صرح الجيش الأمريكي أنه فتح تحقيقا حول شريط الفيديو الذي بث على الإنترنت، وصور خلال إحدى العمليات العسكرية في أفغانستان، يظهر أربعة رجال يرتدون الزي العسكري الأميركي وهم يتبولون على جثث ثلاثة مقاتلين أفغان، وقد غطتها الدماء، وينظرون إلى الكاميرا مدركين أن صاحبها يصورهم.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي لوكالة فرانس برس “لقد شعرت بالغثيان لدى رؤية الشريط”.
وأضاف “كائنا ما كانت ظروف هذا الفيديو أو أشخاصه فإنه سلوك مقزز ووحشي وغير مقبول لأي شخص يرتدي الزي العسكري”.
وقد أقر سلاح مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” أنه استطاع تحديد الوحدة العسكرية التابعة له التي ظهر أربعة من جنودها في شريط الفيديو المذكور.
إلى ذلك قال مسئول رفيع في سلاح مشاة البحرية شاهد الفيديو: “الرجال فيه يحملون بنادق قناصة من عيار 30 ويرتدون خوذات وزعت لأعضاء فرق القناصة بفيلق مشاة البحرية”.
وأضاف المسئول: “من المتوقع الكشف قريبًا عن اسم ضابط التحقيق الذي سيتولى هذه القضية، إذ أن تدنيس جثث الموتى من قبل القوات الأمريكية يعد جريمة حرب محتملة”.
وأوضح المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية، الكولونيل جاري كولب، من كابول في أفغانستان: “نحن على علم بتسجيل الفيديو الذي يظهر أعضاء قواتنا المسلحة.. لن نتكهن بشأن التفاصيل، ولكن سوف نتخذ كل الإجراءات اللازمة لتحديد الوقائع”.
إلى ذلك أدانت منظمة إسلامية للحقوق المدنية في الولايات المتحدة انتهاك حرمة الجثث، وذلك في رسالة إلى وزير الحرب الأمريكي ليون بانيتا.
وأكد مجلس العلاقات الإسلامية/الأمريكية، في الرسالة التي أرسلت نسخة منها إلى وسائل الاعلام، أنه يجب معاقبة أي أطراف مذنبة بأقصى حد يسمح به القانون الموحد للقضاء العسكري والقوانين الأمريكية ذات الصلة.
واستنكر الأزهر بشدة هذا الفعل، ووصف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط هذا الفعل بأنه انتهاك صارخ لحرمة هؤلاء الشهداء الأفغان، وعمل بشع يخالف كل مبادئ التحضر الإنسانى والقوانين الدولية.
وأشار الدكتور الطيب، إلى أن هذا العمل يدل على إفلاس وخواء في الحضارة التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود الأمريكان المعتدون والمجردين من كل معنى إنساني وأخلاقي.
واستنكرت بشدة حركة طالبان الأفغانية “هذه الأعمال غير الإنسانية للجنود الأمريكيين الوحوش”، و”اعتبرتها مخالفة لجميع المعايير الإنسانية والأخلاقية”، وإلى جانب ذلك “طالبت منظمة الأمم المتحدة وبقية منظمات حقوق البشر أن تصد وجه هذه الجرائم غير الإنسانية التي ترتكبها أمريكا الماكرة، وأن تحقق تلك الهتافات التي ترددها هذه المنظمات تجاه تأمين حقوق الإنسان”.
والظاهر أن التبول على جثث الشهداء صار سنة لدى جنود أمريكا، فقد فعلوها قبل خمس سنوات في العراق حين قتلت دورية أمريكة 24 مدنيا عراقيا، واعترف حينها الجندي “سانيك ديلا كروز”؛ الذي حصل على حصانة من المحاكمة بعد أن تم إسقاط تهم القتل التي وجهت إليه؛ أنه شاهد قائد مجموعته وهو يطلق النار على خمسة مدنيين عراقيين كانوا يحاولون الاستسلام، وأبلغ كروز المحكمة العسكرية بأنه تبول على رأس العراقي القتيل!
هذه هي أمريكا الحقوق وحرية الإنسان!!