميذ وطالب فرنسي و177.000 تلميذ وطالب جزائري، وإذا نحن قسمنا عدد التلاميذ الفرنسيين على عدد السكان وقتها تكون نسبة التعليم بينهم 11% لهم من الإمكانات والبرامج فوق ما يشتهون، ومدارس وبنايات ممتازة ومعلمون أكفاء بلغ عددهم بين 1950 و1951 حوالي 10.000 والفصل لا يزيد عدد التلاميذ فيه عن 20 وفي بعض الأحيان يصل إلى 30 تلميذ.
وحتى لا نطيل فخلاصة القول أن ما حققته فرنسا للشعب الجزائري بعد 135 سنة من الاحتلال هو أنها كونت من حاملي الشهادة العليا 150 ومن الأطباء 80 ومن الصيدليين 40 وطب الأسنان 20 ثم 120 أستاذا في الثانوي و5 مهندسين و800 معلم ابتدائي، وفي هذا ما يكفي للدلالة على بصمات الإجرام الفرنسي في الجزائر.
تونس
لعل الإحصاءات التالية هي التي تعطينا صورة واضحة على مدى الجناية التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي في تونس باسم الحماية التي دامت خمسا وسبعين سنة كلها ظلم ونكال وهدم للذاتية التونسية.
وهكذا فقد كان عدد الأطفال التونسيين البالغين سن المدرسة حتى عام 1948 حوالي 700.000 طفل لم يدخل المدارس منهم سوى 74.000 منهم 60.000 بالمدارس الحكومية و14.261 بالمدارس الحرة، في حين أن عدد الأطفال الفرنسيين وغيرهم من الأجانب الذين بلغوا سن التعليم وقتها في تونس عموما لا يتجاوز 78.750 كان يتلقى التعليم منهم 55.474 وبذلك تكون نسبة العليم كالتالي:
التونسيون: %10 والفرنسيون 85%.
هذا ولو أننا تناولنا الاعتمادات التي كانت مخصصة لهؤلاء وهؤلاء؛ وكلها على حساب الشعب التونسي؛ لظهر لنا بالتأكيد أن مهمة الفرنسيين كانت في هذا البلد مثل بقية المغربين الأوسط والأقصى؛ هي: نشر الجهل بالقوة وحد السيف.
انظر التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير
المجلد 9 الصفحة 235 وما بعدها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *