منوعات

إعلان دولة فلسطين..
والولاء الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني

رغم إدراكنا أن الدولة الفلسطينية التي يطالب بها عباس ما هي إلا قطع أرض متناثرة غير متجاورة لا تصلح لإقامة دولة وأنها لا تمثل إلا 10% فقط من الأراضي الفلسطينية المنهوبة..
ومع يقيننا بعدة ثوابت منها أنه لا توجد تسوية ولا مفاوضات بين السارق والمسروق منه؛ وأنه لا سبيل لإعادة الحقوق المنهوبة سوى بالدفاع عنها واستعادتها بالتضحية بالغالي والرخيص في سبيلها، ومنها أن الأمم المتحدة ليست المجال لنيل الحقوق وأنها ليست إلا نوعا من الصراخ غير المسموع وغير المفهوم لدي المحتلين والمغتصبين، إلا أن مجرد هذا الطلب قد كشف حقيقة طالما حاول العرب دفن رؤوسهم في الرمال والتغاضي عنها.
والحقيقة الغائبة والحاضرة بقوة والتي لم يكن حولها شك في يوم من الأيام: أن ولاء أمريكا لـ”إسرائيل” ولاء مطلق غير مقيد بقيد ولا شرط وغير متعلق على سبب، فأمريكا على تعاقب رؤسائها وعلى اختلاف شخصياتهم وأحزابهم ومبادئهم المعلنة والمختفية والمتضادة أحيانا لا تنكر هذه الحقيقة بل تعتبرها أحد أهم ثوابتها، والغريب أنها ما ادعت يوما أنها تقف على الحياد بين العرب و”إسرائيل”؛ وإنها دوما تقف بكل ثقلها في مجلس الأمن والأمم المتحدة بالفيتو الأمريكي الجاهز والمستعد دوما لنصرة المحتل الصهيوني على الدوام، وبنفس القدر من الغرابة والسذاجة يصفها العرب بالراعي الرئيسي لعملية السلام! أو أنها تقف في موقف الحكم بينهم وبين الدولة الصهيونية.
فما إن تقدم محمود عباس بأوراق اعتماد تلك المبعثرات -غير المتصلة والتي تشكل عُشر مساحة فلسطين التي احتلتها تلك العصابات- للأمم المتحدة لاعتمادها كدولة كاملة، إلا ووجه بعاصفة من الانتقادات والتصريحات الأمريكية والبريطانية التي تطلب منه العودة لدائرة المفاوضات وأنه لا حل مع “إسرائيل” إلا بالجلوس لطاولة التفاوض وأنه لن يصل إلى شيء في تلك المنظمة ملوحين ومهددين باستخدام حق النقض (الفيتو) الأمريكي للحيلولة ضد قيام تلك الدولة.
وألقى أوباما -الذي خيب آمال الأقليات المستضعفة في العالم التي استبشرت بقدومه كأول رئيس أمريكي أسود- خطابا أمام الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة وقال فيه “إنَّ الفلسطينيين يستحقون دولة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل” مضيفا أنه: “مقتنع بأنَّه لا يوجد طريق مختصر لإنهاء صراع مستمر منذ عقود، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال البيانات والقرارات في الأمم المتحدة”.
وبالطبع أسعد هذا الخطاب الإدارة الصهيونية والتي أظهرت ابتهاجها به عبر مجموعة من التصريحات من زعمائها، فقد التقي نتنياهو بأوباما في نيويورك ثم قدم له الشكر على الخطاب الذي وصفه بأنه “وسام شرف” على صدر أوباما الذي أثبت بهذا الخطاب وقوفه ودعمه الكامل لـ”إسرائيل”.
وكرر نتنياهو بعد هذا اللقاء قوله “إن المساعي الفلسطينية لنيل عضوية في الأمم المتحدة ستبوء بالفشل، وأنه “لا يمكن أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وقال إيهود باراك: “إن أوباما أثبت مرة أخرى أنه الحليف والصديق المخلص لدولة إسرائيل”، وأن “إدارة أوباما تقوم بدعم أمن إسرائيل بصورة واسعة وشاملة وغير مسبوقة”.
وأيضا صرح وزير الخارجية ليبرمان أن “ما قام به الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيدّمر مساعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة لهم” مطالبا السلطة الفلسطينية بـ”ضرورة أن تتفهم أنهم لن يحصلوا على دولة إلا عن طريق موافقة إسرائيل من خلال تفاوضهم معها”.
