إني كأني أرى من لا حياء له ولا أمانة وسْط الناس عُريانا
هذه وقفات مع بعض ما ذكره الديالمي من مغالطات في برنامج “بدون حرج” المخصص لموضوع اللباس:
قوله: (لا يمكن القول بأن هذا اللباس شرعي، وهذا لباس ليس شرعي.
هذه القضية مفتوحة في الإسلام، والآن نحن في وضع مختلف؛ نشعر من أننا محتكرون من طرف الغرب، وأن ديننا مداس وأن هويتنا في خطر.
وبالتالي قال فقهاء آخرون بأنه واجب شرعي؛ وذلك للعودة إلى الهوية، وبالتالي نفس النصوص تأول بشكل مختلف تماما حسب الطلب الاجتماعي القائم والسائد، وأنا أرفض رفضا مطلقا أن نتكلم عن غزو غربي أو استعمار فكري).
وقال: لا وجود للضوابط الشرعية في اللباس- ليس هناك أحكام وقوانين فوق التاريخ الدين كله تأويل!!
الوقفة الأولى: الديالمي لا يمتلك الأهلية لنفي أو إثبات المشروعية الدينية؛ والكلمة في هذا ترجع إلى أهل الاختصاص؛ وهم العلماء.
الوقفة الثانية: وجوب الحجاب على المرأة، واشتراط صفات معينة في لباسها تجعله شرعيا، وتجعل الإخلال بها أمرا غير شرعي؛ حكم متفق عليه بين الفقهاء قاطبة، ولم يختلفوا إلا في بعض الجزئيات التي تبقى مسرحا للاجتهاد.
فالمسألة مجمع عليها، ولا ترتبط بتأويل قد يختلف من عالم إلى آخر.
الوقفة الثالثة: لا يصح نفي واقع التغريب الذي تعرضت له المرأة المسلمة عموما والمرأة المغربية خصوصا؛ لا سيما في موضوع اللباس؛ فهو كذب على التاريخ:
لقد عرفت المرأة المغربية بلباسها الأصلي العفيف الطاهر والمعروف بالحايك، وهو قماش قطعة واحدة أبيض تلف به المرأة جسمها، وحتى وجهها لم يكن يظهر منه سوى عينيها..
وهذا اللباس كان بعد دخول الإسلام للمغرب، وهو لباس إسلامي شرعي.
وبعد اندثار الحايك لبست المرأة المغربية الجلباب خارج المنزل..
وهنا نقطة مهمة: غطاء الرأس (يسمى القب أو قب الجلابة) الذي يكون ملتصقا بالجلباب كانت النساء تضعنه على رؤوسهن، وعلى وجههن يضفن قطعة قماش تسمى باللثام، إلى حدود الثمانينات كانت هذه هي طريقة لبس الجلباب، أما الآن فقد اكتفين بتركه منسدلا على الظهر.
أما النساء المغربيات الصحراويات فيلبسن “الملحفة” وهي قطعة قماش لا تشبه الحايك لأن الحايك لون واحد وسميك.. والملحفة ألوانها كثيرة.
تلفها الصحراويات بطريقة خاصة بهن بحيث تبقى ثابتة، خاصة وأن قماشها أملس وخفيف.
يقول الأستاذ محمد بن أحمد اشماغو في كتابه “المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة، من عام 1350إلى عام 1400 هـ”(ص:23) متحدثًا عن طبقات المجتمع المغربي “الغنية والمتوسطة والفقيرة” قائلا :(النساء كن محجبات -في الطبقات الثلاث- لا تبرز للعيان الجميلة منهن والعادية والدميمة).
وفي أيام الحماية ظهرت بالمغرب بعض النخب التي تتلمذت على أيدي المستشرقين فشكَّلوا عقلها كما أرادوا، وأفسدوا ذوقها حسب ما خططوا.