وبالطبع فهذه التصريحات لا يمكنها أن تخفي حقيقة هامة في عالم السياسة، وهي: أنك ربما تصرح برفض حل تتوق أنت إليه وتتمنى حدوثه، لا لشيء إلا لجعل من أمامك يتمسك به، بدلا من أن تظهر تلقفك وسعادتك به فيتراجع خصمك عنه.
وفي رد فعل غريب على مؤسسة الأزهر منذ فترة طويلة، وأيضا على مفتي مصر الدكتور على جمعة الذي لم يتناول مثل هذه القضايا -التي يعتبرها خارجية- منذ فترة طويلة، فقد حذر المفتي من خطورة استخدام حق الفيتو الأمريكي لوقف الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بل وحذر أيضا من تأثير ذلك القرار على الشارعين العربي والإسلامي، مطالبا الحكام والملوك والرؤساء العرب بضرورة إجراء كافة الاتصالات بدول العالم (الحر) للحيلولة دون استخدام ذلك الفيتو.
..وقال مفتي مصر: إنه من الواجب على كل الشعوب العربية مساندة أشقائهم الفلسطينيين من أجل أن يعاملوا كدولة مستقلة تكون لها كافة السيادة على أراضيها وشعبها، حتى يستطيعوا أن يبنوا بلدهم، محذرا من مدى تأثيرها على العالم أجمع.
إن التهديد بالفيتو الأمريكي والشكر الصهيوني وشجاعة محمود عباس الجديدة عليه والاستنفار غير المسبوق من مفتي مصر كلها أمور تستوجب التفكر والتأمل والتدبر!!
وتحتاج أيضا لرؤية عميقة لجدوى هذه المطالبة التي يرفضها كثير من الشعب الفلسطيني، والتي قد تنهي القضية برمتها وتختزل دولة فلسطين في بعض قطع متناثرة غير مترابطة وتلغي حق العودة وتكرس للاحتلال وتدعمه وتعترف به بلدا مستقلا مجاورا بعدما كان نبتا شيطانيا.
وسيظل الكيان الصهيوني دوما نبتا شيطانيا لابد من اقتلاعه بجهود حثيثة ومضنية ومؤلمة؛ لكنه من المؤكد أنه ليس من بينها رفع دعوى أمام الأمم المتحدة.
(مركز التأصيل للدراسات والبحوث)
آلام المسلمين في 117 دولة

دائما ما تأتي التقارير التي تصدرها المراكز البحثية المعنية بدراسة الأديان لتؤكد على حقيقة آخذة في التنامي على مستوى العالم كله، وهي أن المسلمين يتعرضون لمظاهر من العنف المادي والإرهاب الفكري على مستوى القارات الخمس، ومن هنا وجب على الحكومات الإسلامية والجهات الرسمية للشئون الإسلامية أن تعني بهذه التقارير وتسلط الضوء على نتائجها وتهتم بتلك النتائج لأنها تمس الأمة كلها الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له الجميع بالحمى والسهر.
ففي أحدث التقارير التي صدرت منتدى مركز بيو الأمريكي للأبحاث للدين والحياة العامة، صدر تقرير نشرته مجلة “إريبيان بزنس” وكشف بعد عملية بحث واستقصاء إلى أن المسلمين يتعرضون لمضايقات متنوعة دينية في 117 دولة في كل أرجاء العالم.
وجاء في هذا التقرير أن فرنسا والصين ضمن أكثر ثلاثة عشرة دولة في العالم التي زادت فيها القيود المفروضة على الأديان وعلى حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وخاصة على المسلمين.
وتمثل منطقة السيكانج المسلمة للصينيين أكبر نقاط العنف ضد الإسلام كديانة والمسلمين كمواطنين؛ ويعتبر حظر النقاب كرداء ديني -في حين السماح لكل الطوائف والأديان بارتداء ملابسهم الخاصة وممارسة طقوسهم العجيبة- من أكبر مظاهر عداء فرنسا للإسلام.
وهناك أيضا في الدول الثلاثة عشر نيجيريا وروسيا وتايلاند وفيتنام والمملكة المتحدة وهي أيضا دول يجد فيها المسلمون صعوبة شديدة في ممارسة الشعائر الدينية على الرغم من الأغلبية المسلمة في نيجريا التي تصل إلى 95% بسبب الإدارة النصرانية والمعاناة من حكم الأقلية.