فانخدعوا ببريق الحضارة الغربية في وقت تَخَلَّف فيه المسلمون عن إدراك رَكْبَها، ورَاحَ يعمل المستغربون -باسم حرية المرأة- على تشبُّهِ المسلمات بالكافرات، لينصهر المجتمع الإسلامي في عاداته وسلوكه بالمجتمعات التي لا تَمُتُّ إلى عقيدتنا وقيمنا بأي صلة، وكان نزع الحجاب أول أهدافهم وخطواتهم لتحقيق هذه الحرية المزعومة.
ويُعلق الدكتور مصطفى الحيا على التأثير الفرنسي في مجال اللباس بالمغرب فيقول: (..ظلت المرأة المغربية لعهود طويلة تُعرف بزيها الأصيل والمحتشم الذي يشمل الجلباب والنقاب، لكن عندما خرج الاستعمار الفرنسي ترك نخبة تكونت بفرنسا فبقيت الحياة التنظيمية والعصرية مطبوعة بالطابع الفرنسي، فأثر ذلك على المظهر الخارجي للمرأة المغربية الذي أصبح مطبوعاً بالطابع الأوروبي؛ فالحجاب هو من خصوصيات المرأة المسلمة، ومنها المغربية، وقد استطاعت النخبة المغتربة بالمغرب أن تؤكد أن من مظاهر تحرر المرأة المغربية هو نزعها للحجاب، بل ذهب بعض مناضلي اليسار المغربي (ويعني به المهدي بنبركة) إلى اعتبار نزع المرأة المغربية للحجاب هو احتجاج على الاستعمار الفرنسي!
وهذا منطق مغلوط؛ لأنه لا يمكن أن تكون مواجهة ومقاومة للغرب بنفس غير النفس الديني الإسلامي، وبدون الاعتماد على مقوماتنا، وخاصة أن عنصر القوة فينا هو الإسلام، ففي الجزائر مثلاً أصيب الاستعمار الفرنسي أثناء احتفاله بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر بالخيبة والحسرة عندما وجد نفسه أمام كم هائل من النساء الجزائريات المحجبات، فتأكد له أن كل خططه لن تنجح ما دامت المرأة ظلت متمسكة بدينها…) ( مجلة البيان، العدد 203).
الوقفة الرابعة:
مع قول الأستاذ عبد الصمد: أن هناك فقهاء نهضويون، (وذكر على رأسهم شيخ الإسلام بوشعيب الدكالي) استنتجوا أن الحجاب ليس ضرورة شرعية وبالتالي فهو ليس واجبا، وجميع النصوص متشابهة، والدليل أنه في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان هناك للمغاربة والمغربيات ضرورة التنمية، ينبغي أن ننمي المغرب وهذا الموقف دفع المغرب وفقهاء المغرب إلى القول بأن الحجاب ليس شرعيا وأنه عادة.
وهذا كذب في حق علمائنا؛ فجلهم في هذه الفترة عارضوا فكرة تعليم البنات مخافة التعرض للسفور والعري، وخير شاهد على هذا؛ أن الشيخ محمد بن الحسن الحجوي (ت 1376) عندما ألقى محاضرته عن تعليم الفتاة في المغرب عام 1925م اعترض عليه كثير من العلماء هناك ظانين أنه يدعو إلى السفور وكشف الوجه؛ لما رأوه من ارتباط تعليم الفتاة بسفورها في دول المستعمرين.
ولذلك اضطر لتوضيح رأيه في هذا الموضوع فقال: “هذا وإني أعلم أن الذين أنكروا علي الحث على تعليم البنات لهم قصد حسن، وغيرة حملتهم على ذلك، وقصدهم هو سد الذريعة، خوف الوقوع في العار، وفي مفاسد ربما تنشأ عن تعلمهن، لكني أقول لهم: إن هذا رأي متطرف عن الشريعة الإسلامية في منع النساء من العلم، وأحقق لكم أنه لا مفسدة إذا علمن التعليم الذي أريده على الكيفية التي أوضحتها، وإنما المفسدة في تعليمهن تعليماً إفرنجياً”.