معاملة الفيدرالية الأمريكية للمسلمين
دائما ما تكون المكاتبات السرية والوثائق التي توزع على العاملين والمنشورات الدورية مؤشرا هاما على توجيه الإدارة للعاملين وعلى رؤيتها لمختلف القضايا وهذا ما كشفته وثائق مسربة ومهربة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) الذي أظهر وجود كتيبات إرشادية وتثقيفية للمتدربين في مجال مكافحة الإرهاب، وجدوها تحوي أفكارا مضادة للإسلام ومشككة في انتماء المسلمين الأميركيين لدولتهم معتبرة إياهم من البؤر الإرهابية المحتملة المتعاطفة بشكل ما مع التنظيمات (المعادية) وأنهم أقرب لاتخاذ طريق العنف ضد الدولة.
كما طالت هذه الكتيبات بشكوكها واتهاماتها المؤسسات الإسلامية الخيرية التي اعتبرتها هي القنوات التي يمكن للتنظيمات (المعادية) تمويل الخلايا والجماعات “الإرهابية” ، كما أساءت الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ونعتته النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه “زعيم عصابة”!!
وفي أحد الكتيبات نصوصا بعينها لا تخص غير المسلمين تصف الإسلام بأنه لا يعرف إلا الحرب فقط وأن السلم هو الاستثناء، وأنه لا يمكن للمسلم أن يعيش في سلام مع غيره لفترة طويلة، وأنه يتوق دائما للحرب والخراب والدمار والدماء!!
فرنسا والإساءة لموتى المسلمين
لم يقتصر العداء للمسلمين في فرنسا وهم أحياء بل انتقل إلى العداء مع المسلمين وهم داخل قبورهم، فقد اكتشفت أكثر من ثلاثين مقبرة إسلامية في منطقة كاركاسون بتولوز مدفون بها جنود وضباط مسلمون قتلوا أيام الحرب العالمية وهي مدنسة بعبارات عنصرية ونازية.
والعجيب أن المسلمين في هذه المقابر بالذات قتلوا دفاعا عن البلد التي عاشوا فيها في حرب من حروبها ضد أعدائها، ولكونهم مسلمين لم يسلموا من شرور أبناء وأحفاد بلاد الحرية من تدنيس مقابرهم بدلا من تكريمهم التكريم اللائق بهم باعتبارهم جنودا أدوا واجبهم ودفعوا حياتهم لرفعتها.
عبثا يحاول المسلمون إثبات انتمائهم وولائهم لبلدانهم؛ وأنهم مثل الخير حيثما وقع نفع ولكن العالم كله يأبى إلا أن يعتبرهم أعداء فيخسر العالم جهودهم المحبة للخير.
(مركز التأصيل للدراسات والبحوث)

أفريقيا.. صراع فكري غاب عنه العرب
يحيي البوليني
ما أن وطئت أقدام أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الأراضي الأفريقية إلا وأعادت تلك الزيارة للأذهان هذه القارة المترامية الأطراف المليئة بالخيرات الطبيعية إلى الظهور -مرة أخرى- كحلبة صراع ومجال لتنافس الكبار على الاستفادة من خيراتها ولإحكام السيطرة على مواردها الكثيرة والمتعددة والمتنوعة والتي لم يستطع أبناؤها حسن استغلالها.
فكما كانت أفريقيا في الماضي حلبة صراع سياسي وعسكري بين الأوروبيين ثم الأمريكان، أضحت اليوم حلبة صراع فكري وسياسي لكل القوى في القارات الأخرى من الصين شرقا إلى الأمريكتين غربا مرورا بالقارة الأوروبية التي يصعب أن تغيب عن المشهد الأفريقي.
وبالطبع لم تغب أفريقيا عن ذهن بعض القوى الأخرى التي تتحرك بأيدلوجيات فكرية بالإضافة إلى الطمع الاقتصادي، والتي تريد بسط هيمنتها الفكرية وتسعى لتكوين الأحلاف الاستراتيجية، ولا يمنعها ذلك أيضا من الاستفادة المادية الكبيرة من أفريقيا كمورد للمواد الخام وكسوق لتصريف المنتجات.
وفي غياب واضح وملموس ومؤلم لأصحاب التوجه الإسلامي السني الذي لا يتحرك غالبا في أفريقيا إلا بجهود فردية غير منظمة ولا منسقة، تحركت القوى الأخرى في ساحة خالية!
فمنذ فترة طويلة تحركت دولة الكيان الصهيوني منفردة جاعلة من أفريقيا ملعبا خاصا بها تدبر فيه المكائد وتستغل الثروات وتكسب الصداقات وتوجه الأفكار وتعمل لصالحها بالإضرار بالدول العربية والإسلامية التي يرى الصهاينة أن في قوتهم تهديدا لكيانهم الصهيوني الغاصب والمحتل.
وقبل عدة سنوات بعد الثورة الإيرانية وفي غفلة أيضا من العرب والمسلمين تحركت إيران مستغلة كل ما تملك من خبرات وإمكانات وثروات في التغلغل في العمق الأفريقي دون ارتباط بقيد أو حدود… كما سبق وأعلن نجاد قبل سنتين في نيويورك أنه لا يرى أي حدود لتوسيع علاقات إيران مع الدول الأفريقية.
وفي العام 2010 فقط تمت هناك أكثر من عشرين زيارة لمسئولين إيرانيين لأفريقيا في مستويات وزارية -على الأقل- وتم فيها عقد الشراكات والتحالفات الدولية والصفقات التجارية والمشاريع الصناعية للربط بينها وبين تلك الدول لضمان وإحكام السيطرة عليها.
وكان من الثمرات الاقتصادية لهذا التعاون إقامة مصنع خودرو الإيراني لتجميع سيارات الأجرة بالعاصمة السنغالية داكار، والتعاقد أيضا على تصنيع الجرارات ومصفاة لتكرير النفط ومصنع للمواد الكيميائية، كما تم الاتفاق على توريد نفط إيراني للسنغال بأثمان رخيصة، ولهذا دفع ذلك السخاء الإيراني الرئيس السنغالي لزيارة إيران أربع مرات متتالية معلنا حق إيران في امتلاك المفاعل النووي.
وكذلك تمت زيارات متعددة لكل من مالي ونيجريا وموريتانيا والسودان وكينيا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا وغيرها في زيارات متتالية من نجاد ووزرائه ليؤكدوا دخول إيران إلى الساحة الأفريقية وبقوة شديدة وبصورة أسرع مما كان يتخيل البعض مستغلين في ذلك المظهر الإسلامي الذي يخدعون به بسطاء المسلمين الذين يرونهم أحق بحسن الاستقبال والتعاون من الدول الأوروبية أو أمريكا والكيان الصهيوني.
وظهر لهذه الزيارات غايات أيدلوجية عقدية وخاصة في التبشير بالمذهب الشيعي، ففي كل خطوة يخطوها الإيرانيون هناك يجدون تربة صالحة لبذر أفكارهم الشيعية الخبيثة التي يدعمها بقوة وجود جماعات متصوفة قائمة على الخرافات والتي تعتبر المقدمة التمهيدية لتحول المسلمين السنة هناك إلى كثافة شيعية، ويزيد الأمر صعوبة أن أفريقيا لا تزال تمتلئ بعبدة للأوثان يتم استقطابهم لمن يوفر لهم الغذاء والكساء والدواء، وإذا دخل هؤلاء الوثنيون الإسلام ولم يعلموا عنه سوى المذهب الشيعي فلن يخرجوا عنه أبدا وخاصة أن العقيدة الشيعية فيها الكثير من المظاهر الوثنية وفيها الانفلات الأخلاقي الكثير وخاصة في أمور النساء.
فهل تنتظر الدول العربية السنية أن يخرج عليها مارد شيعي من جنوب القارة الأفريقية ويحاصرون بيه من الشمال والجنوب وهم لا يرقبون في المسلمين السنة إلا ولا ذمة؟!
أم هل يظنون أنهم لمجرد ما يفعلونه في أوطانهم من إرسال التبرعات العينية والنقدية -وقليل ما هم- أنهم قد أدوا واجباتهم أمام ربهم سبحانه وأنهم قد ساهموا في إنقاذ إخوانهم من خطر التشيع أو التنصير أو التهويد؟!
وكل الجهود التي تبذل في القارة الأفريقية من الجانب السني المسلم تُبذل في إطار الحملات الإغاثية وهي جهود لا تزال جهود شخصية وقليلة، وأن الخيار الوحيد الحالي في تدخل المسلمين السنة بصورة رسمية دولية ومنظمة وهادفة وواعية يكمن حاليا في الإدارة التركية التي تحاول التقرب من أفريقيا..
إن أفريقيا التي تمتلك الكثير من الثروات المادية والبشرية تمتلك اليوم أيضا أكثر من 54 صوتا في الأمم المتحدة من إجمالي 154 صوتا، لتعتبر مجالا كبيرا للصراع الثلاثي الجديد (تركيا/إيران/إسرائيل) الذي يضاف إلى العديد من الأطراف الأخرى المتصارعة على النفوذ والمكانة في سباق خرج منه اللاعب الأهم والرقم الصعب وهم العرب والمؤسسات الدينية السنية التي لو دخلت ساحة الصراع فلن تجد لها منافسا..