ومن هنا ألقى محاضرة أخرى قيمة بعنوان (تعليم الفتيات لا سفور المرأة) قال فيها: (ولما كان تعليم الفتيات قد تعارض عند بعض الناس بمسألة سفور المرأة؛ لسبب سأبينه فيما بعد، لذلك نبهت على ذلك في أول كلمة؛ إزالة للبس وإذهابًا لظلام المخالطة).
وفيما يخص الحجاب، أكد الحجوي اختلافه في الرأي مع باقي دعاة تحرير المرأة، كالطاهر الحداد التونسي وقاسم أمين المصري: “الذي هتك الحجاب، وأزال عن هيبة الشريعة كل جلباب” ولو أنه عاش -يضيف الحجوي- “ورأى حالة مصر الآن وما يتخبط فيه مجتمع قومه من أزمة المرأة السافرة… لقرع سن الندم”، فالحجاب واجب، ولكنه لا يمنع المرأة من العلم، لأنه “لمحل العورة لا للأحوال كلها”.
ثم شن حملة قوية على دعاة سفور المرأة في العالم الإسلامي؛ من أمثال : قاسم أمين والطاهر الحداد.
وقد طبعت محاضرته عام 1425هـ بتحقيق الدكتور محمد بن عزوز.
ولنا شاهد آخر وهو الأستاذ عبد الله الجراري ينقل لنا نموذجا من معاناة الحجوي مع خصومه ممن لا يتفقون مع رأيه؛ ففي سنة 1923هـ حيث أقيمت دورة ثانية للمحاضرات والمسامرات التي كانت تقيمها حكومة الحماية بالمعهد العلمي بالرباط، وكان ممن شارك فيها عدد من علماء المغرب آنذاك، كالشيخ أبي شعيب الدكالي ومحمد الحجوي ومحمد عبد الحي الكتاني ومحمد السائح، تحت رئاسة الوزير الأول المقري.
وكان موضوع محاضرة الحجوي في هذه الدورة حول “تعليم الفتاة ومشاركتها في الحياة”.
بيد أن المقري أوقف المحاضر الحجوي قائلا له: “إن الدين الإسلامي لا يساعد على تعليم البنت تعليما يجعلها تشارك الرجل وتزاحمه في الحياة، وملقيا في نفس الوقت سؤالا على الشيخ أبي شعيب الدكالي: فما قولك أيها الأستاذ في الموضوع؟ أيجوز هذا أم لا يجوز؟
فأجابه الشيخ بالمنع، وأن تعليم الفتاة الذي يبلغ بها هذا الحد، لا تقره مبادئ الإسلام”(عبد الله الجراري، من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين، ج1، الرباط، مطبعة الأمنية 1971، ص:68).
الوقفة الخامسة:
قال الديالمي: (للحياء حدود يجب أن نحترمها لأننا نعيش في جماعة، لسنا منعزلين، لكن الحياء لا يعني تشنيع الجسد وتعليبه، لا يعني أن أكره الجسد باسم الدين. ينبغي أن ننتهي من اعتبار الجسد سوءة أو عورة، المرأة كلها عورة هذا حديث يجب أن يتوقف، إنه الجسد مصدر المتعة ومصدر السعادة.
النقاب يجب أن يعاد فيه النظر؛ لماذا؟
طبعا يمكن القول: الحرية.
نعم: الحرية دون المس بالأمن العام: النقاب إن كان في صورته المغربية أو الأفغانية أو السعودية، إنه قناع لا نعرف مع من نحن من هذه المرأة أم رجل يتخفى؛ وبالتالي فإن كمجتمع حديث وكل مجتمع حديث يفرض أن يرى الوجه الذي نحن أمامه..
عجبا لهذه المغالطة المكشوفة؛ وهي أن النقاب يهدد أمن المجتمع!
مع أن التاريخ والواقع يشهدان بأن المجتمع لم يعرف في زمن تفشي النقاب ما عرفه في زمن قلته من أنواع الجرائم والسلوك التي تهدد الأمن والطمأنينة.
وعجبا مرة ثانية من تجاهل الديالمي لهذه الحقيقة مع أنه صرح بأنه لا شيء فوق التاريخ وأن الدين كله تأويل!
وهنا لابد أن نؤكد بأنه خاطئ خطأ فادحا، وأن الشرع فوق كل شيء، وأن من الشرع أحكاما قطعية لا يمكن إخضاعها للتأويل والاجتهاد.
وبعد هذا نقول: متى كان الحجاب تعليبا وإكراها للجسد؟؟
لقد ظلّ هؤلاء يحاربون دعاة الحجاب على أنّهم يقمعون حقّ المرأة في الاختيار، ويجبرونها على أن تفعل ما لا تريد.. (وهذا كذب).
ولمّا أعلنت فرنسا عدوانها على الحجاب بمنع البنت التي تغطّي رأسها بقطعة قماش من طلب العلم في المدارس والجامعات ولو أقسمت لهم بالذات المقدّسة والأيمان المغلّظة أنّها ترتدي الحجاب عن قناعة ويقين وحبّ، سكت دعاة “حريّة المرأة” وحماة حقّها في “الاختيار”، ولم يصفوا الموقف بأنه إكراه ضد حرية المرأة..
فأين ذهبت -إذن- “حرية المرأة” التي يدافعون عنها ويدفعون عنها -بزعمهم- عدوان”الظلاميين”؟
أليس من حقّ المرأة أن تغطّي رأسها أو وجهها إن شاءت.. أم أنّ حرية المرأة لا تلتقي مع “الستر”، وإنّما هي فقط موصولة “بالعري”؟!!
هل ارتداء المسلمة الحجاب، هو أمر “يغتال” كرامتها.. في حين أن اغتصاب المرأة الواحدة من العشرات هو أمر فيه نظر، لأنه لا يكاد يخدش من قيمتها شيئًا؟؟!
بأيّة حجّة -بربّكم- تتحدّثون؟
كيف يعقل أن حقّ المرأة في تغطّية جسدها هو أمر يسقط كرامتها.. واستعمالها في إعلانات الشامبو، والصابون، وإطارات السيارات، وشفرات الحلاقة، ومعجون الأسنان، وأدوات المطبخ، باستثارة أعين الرجال إلى مفاتنها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها.. هو أمر لا يمسّ من كرامة المرأة شيئًا؟!!!
إنّ كرامة الأنثى لهي في أن تُربّى صغيرة في كنف أسرة صالحة، على الحقّ والخير.. وتتزوّج من الرجل المؤمن البرّ.. ويُحرس أبناؤها من غوائل الفساد.. وهي في أثناء كلّ ذلك تنهل من فيض العلم النافع، وتدعو الناس إلى العمل الصالح!
إنّ كرامة الأنثى لهي في أن تمنع من أن تُفتن.. وألاّ تتخذ أداة للفتنة!
إنّ كرامة المرأة لهي في أن تعبد ربّها على بصيرة.. لا أن تساق إلى الهلاك في الآخرة تحت شعار حقّها في كشف عوراتها!
إنّ النزعة العدوانيّة نحو الحجاب باعتباره علامة امتهان للمرأة، ليست إلاّ إحدى إفرازات الجهل والخضوع لأنماط التفكير (المصنّعة) و(المعلّبة) التي تفرضها وسائل الإعلام الخاضعة لمؤسسات (مؤدلجَة) ذات برنامج (مدفوع الأجر)؛ وهو ما اعترفت به الكاتبة الكنديّة المسلمة (كاثرين بلّوك) ((Katherine Bullock)) في مقدمة كتابها ((Rethinking Muslim Women and the Veil: Challenging Historical and Modern Stereotypes)) -أصله أطروحة دكتوراه- الذي دافعت فيه عن الحجاب، وفكّكت فيه الخطاب الغربي، ونسفت دعاويه المختلقة:
تقول: (شاهدتُ سنة1991م تقريرًا إخباريًا على التلفزيون يظهر النساء التركيات العائدات إلى الحجاب. شعرت بالصدمة والحزن لأجلهن. وقلت في نفسي: (إنهن مسكينات، لقد غُسِلت أدمغتهن بما تقدمه ثقافتهن) لقد كنت أعتقد -ككثير من الأوروبيين- أنّ الإسلام يضطهد النساء، وأنّ الحجاب هو رمز اضطهادهن.
تصوّروا إذن المفاجأة التي وقعت لي بعد أربع سنوات وأنا أرى نفسي على مرآة محلّ، مرتديةً لباسًا يماثل تمامًا لباس أولئك النسوة المضطهدات. لقد انطلقت في رحلة روحيّة خلال مرحلة الماجستير؛ كانت نتيجتها بعد أربع سنوات، اعتناقي الإسلام. تضمّنت الرحلة انتقالي من بغض الإسلام إلى احترامه ثم الاهتمام به، إلى قبوله)) (Katherine Bullock، op. cit.، p.xiii نقلا من كتاب الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية لسامي عامري ص:40) إنّه الانتقال من التفكير (بخلايا مخدّرة) إلى التفكير (بعقل مبصر)!!.
إنّ ما فاه به المعترض من عباراتٍ مجّانيّة للنكير على المحجّبات، لا تحمل من ثقل الحجّة شيئًا؛ بل هي مثقلة بأوضار الحيف في استكناه حقيقة الحجاب وواقع أثره على المرأة التقيّة!
ثمّ إنّ هذا المُنكر على من تُسبل لباس العفّة على جسدها، قد سيطر على عقله ما اختاره الغرب من أنماط تفكير وسلوك؛ فهو لا يرى المرأة إلاّ في مجامع الاختلاط واللهو والعبث، ولا تروق له إلاّ وهي تتأبّط شهواتها، وتنثر سهام الفتنة في خلواتها وجلواتها.. هو لا يراها مقبلة على صلاة، ولا سابحة بين موج كتاب، ولا صادعة بالحقّ في مقام بلاغ!
إنّه إسقاط لنمط الحياة الغربي على واقع المرأة المسلمة.. ولكنّهما لا يلتقيان، قد عَظُمَ البرزخ فلا يجتمعان.. ولمّا علم المنكر أنّ الجمع بين التراب والتِبر محال؛ قاده فكره إلى أن يمحو من المسلمة معالم كيانها، حتى توافق (القالب) الغربي الذي يريد أن يغتالها!
إنّها عقول قد (برمجت) على الإنكار.. تظن أنّ بيانها من لسانها.. وهي -لو علمت- ترى العالم بغير عينيها، وتستلذّ ما وافق أهواء غيرها!
إنّ هذا المعترض قد نظر فيما حوله؛ فرأى أنّ التغريب والعالمانيّة والحداثة وما بعدها، كلّها قد أنشأت مظهرًا في اللباس له خصوصيّة ومقاس.. ولأنّ هذا المعترض يميل إلى الحكم على ما يبدو من السطح، دون أن ينزع إلى الغوص في العمق؛ فقد ظنّ أن واقع بلادنا هو الذي يفرض أشكال اللباس التي تناسبه وتتساوق مع أنماطه الحياتيّة ومعاييره الجماليّة.. وهو عين الخلل في التفكير!
أليس النقاب خصوصية ثقافية مغربية عهدناه في المرأة الشمالية مع جلبابها ومع المرأة الجنوبية بإزارها وملحفتها!
ثم أليس التعري خصوصية ثقافية أجنبية حديثة قطعت خلفيتها الفكرية علاقتها بالأخلاق والقيم الإنسانية والتي يجري تنميطها على نساء العالم تحت غطاء مبدأ الكونية وهو فرض لثقافة الأقوى عنوة، لثقافة the well-undressed woman ؟