فهل من متحرك قبل فوات الأوان..
. شيخ الأزهر يصرح بأن: “كثيرا من السلوكيات الصوفية مخالفة للكتاب والسنة”.
. ويدعو إلى: “إصلاحها بالعلم”.
. ويطالب بـ”تنقية الساحات الصوفية من البدع والخرافات المخالفة للكتاب والسنة”.

شيخ الأزهر يطالب:
بتنقية الساحات الصوفية من البدع والخرافات

صرح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في المؤتمر الأول للصوفية الذي استمرت فعالياته لمدة ثلاثة أيام بإشراف المشيخة العامة للطرق الصوفية، ووزارة الأوقاف، وبمشاركة 300 عالم ومتصوف ينتمون إلى أكثر من 300 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، إضافة إلى عدد من القيادات والعلماء من الدعوة السلفية والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، وبعض قيادات الأحزاب الإسلامية، وعدد من مرشحي الرئاسة، صرح بأن كثيرا من السلوكيات الصوفية مخالفة للكتاب والسنة، ودعا إلى إصلاحها بالعلم، وطالب بتنقية الساحات الصوفية من “البدع والخرافات المخالفة للكتاب والسنة”.
جاء ذلك خلال اللقاء المغلق الذي عقده شيخ الأزهر مع ممثلين من الصوفية المشاركين في المؤتمر الدولي الأول للصوفية، الذي عقد بالقاهرة.
وتصريحات شيخ الأزهر الحالي لا تختلف كثيرا عما أبداه عدد من مشايخ الأزهر السابقين، ومنهم شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي، مما يؤكد أن الأزهر متمثلا في مؤسسته ومشايخه يرفضون تلك الخرافات وهذه البدع التي يؤمن بها الكثير من الصوفيين باختلاف طرقهم.
فقد وصف شيخ الأزهر السابق في يوليو من العام الماضي بعض الممارسات الصوفية بأنها شرك بالله وكفر، وأن الحصول على الكرامات من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية…
وهو الأمر الذي قوبل بتأييد كبير من عدد من العلماء حيث أكد الدكتور محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر أن كلام طنطاوي حقيقة، وأن هناك بعض الممارسات الصوفية لا يقبلها الإسلام، وهي شرك بالله تعالى مثل التشفع بالقبور وأصحابها والحصول على الكرامات عن طريق الأموات..
وشدد الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية على أن صور التصوف التي نشاهدها الآن تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، مثل التبرك بزيارة القبور، واللجوء إلى صاحب القبر، وذكر الله تعالى بطريقة منافية لجلاله عز وجل، والرقص والتمايل يميناً ويساراً، وادعاء أتباع ومريدين لمشايخ الطرق الصوفية في الريف والمدن أن لهم كرامات، وأنهم مباركون وعلى صلة بالله تعالى، كل هذا لا أساس له من الإسلام.
حتى أصحاب المساجد الذين يدعون أنهم أولياء عند الله لا نعلم مدى قبولهم عند الله، ولا يمكن أن نقطع بذلك، وأتباع هذه الطرق يستغلون ذلك للترويج لأهداف تخصهم بعيدة عن التصوف والتقرب إلى الله.
وقد أشار أنور عصمت السادات، وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية، وأحد المشاركين في المؤتمر في بيان صحفي إلى “أن العالم الغربي يعمل على تشجيع الحركات الصوفية، وضرب مثلا بتوصية لجنة الكونجرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، معتبرة أن الزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي، وهو ما يخدم أهدافها ومساعيها.
وتابع معتبرًا أن الغرب يسعى إلى مصالحة التصوف الإسلامي ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائيًا عن قضايا السياسة والاقتصاد، بنفس الطريقة التي استخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأكد عدد من المراقبين أن استغلال الطرق الصوفية على هذا النحو يأتي لخدمة الرؤية الأمريكية في إزاحة التيارات والحركات السلفية. وكان تقرير سابق لمركز “راند” للدراسات الاستراتيجية الأمريكية قد أوصى بفتح حوارات مع الطرق الصوفية والشيعية للاستفادة من هذه الفرق في محاربة الفرق الإسلامية السنية.
وهو الأمر الذي لوحظ مؤخرا عندما تحالف عدد من الطرق الصوفية مع التيارات العلمانية والليبرالية والنصرانية، بهدف الرد على التيارات الإسلامية متمثلة في السلفيين والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وغيرها من الحركات العاملة في حقلي الدعوة والسياسة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *